يضمّ كتاب «سقوط ورقة الشجرة... وقصص موجزة أخرى» 88 أُقصوصة من القصص الصينية المترجمة إلى اللغة العربية، وهي تعبّر بطريقة حيوية وصادقة عن تجارب معقدة شهدها الشعب الصيني خلال الثلاثين سنة الأخيرة.

تُظهر قصة «زميلي في الدراسة زو» بقلم آه تشينغ، كيف أن صداقة الزملاء في الدراسة هذه الأيام تتأثر بمجموعة من العوامل؛ بما فيها المكانة الاجتماعية والرغبة والخيال والكبرياء والترف والرومانسية والواقعية والذكريات..

Ad

أما قصة «الرعاة» لجيانغ فتقدم شرحاً بسيطاً ومباشراً للتأثير المختلف للتغيرات، في ما يتعلق بزوانغ «شديد الذكاء» والمدير وانغ «المسؤول». إذ إن البرفسور زوانغ منعزل، في حين أن المدير وانغ محاطٌ بزوار كثر. هذا التباين في المكانة والشهرة يُشعر البرفسور زوانغ بالنقمة والخزي، فضلا عن أن التنافس الشديد والخفي بين «المفكرين الكبار» و«المسؤولين الكبار» ظاهرة شائعة في الصين، لكن جذورها وعواقبها غامضة.

تصوّر قصة «السجادة» لهانغ بينغ رجلاً آخر متقدماً في السن، وهو برفسور خبير في الحضارة والثقافة والفلسفة الصينية، يُظهر أسلوبه المتواضع واللطيف قِدم الحضارة الصينية وتألقها؛ فالبرفسور الكبير يتمنى السلام لجيرانه مثيري الضجة، وقراراته غير الاعتيادية تتميز بالتسامح واللباقة التي يتصف بها الشعب الصيني...

حب مثالي

تتحدى قصة «كيف تنجذب الفراشات» لتينغ غانغ المفاهيم الصينية التقليدية المحافظة في ما يتعلق بالحب. فشيانغ مي زوجة صينية، محافظة وملتزمة كامرأة صينية تقليدية، ولكنها تنحدر في طريق غير متوقع، فهل ستكسب أم ستخسر معركتها مع نفسها؟

وتُظهر قصة «احتراق حبيبين» لبي شو مين الحب الجارف لحبيبين صينيين تعرضا لحروق شديدة، ويبذلان قصارى جهدهما كي لا يئنا رغم الألم المبرح الذي يشعران به، وذلك بهدف حماية الشخص الآخر والحؤول دون معاناته أكثر؛ فالحب العظيم يتجسد أحياناً بلحظات حياتية اعتيادية. وهنا تكمن نية الكاتب في تجسيد حالة مثالية من الحب.

هكذا، تغطي هذه المجموعة من القصص القصيرة مواضيع كثيرة، وتستعرض مجموعة من مهارات الكتابة. فهذه القصص الثماني والثمانين تؤدي وظيفة أرشيف مركز الإصلاحات الاجتماعية الأخيرة في الصين، وذلك بفضل التصوير البسيط والحي لمشاعر الشعب الصيني وحياته.

الأدب الصيني

أثبت الأدب الصيني قدرته وديمومته وأهميته في ساحة الأدب العالمي على مدى ثلاثة آلاف عام بأفكاره الزاخرة.

كان الأدب الصيني القديم عاطفياً ونشأ الأدب الصيني القصصي متأخراً، ولم تظهر الملاحم إلا عند بعض الأقليات القومية. بين القرنين الرابع عشر والثامن عشر، صدرت روايات كلاسيكية صينية تبقى إلى اليوم محط إعجاب النقاد واهتمام الكتاب، تنوّعت موضوعاتها بين التاريخ والفلسفة والسياسة والدين والعلوم.

اللافت في الأدب الصيني أن الكُتّاب الكبار في الفترة التي سبقت القرن العشرين كانوا موظفين حكوميين في معظمهم؛ باعتبار أنهم عُيِّنوا في وظائفهم نظراً إلى مهارتهم الأدبية، وقدرتهم على نظم الشعر وكتابة النثر.

تعطي غالبية الأعمال الصينية دروساً أخلاقية أو تعبّر عن فلسفة سياسية. وتبدو هذه الموضوعات بوضوح في كتابات الكونفوشيين، والبوذيين والطاويين.

إلا أن البوذيين والطاويين أقل اهتماماً من الكونفوشيين بالأخلاق والسياسة، وكانوا أكثر تعبيراً عن أفكار دينية وفلسفية.

حقق الأدب الصيني خلال القرن العشرين، انفصاماً عن ماضيه، نظراً إلى أثر الثقافة الغربية في الكُتّاب الصينيين، وسيطرة الحزب الشيوعي الصيني على البلاد، ومطالبته الكتّاب الصينيين بالتركيز على المُثل الشيوعية.