تشهد المقاهي التاريخية والشعبية، التي اشتهرت بها القاهرة تاريخياً، وارتبطت بها أقلام مؤرخين ومثقفين، أبرزهم أديب نوبل الراحل نجيب محفوظ، مزاحمة، من جانب "كافيهات الفايف ستارز" الحديثة، التي تجتذب إليها الشباب بمقاعدها الفاخرة وأجوائها المكيفة، وخدمة الإنترنت المتاحة فيها، وفي المقابل يبقى عدد قليل من رواد المقاهي القديمة من كبار السن الذين لا يهتمون إلا بالذكريات ولا تستهويهم خدمات الإنترنت.

مدير أحد الكافيهات الحديثة في ضاحية المهندسين، يدعى محمد سعيد، قال لـ"الجريدة": "أغلبية رواد الكافيه من الشباب، وهناك من يستمتع بالوقت مع أصدقائه، أو يجلس لمتابعة المباريات عبر شاشتنا الكبيرة، ويزيد الإقبال صيفاً مع ارتفاع درجات حرارة الطقس، حيث إن المكان هنا مكيف، وهو ما لا يتوافر في المقاهي الشعبية".

Ad

ويحاول أحمد عبدالشافي، صاحب مقهى تقليدي في ضاحية بولاق الدكرور الشعبية، الدفاع عن مقهاه: "صحيح ان الكافيهات الحديثة جذبت إليها أعداداً كبيرة من الرواد، لكن تبقى أسعارنا البسيطة ميزة غير متحققة في هذه الكافيهات"، لكن أحد رواد المقهى من كبار السن، قال إنه يفضل ارتياد هذا المقهى تحديداً، لأنه كان ملتقى أصدقائه الذين رحلوا جميعاً عن الدنيا، كما أنه يمتاز بعدم الضوضاء التي تتوافر في مقاه أخرى شعبية أيضاً وتزدحم بالشباب".

وقال الباحث عيد عبدالحليم لـ"الجريدة": "خلال العقود الثلاثة الأخيرة، تنامى اهتمام المصريين بالمقاهي، وبلغ عددها في القاهرة وحدها نحو 42 ألف مقهى، وتحولت معظمها إلى مشاريع تجارية تدر أرباحاً طائلة لأصحابها، وانعكست التحولات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية على أشكالها، فمن المقهى التقليدي بمقاعده وطاولاته إلى (الكوفي شوب) و(مقاهي الإنترنت)".