قال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أمس، إن أسواق النفط تستعيد توازنها بعد سنوات من تخمة المعروض، لكنه لا يزال يتوقع تمديد اتفاق بقيادة منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» لخفض الإنتاج في النصف الأول من العام ليغطي 2017 كاملاً. وتعهدت «أوبك» ومنتجون آخرون بينهم روسيا بخفض الإنتاج نحو 1.8 مليون برميل يومياً في النصف الأول لدعم السوق، لكن المخزونات العالمية تظل مرتفعة، مما يدفع أسعار النفط الخام مجدداً لما دون 50 دولاراً للبرميل ويفرض ضغوطاً على «أوبك» لتمديد خفض الإنتاج حتى نهاية السنة.

وذكر الفالح خلال مشاركته في الدورة الـ19 للمؤتمر الآسيوي للنفط والغاز في العاصمة الماليزية «كوالالمبور»، أنه بناء على المشاورات «التي أجريتُها مع الأعضاء المشاركين، أنا واثق من تمديد الاتفاق للنصف الثاني من العام وربما لما بعد ذلك».

Ad

وبين أن هبوط الأسعار في الآونة الأخيرة مرده إلى موسم انخفاض الطلب وأعمال صيانة مصافي النفط، كذلك نمو الإنتاج من خارج «أوبك» وخصوصاً في الولايات المتحدة.

وارتفع إنتاج الولايات المتحدة من النفط أكثر من 10 في المئة منذ منتصف 2016 إلى 9.3 ملايين برميل يومياً، مقترباً من مستويات إنتاج روسيا والسعودية، وهما من كبار المنتجين.

رغم ذلك، يشير الفالح إلى أن الأسواق تحسنت من المستويات المنخفضة المسجلة في العام الماضي، حين هبطت أسعار النفط عن 30 دولاراً للبرميل.

وأعرب عن اعتقاده بـ»أننا تجاوزنا الأسوأ حالياً في ظل مؤشرات رئيسية عديدة تظهر أن ميزان العرض والطلب يسجل عجزاً وأن السوق تتحرك صوب استعادة التوازن، «نتوقع أسواقاً أصح في المستقبل».

كما توقع الفالح نمو الطلب العالمي على النفط بمعدل يقترب من مستوى العام الماضي، وقال إن نمو الطلب الصيني على النفط سيماثل مستويات العام الماضي بفعل قوة قطاع النقل في حين من المنتظر أن يسجل الطلب من الهند مستوى نمو جيداً.

من جانبه، أيد وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك تمديد تخفيضات إنتاج النفط التي ينفذها كبار المنتجين لمدة أطول، قائلاً إنها ستساعد في تسريع العودة إلى سوق نفطية أكثر توازناً.

ولم يحدد نوفاك في تعليقاته التي أرسلتها وزارة الطاقة المدة التي يعتقد أن تخفيضات إنتاج النفط يجب أن تمدد إليها، لكن متحدثة باسم الوزارة قالت، إن أحد الخيارات التي تدرسها روسيا هو تمديد التخفيضات لما بعد نهاية العام.

وأفاد نوفاك في التصريحات الصادرة عن الوزارة، بأن روسيا «تبدي تضامنها الكامل مع جهود شركائنا الرامية إلى إعادة التوازن لسوق النفط العالمي، وتعتقد بأن الجهود المشتركة فعالة للغاية حتى الآن».