الأغلبية الصامتة: اعتراف لا بد منه
هناك شيء ما يحصل لا أعرف ما هو، ولكن في هذه القضية سقطت نظرية الإصلاح العام نتيجة الضرر الخاص، والنظام الأيكولوجي الذي وزع التلوث بعدالة على الجميع لم يكن كافيا لأن يحرك أصحاب القرار نحو إنقاذ البيئة البحرية من الحال التي وصلت إليها، فهل يوجد من يشاركني المشاعر نفسها؟
![إبراهيم المليفي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1612377050504273100/1612377064000/1280x960.jpg)
لقد كنت أعتقد لسنوات عديدة أن إصلاح الخدمات العامة في الكويت وأي شيء له علاقة بالشأن بالعام لا الخاص مرتبط بصورة مباشرة بالضرر الذي قد يصيب أحد "العمام" أو "أبناء العمام" فتأتي المعالجة الفورية تبعا لذلك. فمثلا الشوارع السيئة قد يتم إصلاحها لأن سيارة "العم" مرت فيها وتكسرت بسبب حفرة، وربما يدفع الحظ العاثر أحدهم ويدخل أحد مشافينا العظيمة فيكتشف ما يعانيه الناس على أرض الحقيقة، وهنا نحن وحظنا قد تأتي التعليمات لمصلحتنا وقد تصدر أوامر بتخصيص دور خاص مجهز بأحدث الأجهزة للشخصيات المهمة.اعترافي لهذا اليوم نابع مما حصل خلال الأيام الماضية في بحر الكويت من تلوث ونفوق أسماك، هذا البحر يخص الجميع بما فيه شاليهات "العمام" و"أبناء العمام"، كل هذا التلوث والضرر وكآبة المنظر لم تدفع أصحاب القرار لاتخاذ إجراءات فورية لإنقاذ البيئة البحرية، ليس من أجلنا نحن بالطبع، ولكن من أجل البحر الذي يجاور شاليهاتهم.إنني مصدوم، هل بحرهم غير بحرنا؟ وهل يضرب البحر الملوث سلاماً وأكبر تحية لشاليهات أصحاب القرار ويسير مبتعدا عن سواحلهم مفسحا المجال لما تبقى من بحر نظيف كي يداعب رمال تلك السواحل؟هناك شيء ما يحصل لا أعرف ما هو، ولكن في هذه القضية سقطت نظرية الإصلاح العام نتيجة الضرر الخاص، والنظام الأيكولوجي الذي وزع التلوث بعدالة على الجميع لم يكن كافيا لأن يحرك أصحاب القرار نحو إنقاذ البيئة البحرية من الحال التي وصلت إليها. أخيرا هل يوجد من يشاركني المشاعر نفسها؟