أكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان اليوم الاثنين ان بلاده تولي أهمية كبيرة لتطوير علاقاتها الاقتصادية والتجارية مع دولة الكويت التي تعد إحدى الدول الأكثر استقرارا وأمنا وازدهارا في المنطقة.

Ad

وقال اردوغان في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) قبل زيارته الرسمية لدولة الكويت المقررة غدا الثلاثاء ان تركيا والكويت بلدان شقيقان وصديقان وتشهد العلاقات الاقصادية بينهما تطورا سريعا على غرار العلاقات السياسية.

واعتبر حضوره لمراسم وضع حجر الاساس لمشروع مطار الكويت الدولي الجديد والذي سيكتمل بناؤه من قبل إحدى أوائل الشركات التركية وهي شركة (ليماك) القابضة فخرا كبيرا بالنسبة له من حيث التأكيد على المستوى المتقدم الذي وصلت إليه الشركات التركية على الصعيد العالمي.

وأعرب الرئيس التركي عن أمله في مشاركة أكبر للشركات التركية في إنجاز مشاريع البنية التحتية التي تتطلع الكويت إلى تحقيقها في إطار خطتها التنموية لعام 2035 متوجها بجزيل الشكر والامتنان إلى حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح والحكومة الكويتية لما تلقته الشركات التركية من دعم متواصل.

وأشار الى ان البلدين يمتلكان طاقات كبيرة لتطوير علاقاتهما في الاستثمار والتجارة والصناعات الدفاعية والسياحة وغيرها من المجالات معربا عن أمله في زيادة الاستثمار المتبادل واستعداد تركيا لتبادل تجاربها مع الكويت في مجال الصناعات الدفاعية الذي يعد من مجالات التعاون الاستراتيجي.

وفي هذا الصدد اوضح اردوغان ان من المنتظر أن يتناول اجتماع (اللجنة المشتركة للتعاون) الذي سيعقد على مستوى رؤساء الحكومات في الاشهر القادمة هذه المجالات وغيرها بشكل تفصيلي مشددا على ضرورة عقد اجتماعات اللجنة الاقتصادية المشتركة ومنتدى الأعمال بين فترات غير بعيدة من أجل الارتقاء بعلاقات البلدين الاقتصادية والتجارية إلى المستوى المطلوب.

ولفت الرئيس التركي الى ان حجم التبادل التجاري بين البلدين في الربع الأول من العام الحالي وصل إلى 152 مليون دولار مسجلا زيادة بنسبة 17 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة من عام 2016.

وأضاف ان حجم التبادل التجاري بين أنقرة والكويت بلغ 287ر1 مليار دولار في العام الماضي حيث وصلت قيمة حجم الصادرات التركية الى الكويت 431 مليون دولار فيما بلغت قيمة الواردات 856 مليون دولار متطلعا الى بذل جهود أكثر من أجل زيادة التجارة البينية مع أخذ طاقات البلدين بعين الاعتبار.

وأعرب اردوغان عن سعادته بقدوم الأخوة الكويتيين إلى تركيا بشكل متزايد يوما بعد يوم مشيرا الى استضافة بلاده حوالي 180 ألف زائر كويتي في العام الماضي و30 ألف في الربع الأول من عام 2017.

ورأى الرئيس التركي ان اتفاقية التعاون في مجال السياحة التي وقعها البلدان أثناء زيارة حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الرسمية الى أنقرة في مارس الماضي من شأنها أن تعطي دفعا جديدا لهذا المجال.

وبين ان دولة الكويت حلت بالمرتبة الأولى في مجال الاستثمار بالعقارات على مستوى دول الخليج حيث يتملك الكويتيون أكثر من ستة آلاف عقار في تركيا حتى الآن معربا عن اعتقاده بأن الاستثمار في هذا القطاع سيشهد زيادة أكثر في الفترة المقبلة.

وعن حجم الاستثمار المباشر الذي تقوم به دولة الكويت منذ عام 2002 في تركيا التي تحولت إلى مركز جذب استثماري قال اردوغان ان القيمة بلغت حوالي 7ر1 مليار دولار إلى جانب نشاط 280 شركة كويتية في تركيا حاليا.

وأكد الرئيس التركي ان بلاده تمكنت من جلب استثمار أجنبي مباشر بقيمة 6ر176 مليار دولار في الفترة من 2003 و2016 بفضل المناخ الاستثماري المواتي منها 3ر12 مليار دولار تحقق في العام الماضي داعيا الأخوة الكويتيين إلى زيادة الاستثمار في تركيا.

