قبلة الحياة والصالح

شهدت البلاد هذا الأسبوع قضايا ساخنة، لعل أبرزها حكم المحكمة الدستورية الذي قضى ببطلان عضوية مرزوق الخليفة، وفوز فراج العربيد ليصبح نائباً بمجلس الأمة، حيث جاء هذا الحكم على عكس ما توقعه الكثيرون بأنه سيتم حل المجلس، خصوصاً بعد تأجيل استجواب رئيس الوزراء. ولعل هذا الحكم يمنح قبلة الحياة للمجلس الحالي، ويدفعه نحو إنجاز القوانين والتشريعات التي تخدم مشاريع التنمية التي تصب في مصلحة المواطنين، لا أن يستمر في نهجه التأزيمي الذي أضر كثيراً بالكويت طوال سنوات.

قضية أخرى ظهرت على السطح الأيام الماضية، وأخذت حيزاً كبيراً من الاهتمام تتعلق بنفوق الأسماك وما تردد عن وجود مادة سامة في البحر أدت إلى ذلك، ثم تبادل الجهات الحكومية الاتهامات حول من يتحمل المسؤولية، وصدرت تصريحات رسمية بعدم أكل الأسماك خلال الفترة الحالية ثم العدول عنها.

وهذا الأمر أحدث حالة من البلبلة بين الناس، وتسبب في نشر الخوف في وقت لم تعلن بعد أسباب ذلك النفوق، وفشلت كل مراكز أبحاث البلاد التي تنفَق عليها الملايين في معرفة ما حدث لتظل الإشاعات صاحبة الكلمة العليا، ويظل غالبية المواطنين والمقيمين ممتنعين عن تناول الأسماك حتى إشعار آخر رغم تطمينات الحكومة بأنها صالحة للاستهلاك الآدمي.

أما الموضوع الأخير الذي أود الحديث عنه فيتعلق بالتصريحات المثيرة للجدل التي أطلقها وزير المالية أنس الصالح عبر مجلة «أريبيان بيزنس» التي قال فيها «إنه قلق على بلده وقلق على الاحتياطات واستدامة الكويت»، الأمر الذي أثار استهجان الكثيرين لما يمثله هذا الكلام من ضرب للاقتصاد الكويتي وتخويف للمستثمرين، وهدم لفكرة تحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري عالمي، والسؤال: كيف لمسؤول بحجم وزير المالية أن يتحدث عن بلاده هكذا؟