الأزمة المالية التي تضرب فنزويلا جعلت الشعب يبحث عن الغذاء حتى أصبحوا «يتضاربون بالجزمة والشلوتي»، وهم يتزاحمون في الطوابير من أجل الحصول على المواد الغذائية الأساسية، ومع أن فنزويلا دولة مصدرة للنفط، فإنها بين عشية وضحاها أصبحت على حافة الإفلاس والانهيار الاقتصادي، والتقارير التي تصدر من الداخل الفنزويلي لا تبشر بخير في ظل تفاقم الأزمة بين الحكومة والمعارضة واندلاع الاحتجاجات وأعمال الشغب.

هذا الموضوع قادني إلى ما أثير حول لقاء وزير المالية أنس الصالح مع مجلة آربيان بيزنس، والتي عنونت الغلاف بعبارة «أنا قلق على بلدي، وقلق على احتياطياتنا، أنا قلق على استدامة الكويت». وقد نفى الوزير ما جاء على الغلاف، وذكر أن ما كُتِب لا يعبر عن حقيقة المقابلة، والقصد كان الاستدامة المالية للكويت، وفي اعتقادي أن المجلة أرادت من العنوان الإثارة، واستقطاب القارئ بطريقة احترافية، وقد نجحت في تحريك قنوات التواصل الاجتماعي، ولكن ضد الوزير، ومع الأسف فإن من هاجم الوزير لم يطلع على فحوى المقابلة.

Ad

عموماً... لا أخفي سراً إذا قلت إن في المقابلة شيئاً من التشاؤم، ودقاً لناقوس الخطر إزاء الوضع المالي للدولة في ظل انخفاظ سعر برميل النفط، ولا أعتقد أن الوزير ينتظر اليوم الذي يرى فيه طوابير المواطنين وهم «يضاربون بالعقُل» من أجل الحصول على المواد الغذائية الأساسية، إذن الحل المطلوب لتجاوز مطب الأزمة المالية هو ما يطالب به الاقتصاديون وأصحاب الخبرة من تنويع مصادر الدخل، وترشيد الإنفاق الحكومي، «والقرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود».

ثم أما بعد...

يجب على النواب أن يستجوبوا البحر، لأنه المتسبب الرئيسي في نفوق السمك المتكرر، وقد قيل في السابق إن البحر يحوي بين ضفافه الأسرار، فمن الطبيعي أن لديه علماً بالنفوق.