قبل 3 أيام من إجراء الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية الفرنسية، واجه مرشح الوسط الليبرالي إيمانويل ماكرون منافسته مارين لوبن التي مثلت اليمين المتطرف في منافسة هي الأولى بينهما منفردين والأخيرة قبل الاقتراع.

Ad

وتشكل المناظرة فرصة أخيرة لماكرون زعيم حركة "الى الأمام"، ولوبن، زعيمة "الجبهة الوطنية" اليمينية القومية المتشددة، لإقناع المترددين، وسط مخاوف من عزوف الناخبين.

ولقى ماكرون دعما من يسار الوسط (الحزب الاشتراكي) ويمين الوسط (الجمهوريين)، إلا أن الكثير من مناصري الحزبين لن يقترعوا له، خصوصاً بعد تصريحات أخيرة له عن "موت الأحزاب"، داعيا النواب إلى الانشقاق عنها.

وعلى أقصى اليسار، لم يحز ماكرون إلا على دعم ثلث الناخبين الذين صوتوا لجان لوك ميلونشون، إلا أن الاستطلاعات لا تزال تمنحه تقدما مريحا بعشرين نقطة على لوبن.

ويختار الناخبون بين ماكرون، المصرفي السابق ذي التوجه الأوروبي القوي الذي يريد الحد من اللوائح الاقتصادية مع حماية العمال، ولوبن المتشككة في مزايا الاتحاد مع أوروبا والتي تريد اتباع سياسات حمائية.

وكانت الجولة الأولى في 23 أبريل قد انتهت بتقدم ماكرون بثلاث نقاط فقط على لوبن. ورغم أنه يتعين على لوبن أن تتسلق جبلا حتى تلحق بماكرون، تمتلئ حملة 2017 بمفاجآت كثيرة.

عالم جديد

وقبل المناظرة، قالت لوبن إنها في وضع أفضل من منافسها للدفاع عن مصالح فرنسا، في عالم وصفته بما أسمته عالم الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجديد في إشارة الى التوجه القومي الحمائي لترامب وبوتين.

وأضافت، في مقابلة مع وكالة "رويترز": "أعتقد أنني في أفضل وضع لمخاطبة العالم الجديد الناشئ، مخاطبة بوتين وترامب ومخاطبة بريطانيا رئيسة الوزراء تيريزا ماي وهند رئيس الوزراء (قومي) ناريندرا مودي".

وأوضحت أن ذلك يرجع إلى أن "هذه الدول كلها بدأت تدير ظهورها لفكر التجارة الحرة والمنافسة وإضعاف الحماية الاجتماعية".

وتأمل لوبن التي تنتقد العولمة بلا قيود الاستفادة من النزعة القومية المناهضة للمؤسسات السياسية القائمة التي دفعت بترامب إلى البيت الأبيض، ودفعت الناخبين البريطانيين للموافقة على الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، وهي تريد أن تصبح أول امرأة على رأس فرنسا.

عبء اليورو

وألمحت لوبن إلى إمكانية قيامها بفرض قيود على الأموال إذا فازت بالرئاسة، وحدث إقبال على سحب الأموال من البنوك خلال تفاوضها على انفصال فرنسا عن الاتحاد الاوروبي، غير أنها شددت على استبعاد ضرورة اللجوء لذلك.

وبعد أيام من الرسائل المتباينة عن التخلي عن العملة الأوروبية الموحدة، وهو أمر لا يحظى بقبول أغلبية من الناخبين، أوضحت لوبن أنها تريد انسحاب باريس من الوحدة النقدية الأوروبية.

وقالت المرشحة التي تسعى للوصول إلى سدة الحكم بقصر الإليزيه: "اليورو لم يحم أحدا بل على العكس. اليورو كان عبئا بالنسبة للأسعار والوظائف والقدرة التنافسية لشركاتنا، وسيكون تنشيط الاقتصاد دون العملة المشتركة أبسط كثيراً".

لوبن وإفريقيا

من جانب آخر، وعدت مرشحة اليمين بأنها ستخصص 0,7% من الناتج المحلي الإجمالي "للتعاون مع إفريقيا" في حال انتخابها، وذلك خلال اجتماع في باريس مخصص للسياسة الإفريقية.

وقالت لوبن أمام نحو خمسين شخصاً هم أفارقة يعيشون في فرنسا أو فرنسيون من أصل إفريقي، إنّ "الدول الإفريقية متروكة، ومساعدات التنمية انخفضت كثيراً. أتعهّد بأن أخصّص، قبل عام 2022، 0,7% "من الناتج المحلي الإجمالي للتعاون مع إفريقيا"، مضيفةً: "سنحرص على الاستخدام السليم" لهذا المبلغ.

وأوضحت أنّ "0,7% تشكّل تقريباً زهاء 15 مليار يورو، وهي نسبة أعلى بكثير من الـ400 مليون يورو المخصصة حالياً للتنمية في إفريقيا".

تمنيات ميركل

في السياق، أعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن تمنيها فوز ماكرون في الانتخابات الرئاسية لما سيمثله من إشارة ايجابية للتيار الوسطي الألماني والاتحاد الأوروبي.

تقلب ترامب

على صعيد منفصل، أشار وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت، اليوم، خلال اجتماع للحكومة الفرنسية إلى "تقلبات" الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واعتبر انه يواجه "مشاكل" في تطبيق "ما أعلن عنه خلال حملته الانتخابية".

وقال آيرولت إن ترامب "وبعد أن أعرب عن رغبته في حصول بريكست شامل" عاد اليوم ليقر بـ"الحاجة إلى تعزيز المشروع الأوروبي".

وأضاف: "بالنسبة الى روسيا نراه يبدي الكثير من الحذر"، مقارنة بما كان عليه الوضع بعيد وصوله إلى البيت الأبيض، خصوصا بالنسبة إلى النزاع في سورية.

وأشاد آيرولت بـ"رغبة ترامب في إرجاء النزاعات التجارية إلى وقت آخر".