وفي المقابل أشار اردوغان الى وجود سبع شركات تركية برؤوس أموال تركية تنشط في الكويت لافتا الى ان شركات المقاولات التركية حققت في الكويت من خلال 30 مشروعا انجازات ضخمة بلغ مجموع قيمتها حوالي 5ر6 مليار دولار.

واعرب عن اعتقاده بأن الشركات التركية ستساهم في تنمية الكويت بشكل أكبر في الفترات القادمة مع الوفاء بالثقة التي حظيت بها مؤكدا اهتمام رجال الأعمال الأتراك بمنطقة الخليج بشكل عام والكويت بشكل خاص.

وعن علاقات بلاده مع دول الخليج أكد الرئيس التركي ان إحدى أولويات السياسة الخارجية التركية تعزيز وتعميق علاقاتها مع الدول الأعضاء في دول مجلس التعاون الخليجي في كافة المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية والعسكرية والصناعات الدفاعية بما يتماشى ومستوى العلاقات السياسية الممتازة بين الطرفين مشيرا الى الجهود الكبيرة التي تبذل سواء في المناسبات الثنائية أو متعددة الأطراف.

وبين ان علاقات أنقرة ودول الخليج تقوم على أرضية متماسكة بفضل آليات التعاون التي أنشأت مع حكومات الدول على المستوى الثنائي ليتم الانتقال بعد ذلك إلى طرح مشاريع تعاون جديدة متطلعا الى تأسيس مثل هذه الآليات مع جميع دول الخليج وتنويع العلاقات معها.

وفي هذا السياق أشار اردوغان الى وجود آلية حوار استراتيجي رفيع المستوى بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي "ونؤسس أرضية علاقاتنا مع دول مجلس التعاون الخليجي بصورة متكاملة".

وأضاف الرئيس التركي أنه تم اتخاذ قرار باستئناف المفاوضات بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي حول اتفاقية التجارة الحرة في الاجتماع الأخير الذي انعقد بالرياض في ال 13 أكتوبر الماضي معربا عن أمله في أن تكون مخرجات هذه المفاوضات إيجابية لما سيجنيه كل من تركيا ودول الخليج من فوائد كبيرة من ذلك.

وأكد تطابق وجهات نظر بلاده مع دول مجلس التعاون الخليجي إزاء المشاكل الإقليمية والعالمية والاهتمام الذي توليه تركيا للتعاون والتشاور مع دول الخليج في زمن تواجه فيه المنطقة تحديات جادة معربا عن سعادته في ان يرى نفس القدر من الاهتمام صادرا عن دول الخليج أيضا.

ووصف اردوغان تركيا ودول الخليج "كجزيرة استقرار وسط منطقة جغرافية تعاني من مشاكل شتى وكل ما نريده معا هو إحلال السلام والاستقرار والطمأنينة في منطقتنا وأن تعيش الشعوب في هناء بعيدا عن الحروب".

وتابع قائلا "نريد ان نرى الناس يعيشون معا في السلم والاستقرار دون وقوع حروب أهلية ودون تعرض أحد للضغوط بسبب عرقه أو معتقده ونعلم جيدا بأن دول الخليج تشاركنا في ذلك أيضا".

وأكد الرئيس التركي بأنه على قناعة تامة بأن التعاون بين تركيا ودول الخليج مرتبط بالسلام والاستقرار الإقليميين معربا عن تفاؤله بأن المنطقة ستتجاوز هذه الأيام العصيبة.

واضاف اردوغان أنه "يمكن أن نحرر أنفسنا من التأثيرات السلبية للاعبين الخارجيين كلما استطعنا تحقيق التنمية الاقتصادية معا يدا بيد واستطعنا بذلك ضمان استقرارنا".

وشهد آخر اجتماع رسمي بين الرئيس التركي وسمو امير دولة الكويت في العاصمة التركية أنقرة في مارس الماضي توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم منها ثلاث لدعم مدن تركية لايواء اللاجئين السوريين والاتفاقيات الاخرى تتعلق في المجالات العسكرية والسياحية والشؤون الدينية.

وأجرى الرئيس التركي أول زيارة رسمية إلى الكويت في أبريل 2015 بعد أن زارها مرتين عامي 2005 و2011 عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء.