هل يعلن كرد العراق دولتهم؟!
![محمد واني](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1630607050878772300/1630607062000/1280x960.jpg)
ومن أجل الحؤول دون تنفيذ الأكراد لمطالبهم سارعت طهران وبغداد إلى إرسال وفودها إلى إقليم كردستان بدءا بقائد فيلق القدس (قاسم سليماني) ومرورا بوزير الخارجية إبراهيم الجعفري ورئيس التحالف الوطني عمار الحكيم، وانتهاء بوفد مقتدى الصدر الذي حاول الالتفاف على القرار الكردي، وإبطال مشروع الاستقلال الكردي، وجر رجل برزاني إلى المستنقع العراقي ثانية من خلال طرح مشروع للنزول مع الكرد بقائمة واحدة في الانتخابات العراقية المقبلة، ولكن إصراره على موقفه، ومضيه في إتمام مشروعه أفشل تلك المحاولات.ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل أخطأ برزاني في تصعيد الموقف وإيصاله إلى ما هو عليه الآن وفي هذا الوقت الحرج الذي يمر به العراق، وهو منهمك بالتصدي لتنظيم داعش الإرهابي؟ نعم أدرك الرجل أن ما طرحه سيمس الأمن الوطني العراقي، وتترتب عليه تغييرات واسعة في الهيكلية الديموغرافية للدولة، وقد يقلب المعادلة السياسية للمنطقة برمتها رأسا على عقب، ولكنه لم يجد أمامه غير هذا الطريق بعد أن جرب كل الطرق السياسية الأخرى ولسان حاله يقول "وش حداك على المر قال اللي أمر منه"!وبعد أن نفض برزاني يده تماما من التحالف الوطني الحاكم، وأيقن أنه لن يلتزم أبدا بالدستور، ولن ينفذ بندا واحدا من المادة 140 الدستورية التي تعالج قضية الأراضي الكردية التي تم تعريبها وتهجيرها بالقوة عبر عمليات عسكرية قمعية واسعة، توصل أخيرا إلى نتيجة نهائية مفادها؛ أن نقاط الالتقاء بين الطرفين انعدمت تماما، ولم يعد يوجد بصيص أمل في العودة إلى الحوار وتشكيل حكومة مشتركة، ومن الأفضل للجانبين أن ينفصلا عن بعضهما كجارين متحابين بدل أن يبقيا عدوين لدودين في بيت واحد. * كاتب عراقي