يقال في الأوساط المالية اللندنية ان المدن الاخرى تسعى الى تعلم دروس في تمويل الاستثمارات الكبيرة المتعلقة بالبنية التحتية.يقع رصيف خط اليزابيث في محطة فارينغدون في وسط العاصمة البريطانية لندن على عمق 30 متراً تحت سطح الأرض، ويعتبر طوله لافتاً ومثيراً بقدر عمقه أيضاً، ويبلغ طول هذا الرصيف الذي يمتد على مسافة تتجاوز 200 متر حوالي ضعف أي رصيف مثالي في النفق اللندني، وعندما يبدأ بتقديم خدماته في شهر ديسمبر من سنة 2018، سوف يمثل زيادة في قدرة استيعاب الخط الحديدي في وسط لندن بما يصل الى 10 في المئة وذلك بفضل القطارات الجديدة الأكثر طولاً، وسوف تتاح الفرصة للركاب في المحطات القريبة مثل ريدنغ وهيثرو الى الغرب من المدينة وشينفيلد وآبي وود الى الشرق منها للحصول على مقعد والتمكن من الانتقال بسهولة وسرعة.
ومن المتوقع أن يقدم هذا المشروع الذي يعرف باسم كروسريل والذي تقدر تكلفته بحوالي 14.8 مليار جنيه استرليني (19 مليار دولار) معجزات صغيرة اخرى، وبعد اكتمال نسبة تصل الى 85 في المئة من أعمال البناء في هذا المشروع يمكن القول أن يسير وفقاً لموعده وضمن حدود الميزانية المخصصة له، وذلك على الرغم من ضخامة حجمه وتعقيداته وهي سمة مثل هذه المشاريع عادة.ويتضمن هذا البرنامج بناء عشر محطات جديدة والبعض منها يشتمل على أنفاق تربطها بخطوط المترو الموجودة حالياً، وخط اليزابيث نفسه سوف يمتد مسافة تصل الى 13 ميلاً من الأنفاق المتداخلة بما في ذلك أحد الأجزاء الذي يقع تحت نهر التايمز. وتجدر الاشارة الى أن أعمال الانفاق عملية تنطوي على خطر ومجازفة ولا يمكن معرفة متى وأين تواجه عوائق أو تأخيرا، وقد طرحت عمليات حفر كروسريل أكثر من 10 آلاف قطعة مهمة بالنسبة الى علماء الآثار، وفي فارينغدون، على سبيل المثال، عثر العمال على خمسة وعشرين هيكلاً عظمياً تعود الى ضحايا ما يعرف باسم "الموت الأسود" في القرن الرابع عشر.
ندرة المفاجآت
وفي حقيقة الأمر كانت المفاجآت الكبيرة نادرة، كما أنه بالنسبة الى مشروع على هذا القدر من التعقيد يتعين اتخاذ الاجراءات الكافية من أجل الاستعداد لتفادي الخطر قبل أن تتوافر للمتعاقدين الخاصين الثقة بأنهم لن يواجهوا عوائق كبيرة، وفي وسعهم تقديم أسعار يمكن اعتبارها منطقية ومعقولة، وبمجرد أن ترسو المناقصة على جهة ما سوف يترك الأمر الى مديري المشروع لتحديد الجداول الزمنية للتنفيذ.ويقول مجاهد خالد وهو المدير المسؤول في فارينغدون إن التأخير غير المتوقع الناجم عن جوانب مثل البطء في تسليم المواد يمكن معالجته بثلاث طرق هي: تحديد مواعيد جديدة وتسريع الأهداف الاخرى وزيادة عدد المناوبات.تحضير الأرضية اللازمة
في غضون ذلك يتعين تحضير وتجهيز الأرضية اللازمة من أجل بناء الأدوار الستة من المكاتب والمتاجر فوق المحطة الجديدة، وتعتبر هذه التطورات جزءاً من تمويل المشروع، وفي حقيقة الأمر فإن شركات لندن شرعت في توفير الأموال التي تقدر بـ 4.1 مليارات جنيه استرليني بطرق مختلفة لأجل مشروع كروسريل، وقد تمت دراسة سبل عدة لهذه الغاية مثل فرض رسوم على جولات الشخصيات القادمة من مدن اخرى والساعية الى تعلم دروس جديدة لاستخدامها في خطوط النقل لديها.