يا لعظمتك!

نشر في 07-05-2017
آخر تحديث 07-05-2017 | 00:20
 محمد الوشيحي لكي تعرف عظمة الشيء، أو عظمة الشخص، لا تنظر إلى نجاحه فقط، فقد تكون الظروف مهيأة له، بل انظر إلى العوائق التي اعترضت طريقه.

والفساد في الكويت هو الأعظم بين دول الخليج العربي، وهو الأفخم، قياساً إلى قدرته على شق طريقه بنجاح، إلى المركز الأول، رغم كل هذه العوائق والصخور المتناثرة في منتصف الطريق. فبناءً على المؤشرات العالمية، الكويت هي الأكثر فساداً بين شقيقاتها الخليجيات. طيب، هل تحقق هذا الإنجاز "بالساهل"، أم بالكفاح والسهر والإصرار؟ تعالوا نقارن الظروف.

الكويت، من بين دول الخليج، تمتلك مؤسسات رقابية أكثر من الأخريات وأقوى، نظرياً على الأقل. فهي الدولة الوحيدة التي لديها برلمان منتخب (بغض النظر عن كونه مشلولاً أو كفيفاً أو يعاني سبع العلل) يملك أدوات الرقابة والمحاسبة وخلع الوزراء ورئيسهم، فيما لا تمتلك بقية البرلمانات مثل هذه الصلاحيات. والكويت هي الأفضل في حرية التعبير والصحافة، رغم تراجعها المخيف في السنوات الخمس الأخيرة. والشعب الكويتي هو الأكثر جرأة على رفع الصوت ورفض الفساد في وسائل التواصل الاجتماعي. وديوان المحاسبة الكويتي يملك مخالب وأنياباً لا تملكها المؤسسات المشابهة له في بقية دول الخليج.

دع عنك هيئة مكافحة الفساد، التي تمتلك مثلها بقية دول الخليج. ودع عنك كذلك هيئات المجتمع المدني المعنية بالفساد الإداري والمالي، ووو...، ركز فقط على العوائق المذكورة أعلاه؛ البرلمان، وديوان المحاسبة، وحرية التعبير. ومع كل هذا، استطاع الفساد الكويتي أن يثبت عظمته ويحتل المركز الأول خليجياً.

لك التحية أيها الفساد، ما أعظمك وما أشد بأسك وما أقوى عزيمتك!

back to top