النهاية التي وصل بها الشيخ أحمد الفهد الأحمد إلى ختام مشواره الرياضي مع شقيقه الشيخ طلال الفهد، عافاه الله وشافاه من مرضه، هي نهاية مريرة ومحبطة لهما ولتاريخ والدهما الشهيد الشيخ فهد الأحمد، لا سيما وهما من أبناء الصف الأول في أسرة الصباح الحاكمة الكريمة، لذا نتساءل: لمصلحة مَن هذه النهاية التي مرت بفصول من المعاناة للرياضة الوطنية والشباب الكويتيين وتسويد صفحة الكويت في المنتديات الدولية والإقليمية؟!لقد كنتُ أول صحافي يجري حواراً سياسياً مع الشيخ أحمد الفهد لمجلة "المجلة" عام 1996، ورغم أنني لم أقتنع بكل إجاباته، لكنني وجدت فيه وجهاً مبشراً من أبناء الأسرة الشباب في عالم السياسة والحكم.
وبالفعل، بعد 4 سنوات أو أكثر قليلاً دخل الفهد الحكومة، وبعيداً عن تحليل الأسلوب السياسي الذي اختاره لممارسة السياسة وصعود سلالم المناصب والنفوذ وتحالفاته من أجل ذلك، فإنه ظل ممسكاً بخيوط الساحة الرياضية مع أشقائه، رغم الانتكاسات والسلبيات التي شهدتها الرياضة الكويتية، وإن كانت هناك إنجازات تحققت هنا أو هناك ببطولات إقليمية.ورغم المناشدات الشبابية والشعبية لأبناء الفهد ليطلقوا سراح الرياضة الكويتية من سطوتهم، فإنهم أبوا ذلك، ليزداد الصراع شدة مع دخول أبناء رجال الأعمال المجال الرياضي، لتتحول المواجهات إلى مواجهات رياضية ذات دوافع سياسية، حتى تفجرت فضيحة رشاوى الفيفا (الاتحاد الدولي لكرة القدم)، واعترافات رئيس اتحاد غوام لكرة القدم التي كانت بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير، لا سيما أن الكثيرين كانوا ينظرون إلى نفوذ الفهد وأشقائه الهائل في المنظمات الدولية على أن وراءه سراً ما، وخاصة أنهم لم يكونوا من أصحاب البطولات الرياضية أو الإنجازات الخارقة للرياضة الآسيوية والعالمية.في معظم دول مجلس التعاون لدول الخليج العربي اتخذت الأسر الحاكمة قراراً بالابتعاد عن المناصب الرياضية، والاكتفاء بوجودهم على مستوى الأندية فقط، وهذا ما نشهده في السعودية والإمارات وقطر وعمان، للنأي بالأسر الحاكمة عن التجريح وتحمل الانتكاسات والصراعات الرياضية، لكن في الكويت مازلنا نعيش تلك الحقبة، التي يجب أن تنتهي، حتى نطوي تلك الصفحة بكل خيباتها ومرارتها التي حطت على شبابنا وعلى سمعة البلد.
أخر كلام
الشيوخ والرياضة... قصة عجيبة!
07-05-2017