في تصعيد روسي يستهدف واشنطن قبل مباحثات مرتقبة غداً بين الطرفين حول اتفاق المناطق الآمنة، التي وقعته موسكو وأنقرة وإيران أمس الأول، أفاد ألكسندر لافرنتييف المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لسورية، بأن طائرات التحالف الدولي، الذي تقوده الولايات المتحدة لا يمكنها العمل داخل "مناطق تخفيف التصعيد"، بينما ذكرت وزارة الدفاع الروسية، أنها أوقفت التحليق فوق هذه المناطق، لكنها ستواصل قصف "داعش".

وقال لافرنتييف ممثل موسكو في محادثات أستانة، إن "عمليات الطيران في مناطق تخفيف التصعيد، وخصوصاً طائرات قوات التحالف ليست واردة إطلاقاً، سواء بإنذار مسبق أو غير ذلك. هذه القضية منتهية". وأضاف أن "العمليات الوحيدة لطائرات التحالف الدولي يمكن أن تكون تلك التي تستهدف تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الرقة وفي عدد من البلدات قرب الفرات، وفي دير الزور وفي الأراضي العراقية".

Ad

وزعم الدبلوماسي الروسي، أن هذا الحظر ليس مسجلاً في اتفاق إنشاء المناطق الآمنة، مضيفاً أن "هذه المناطق مغلقة أصلاً أمام طلعات التحالف الدولي".

في السياق نفسه، قال نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف إن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيبحث مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون المناطق الآمنة في سورية حين يجتمعان في ألاسكا غداً، وأعرب عن قناعته بأن معالجة الوضع في سورية تتطلب تكثيف الاتصالات بين الجانبين الروسي والأميركي.

وأضاف بوغدانوف أن مسألة حظر طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن فوق هذه المناطق في سورية تناقش حالياً على مستوى العسكريين.

وأشار إلى أن مشاركة مراقبين أميركيين في الإشراف على اتفاق إقامة مناطق تخفيف التوتر "تعتمد على موافقة دمشق وطهران".

وتنص المسودة النهائية على إقامة "مناطق أمنية" حول "مناطق تخفيف التصعيد" تتخللها حواجز تدقيق ومراكز مراقبة مشتركة لعناصر من الجيش السوري والفصائل المعارضة.

وقال لافرنتييف، إن هذه القوات يمكن أن تستكمل بإرسال "مراقبين من دول أخرى (...) بموافقة الدول الضامنة"، لكنه رجح مشاركة الأردن في الرقابة على وقف إطلاق النار في المنطقة الجنوبية.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية، أن اتفاق المناطق الآمنة أو مناطق تخفيف التصعيد دخل حيز التنفيذ منتصف ليل الجمعة ـ السبت، وأضافت أن الاتفاق يحظى بتأييد أممي وأميركي وسعودي.

وقالت الوزارة، إن وزير الدفاع الروسي تباحث مع وزراء دفاع إيران وتركيا وسورية وإسرائيل في إطار إعداد الاتفاق. وأوضحت أن الاتفاق تم بعد التنسيق مع 27 من قادة الفصائل المسلحة الممعارضة، وأضافت أن أكبر منطقة آمنة ستشمل محافظة إدلب وأجزاء من اللاذقية وحلب وحماة.

أنقرة تهدد

إلى ذلك، وفي تهديد مبطن للولايات المتحدة، قال إلنور تشيفيك مستشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان حسبما نقلت صحيفة "فورين بوليسي" عنه قوله إن "الجيش التركي في حال استمرار التعاون بين القوات الخاصة الأميركية والأكراد، لن يأخذ مستقبلاً في الاعتبار وجود عربات مصفحة أميركية هناك، ويمكن أن يحدث من خلال المصادفة البحتة، أن تصيبهم بضعة صواريخ".

وذكرت الصحيفة أنَّ هذا التهديد جاء في متزامنا مع الاتفاق على إنشاء مناطق آمنة في سورية.

ترحيب ورفض

وأكدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس الأول، دعم واشنطن لـ"أي جهد يسعى إلى خفض حدة التوتر والعنف في سورية، لكننا نشعر بالقلق من اتفاق أستانة الأخير ولدينا الأسباب لكي نشعر بالحذر منه".

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية هيذر ناويرت: "نقدر الجهود التي بذلتها تركيا وروسيا الفدرالية للوصول إلى هذا الاتفاق وتشجيعها للمعارضة السورية للمشاركة بصورة فعالة بالمناقشات بالرغم من الأوضاع الصعبة على الأرض". لكنها أوضحت: "نشعر بالقلق من اتفاق أستانة لاسيما مشاركة إيران فيه بصفتها ضامنة للاتفاق".

وتابعت قائلة "بسبب فشل الاتفاقات السابقة نشعر بالحذر والقلق حيث نتوقع من النظام السوري وقف جميع هجماته ضد المدنيين وقوات المعارضة، وهذا الأمر لم يفعله سابقا كما نتوقع من روسيا أن تضغط على النظام من أجل الالتزام".

وأوضحت أنه "على المعارضة السورية أيضاً تطبيق ما التزمت به مع تركيا كضامن لها، وفصل نفسها عن الجماعات المصنفة على أنها جماعات إرهابية، حيث إنها مستمرة في خطف التطلعات الشرعية للشعب السوري".

وكانت المعارضة السورية المسلحة رفضت أمس الأول الخطة واصفة إياها بأنها تهدد وحدة الأراضي السورية، وقالت إنها لن تعترف بإيران دولة ضامنة لأي خطة لوقف إطلاق النار.

ولقي الاتفاق ترحيباً من الامم المتحدة ممثلاً بالأمين العام انطونيو غوتيريس ومبعوث الأمم المتحدة الى سورية ستيفان ديميستورا وطالب الاثنان بأن يحسن الاتفاق من وصول المساعدات إلى السوريين وينعكس إيجاباً على حياتهم اليومية.

فيدان أقنع المعارضة بالبقاء في أستانة

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، إن رئيس جهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان، هو من أقنع وفد المعارضة السورية المسلحة إلى مفاوضات أستانة بالعودة إلى طاولة المفاوضات.

وأوضح إردوغان أن فيدان تدخل فورا بعد إعلان المعارضة الانسحاب احتجاجا على استمرار القصف الجوي داخل سورية في اليوم الأول من مفاوضات "أستانة 4".

وفي اليوم الثاني من المفاوضات، وافق الوفد على حضور الاجتماع الختامي، لكن بعض أعضائه خروجوا من القاعة أثناء التوقيع على اتفاق المناطق الآمنة، احتجاجاً على دور إيران كدولة ضامنة.