تشير المنظمات الدولية إلى أن أوضاع اليمنيين الإنسانية صعبة جداً، وأنهم على أبواب مجاعة قد تطول أكثر من ثلثي السكان لبلد لقب بالسعيد، وكانت تشد إليه الرحال في رحلة الشتاء، والبلد صاحب حضارة سد مأرب، والبلد الذي ينتسب إليه العرب.

لم يتبق إلا أيام على دخول شهر رمضان الكريم، شهر الله، وأهلنا في اليمن يعانون ويلات حرب راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء نتيجة صراع لا يمكن لأحد يخاف الله أن يصمت أمامه، فاليمن يظل بلداً عربياً أصيلاً لا يمكن لأحد أن يخرجه من ثوبه العربي وردائه الإسلامي.

Ad

الجنوح لسلم لا يعني الضعف ولا يعني الانتصار لهذا الطرف أو ذاك، فلربما راح طفل أو شيخ ضحية دون ذنب اشتكى بظلامته إلى الله، فحينها لن يجد القاتل عذراً له يوم لا ظل إلا ظل القهار.

كمواطن عربي مسلم أناشد الضمير العربي والقادة العرب أن يجدوا حلاً لوقف القتال الدائر على أرض اليمن، وأن تتضافر الجهود الخيرة التي بادر بها أمير الإنسانية سمو الأمير الشيخ جابر الأحمد الصباح، أطال الله في عمره، لوقف نزيف وتداعيات هذه الحرب بالدعوة إلى سلام دائم يعم ربوع اليمن قبل حلول شهر رمضان المبارك، وليفرح شعب اليمن وتفرح له الشعول العربية والإسلامية.

يكفي الشعب العربي ويلات الربيع العربي الذي أطلقه الرئيس السابق أوباما عليه، وهو بالحقيقة لم يكن سوى ربيع الموت والدمار الذي حصد مئات الآلاف من الأرواح، وخلف دمارا تحتاج الشعوب العربية إلى عشرات السنين، ومعها آلاف المليارات من الدولارات لإعادة الوضع إلى ما كان عليه في السابق.

فكرة التعايش مع من تختلف معه ليست حجرا على أحد، فالبشرية لا يمكن أن تقوم إلا على التعددية، وديننا الإسلامي أكدها، وعمل بها رسولنا الكريم، بل إنه ذهب أبعد من ذلك، فرغم كم الظلم الذي تعرض له هو وأصحابه فإنه عفى وصفح عن ألد أعدائه، فكان المثال العظيم والواقعي لحسن الخلق والرحمة والتسامح.

علينا أن ندرك أن الغرب والشرق يتحركان وفق مصالحهما ويتعاملان معنا وفق تلك القاعدة لا وفق منظور مصالحنا، فيعملان ليل نهار للوصول إلى خيراتنا تارة بالتهديد والوعيد وخلق الأزمات والحروب، وتارة أخرى عن طريق مد جسور الصداقة وتبادل التكنولوجيا وبيع الأسلحة التي لا تتجاوز قدراتها أبعد من حدودنا العربية.

المصالح العربية لا يمكن لطبول الحرب أن تصنعها بين إخوة الدم وإخوة الدين، فالتاريخ يعيد نفسه والحضارة لا تقوم إلا بتعزيز الجبهة الداخلية والتعايش السلمي، فالغرب لم يصل إلى ما وصل إليه لولا رفعه شعار التعايش الأهلي، واحترام الحقوق والعمل بمقتضياته، وهو ينعم بربوع الحضارة والأمن رغم التعددية الإثنية والعرقية، فما بال بني يعرب؟ ولماذا الإصرار على الجهل في كل شيء؟

ودمتم سالمين.