وسط تزايد الاهتمام بالمقترح الروسي لإقامة 4 مناطق آمنة في سورية، أعلنت فصائل المعارضة السورية، تعليق مشاركتها في محادثات أستانة التي انطلقت، أمس، مع وفد النظام برئاسة بشار الجعفري برعاية روسيا وإيران وتركيا، ومشاركة مبعوث الأمم المتحدة ستيفان ديميستورا والإدارة الأميركية ممثلة بمساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ستيوارت جونز.

وأفاد مصدر في وفد المعارضة بأن "الفصائل الثورية قامت بتعليق الجلسات بسبب القصف العنيف للطيران على المدنيين، وإلى حين الالتزام الكامل بوقفه على كامل الأراضي السورية".

Ad

وقالت مصادر قريبة من وفد المعارضة، إن وفدي الحكومة والفصائل كانا بدآ التباحث في الوثيقة الروسية لمناطق "تخفيف التصعيد".

وينص المقترح الروسي على إنشاء 4 مناطق لـ"تخفيف حدة التصعيد" في محافظة إدلب، وفي شمال حمص، وفي الغوطة الشرقية قرب دمشق وفي درعا جنوب سورية.

مناطق أمنية

وبحسب المقترح، سيتم العمل في مناطق تخفيف التصعيد على "ضبط الأعمال القتالية بين الأطراف المتنازعة" و"توفير وصول إنساني سريع وآمن" و"تهيئة ظروف العودة الآمنة والطوعية للاجئين".

بالإضافة إلى ذلك، سيتم إنشاء "مناطق أمنية" على طول حدود مناطق تخفيف التصعيد "لمنع وقوع حوادث وإطلاق نار"، وستشمل وضع "نقاط تفتيش" و"مراكز مراقبة لضمان تنفيذ أحكام نظام وقف إطلاق النار" ينتشر فيها عناصر من قوات النظام والفصائل المعارضة ووحدات عسكرية تابعة للدول المراقبة.

وبحسب مصادر سيتم تطبيق حظر للطيران فوق هذه المناطق وستكلف المعارضة بطرد "داعش" منها وتطهيرها.

قوات الفصل

وقالت مصادر روسية، إن المقترح ينص على أن تنشر قوات فصل من روسيا وتركيا وايران، الدول الراعية لمفاوضات أستانة، في هذه المناطق. لكن مصادر أخرى تؤكد أنه يمكن مشاركة دول أخرى. وتداولت مصادر مقربة من دمشق أمس، معلومات عن إمكانية أن تشارك الجزائر ومصر والإمارات في هذه القوات.

وبعد ثلاث اجتماعات لم تحقق أي اختراق، انطلقت مفاوضات الجولة الرابعة بمشاورات ثنائية بين الدول الضامنة، وهي روسيا وإيران وتركيا، بحسب رئيس القسم الصحافي في وزارة الخارجية الكازاخية أنور جاينبيكوف، الذي أوضح أن الاجتماعات ستجري وراء أبواب مغلقة، مضيفاً أن وفد المعارضة سيعود اليوم ويشارك في المفاوضات .

وأجرى وفد النظام مباحثات مع الوفدين الروسي والإيراني، كل على حدة، بالتزامن مع مشاورات أجراها وفد المعارضة، الذي يضم 19 شخصاً، قبيل اجتماعه مع ديمستورا والوفد التركي.

ومع تركيز الوفد الأميركي، خلال مشاركته الأولى في مفاوضات أستانة، على مشكلة تخفيف التوتر، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين بحثا هاتفياً تطورات الأوضاع في سورية لاسيما مسألة إقامة "مناطق آمنة"، واتفقا على أن "المعاناة استمرت فترة طويلة جداً" وأن الآوان قد آن لتسوية الأزمة السورية، كما بحثا "العمل معاً للقضاء على الإرهاب في جميع أنحاء الشرق الأوسط".

تغيير المنطقة

وفي مستهل لقاء مع نظيره الروسي في سوتشي جنوبي روسيا، أكد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قدرة أنقرة وموسكو على اتخاذ خطوات كفيلة بـ"تغيير مصير منطقة الشرق الأوسط".

قبل مغادرته إلى موسكو، قال إردوغان إن تركيا وروسيا توليان أهمية كبرى "لتعزيز وقف إطلاق النار" في سورية، وأن يستمرا في العمل معاً لمحاولة إنهاء الصراع.

«داعش» وإيران

وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن روسيا تريد هزيمة "داعش" وتحطيمه، لكنه نبّه إلى أن تل أبيب لا تريد أن تستبدل "داعش" بإيران في سورية.

وشدد نتنياهو أيضاً على وجوب "عدم إعطاء إيران موطئ قدم بالمعنى العسكري في سورية، باتفاق أو من دونه"، محذراً من استخدام "حزب الله" أو الميليشيات الشيعية الأراضي السورية، والقسم السوري من مرتفعات الجولان في الهجوم على إسرائيل".

وأشار إلى نظام الأسد "أبقى في عهدته ما يعادل عشرات الأطنان من السلاح الكيماوي وأن إسرائيل سترد بكل قوة في حال استخدامه ضدها".

الحكومة المؤقتة

على الأرض، قتل 6 بينهم شرطي في تفجير سيارة مفخخة قرب مقر الحكومة المؤقتة، المنبثقة عن المعارضة السورية، في مدينة أعزاز، بحسب الائتلاف والمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وفي درعا، استهدف الطيران الروسي ليل الثلاثاء- الأربعاء معبر نصيب الحدودي مع الأردن بأربع غارات جوية، عقب استهداف النظام للمعبر براجمات الصواريخ ظهر اليوم ذاته.

ووسط ترقب لإعلان قوات سورية الديمقراطية "قسد" سيطرتها الكاملة على مدينة الطبقة بالرقة، أعلن محافظ ريف دمشق علاء إبراهيم أمس، خلو منطقة وادي بردى من المسلحين بعد خروج 100 مسلح، أمس، مع عائلاتهم من بلدة سبنا شرق بلدة سرغايا بالريف الشمالي الغربي باتجاه منطقة الرحيبة في الريف الشمالي الشرقي.