الحب أضعف مما نظن!
![مسفر الدوسري](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1507745577082709700/1507745592000/1280x960.jpg)
وغالباً ما يكون الحب عاجزاً عن تسديد هذه الفاتورة المهولة، وهو قطعاً لن يكون قادرا على الوفاء بهذه القائمة الطويلة من الالتزامات التي حسبناها مستحقة عليه لسببين؛ الأول هو أن هذه الالتزامات حمّلناها زوراً على الحب كدين واجب الدفع بدون وجه حق، السبب الآخر والأهم هو أن الحب في الحقيقة أضعف مما نظن، فهو أضعف من أن يمنحنا ما نعتقد أنه يملكه، لأنه في الحقيقة لا يملكه، فالحب مجرد طفل يتيم بلا أبوين، ضائع بلا مأوى، خائف، جائع، إنه ربيب الأرصفة التي علّمته النزق، وأساء العابرون معاملته، وكثير من القلوب التي آوته لبعض الوقت قست عليه واستغلت طفولته بأبشع الصور التي وصلت حد الاضطهاد في بعض الأحيان.يلجأ الحب إلى شخصين عادة ليتبنياه ويكونا له أبوين، ويمنحاه مسكناً آمنا في قلبيهما، ويرعياه ويحسنا معاملته. في الحقيقة، إن قائمة الطلبات التي نأتي بها للحب لتلبيتها لنا، هي ذات الاحتياجات التي تدفع الحب للجوء إلى قلب تلو الآخر، بحثاً عنها. إن الحقيقة الغائبة عنا، هي أن الحب طفل بحاجة لأن نطعمه ونسقيه ونوفر له الأمان والطمأنينة والرعاية والحنوّ، وأن نحسن تربيته. إنه بحاجة لهذا أكثر منّا، عندما نمنح الحب حاجته، سيعود طفلا هانئا يملأ حياتنا بهجة وقلوبنا مرحاً ورضا، وسيصبح حينها شغبه إلينا محبّبا!قائمة الأمنيات التي نريدها من الحب هي قلب للأدوار، إذ تجعل من الدائن مدينا والمدين دائنا، تلك القائمة لا تعبّر سوى عن أنانيتنا المفرطة وقسوتنا على مجرد طفل ضعيف خائف واستغلالاً له!