يبدو أن قرار تشكيل مناطق آمنة في سورية، وهي فكرة قديمة ظهرت مع بداية انزلاق البلاد إلى حرب أهلية مدمرة بعد انتفاضة شعبية ضد الرئيس السوري بشار الأسد، عاد إلى الواجهة بقوة، حاصداً توافقاً دولياً نادراً، مما قد يشكل أكبر خرق في جدار الأزمة السورية.وحاز هذا الاقتراح، الذي تؤيده دول الجوار السوري التي تريد التخفيف من أزمة اللاجئين، دعماً من بعض الأطراف الفاعلة في الصراع السوري.
وتبنت موسكو هذه الفكرة التي تتبناها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وعرضتها بقالب جديد، يسمح بأن يتقبلها النظام السوري وحليفه الأوثق طهران. وبعد الموافقة المبدئية لأنقرة والمعارضة السورية على فكرة إنشاء 4 مناطق «تخفيف توتر» في إدلب (شمال غرب) والغوطة (قرب دمشق) ودرعا (جنوب) وشمال حمص (وسط)، بحث الرئيسان الأميركي ترامب والروسي بوتين المقترح خلال اتصال هاتفي بينهما أمس الأول.وأعطى بوتين ونظيره التركي رجب طيب إردوغان، أمس، زخماً جديداً للمقترح، إذ أكد الأول أنه يشمل حظر طيران ونشر قوات فصل دولية قد تضم دولاً محايدة مثل الإمارات ومصر والجزائر، إضافة إلى الدول الراعية لوقف إطلاق النار، أي روسيا وتركيا وإيران.
ورغم الأجواء الإيجابية التي تحيط بهذه الفكرة، نبه مراقبون إلى عراقيل وتعقيدات لا تزال تحيط بها، مشيرين، خصوصاً، إلى الحذر الذي تبديه دمشق وطهران حيال المقترح حتى الساعة، إضافة إلى رفض المعارضة المطلق أي دور لطهران.