انتفضت نجمة البوب الإيرانية العالمية «غوغوش» بالحب والغرام والعشق، في حفلها الغنائي بمركز الشيخ «جابر الأحمد الثقافي- دار الأوبرا»، مساء أمس الأول، فأطلت بكثير من المودة والمحبة والمرح على جمهورها المتعطش لهذا اللقاء، لاسيما أن الحفل يأتي عقب 40 عاماً لآخر زيارة لها إلى الكويت.

لم تمهل غوغوش المُحِبة للمرح جمهورها فدشنت حفلها برائعتها الخالدة «من آمده أم» وحينما لمح الجمهور «غوغوش» تظهر على المسرح، اشتعلت الأكف تصفيقاً والحناجر هتافاً ترحيباً بالنجمة واحتفاءً بقدومها فوقف الجمهور لتحيتها، فهي الملهمة بالنسبة لهم، وهي رمز العشق والغرام والفرح والحب الأول، لم يكن حضورها فقط يجلب السعادة لمحبيها لأنها نجمتهم المفضلة، بل كان ذلك استعادة لذكريات جميلة وزمن كانت فيه الكويت منارة ثقافية وأدبية وفنية ورياضية، في حقبة السبعينيات حينما حلت «غوغوش» في شهر مايو عام 1977 ضيفة على الكويت، وكانت حينئذ في ريعان شبابها، وغنت في سينما الأندلس، ثم بدأت تحقق انتشاراً واعتلت أبرز مسارح في الشرق والغرب.

Ad

وتقول غوغوش في كلمات أغنيتها - «من آمده أم»: أنا مقبلة على انتفاضة حب وفعلاً الحفل كان كذلك، فالنجمة الإيرانية عبرت عن حبها للكويت من خلال اللغة العربية: أنا أحبكم وأحب الكويت، وأجهشت بالبكاء في أكثر من مرة خلال الحفل لأنها لم تتوقع هذه الحفاوة، وحينما عقدت الدهشة أطرافها وأعضاءها حاولت التعبير عن هذا الحب، الذي كانت تراه في وجوه الحضور، فبحثت في قاموس اللغة العربية، التي تجيدها لكنها لم تستطع التعبير لأنها لم تجد إلا اليسير منه فتاهت الكلمات وتزاحمت المفردات على شفتيها، فدفعها ذلك إلى أداء أغنية الفنانة اللبنانية فيروز «حبيتك بالصيف حبيتك بالشتي» دون إيقاع موسيقي فكان الغناء أشد تأثيراً على الجمهور الذي جاء لسماع صوتها الهادر بأي لغة وأي لهجة.

لم يدر في خلد «غوغوش» أن يكون استقبالها بهذه الطريقة، فكما غنت وجدت الجمهور يردد كلمات أغنياتها، وكلما همست تعالت الأصوات، وكلما رقصت قوبلت بالتصفيق وبرغم كبر سنها وبلوغها الـ66 فإنها لم تزل محتفظة بجمال صوتها وأدائها الساحر وحضورها الآسر، إضافة إلى مرحها وانطلاقها، فكانت تتمايل على إيقاع الموسيقى وتهز أكتافها وفقاً لمقتضيات اللحن والإيقاع.

مرح ورقص وغناء

تميزت غوغوش بالمرح والإقبال على الحياة رغم بلوغها الـ66 عاماً فكانت تغني وترقص وتخاطب الجمهور بلباقة، وعقب دخولها المسرح، حيّت «غوغوش» الجمهور بهذه العبارة «سلام عليكم كويت، بالخير شباب».

وحضر الحفل العديد من الفنانين والمشاهير ورجال الإعلام وحرص الجمهور على التقاط بعض الصور مع النجوم أثناء الاستراحة وقبل بدء الحفل.

وأطلت غوغوش في فستانين مختلفين في الحفل إذ إرتدت فستاناً باللون الأسود ومزيناً باللون الذهبي عند الكتفين في الفقرة الأولى، في حين ارتدت فستاناً باللون الوردي والأبيض في الفقرة الثانية من الحفل.

قدمت «غوغوش» أغنيتين من التراث العربي الأولى «حبيتك بالصيف» والأخرى «زروني كل سنة مرة» وكانت تؤديها وهي متأثرة جداً، كما غنت بالإنكليزية والإسبانية ومن التراث الأذري.

وأطل أعضاء الفرقة الموسيقية للفنانة غوغوش في الساعة التاسعة وخمس دقائق وبدأوا بالعزف ثم لحقت بهم غوغوش عقب 5 دقائق.

قبل بداية الحفل، رحب المذيع الداخلي في المسرح الوطني بالفنانة غوغوش ثم طالب الجمهور الالتزام بالضوابط المتعارف عليها في دار الأوبرا.

عرضت الشاشة الخلفية في المسرح صوراً متنوعة للفنانة «غوغوش» منتقاة من مختلف مراحلها العمرية.

لم تكن «غوغوش» تغني بصوتها فقط بل كان إحساسها بالكلمات المغناة جميل جداً إذ إن كل أغنية تمثل حالة خاصة لديها فتعيش أجواءها وتشعر بموسيقاها، تحاول اقتناص دفقة إحساس صادقة لإيصالها للجمهور فهي لا تود أداء أغنيات لا تلقى قبولاً عند المتلقي.

عيد ميلادها الـ66

اتسم الحفل بالمفاجآت الكبيرة للفنانة غوغوش إذ حرص منظمو الحفل على مشاركتها الاحتفال بعيد ميلادها الـ 66 فعزفت الفرقة أغنية «هابي بيرث داي» ونثرت في أرجاء المسرح بعض زينة حفلات أعياد الميلاد ثم شارك الجمهور الفرقة الغناء، فكانت غوغوش مبهورة بما يحدث.

مزيج غنائي

أدت «غوغوش» مزيجاً من أغنياتها القديمة والحديثة وانتقت من رصيدها نحو 20 أغنية ومنه «من آمده أم» التي أدتها مرتين في الحفل و«من وتو» و«كوير» و«همصدا» و«همسفر» و«كمكم كن» و«طلاق» و«دوبنجره» و«بل»

كما قدمت «ميدلي نمياد» و «بروم بوم بوم» وغيرها من الأغنيات المشهورة.

الدهشة أنستها كلمات أغنيتها «من آمده أم»

تأثرت الفنانة «غوغوش» أثناء أداء وصلتها الغنائية، فأجهشت بالبكاء من شدة اندماجها وإحساسها بكلمات الأغاني، في حين أصابتها الدهشة من الجمهور الذي يحفظ أغنياتها عن ظهر قلب والتفاعل الكبير معها أثناء أداء أغنيتها فنسيت كلمات أغنيتها المشهورة جداً «من آمده أم» في غنائها للمرة الثانية في الحفل فدفعها ارتباكها ودهشتها إلى نسيان الكلمات فهرولت نحو دفترها تقلب فيه تبحث عن مطلع المقطع، لكن الجمهور كان حاضراً فردد كلمات الأغنية وكأن شيئاً لم يحدث، وتنفست «غوغوش» الصعداء وسط ذهول أعضاء الفرقة.