سيكون يوفنتوس الإيطالي أمام فرصة ذهبية من أجل بلوغ نهائي مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة التاسعة في تاريخه، عندما يستضيف موناكو الفرنسي اليوم في تورينو في اياب الدور نصف النهائي.

وقطع فريق المدرب ماسيميليانو اليغري أكثر من نصف التاريخ نحو النهائي، عندما أسقط موناكو في معقله "لويس الثاني" بالفوز عليه 2-صفر بفضل ثنائية الأرجنتيني غونزالو هيغواين.

Ad

وسيكون موناكو بحاجة الى شبه معجزة من أجل تعويض خسارة الذهاب وبلوغ النهائي للمرة الثانية بعد عام 2004 (خسر أمام بورتو البرتغالي صفر-3)، لاسيما أن يوفنتوس لم يتلق سوى هدفين في جميع المباريات التي خاضها في المسابقة القارية هذا الموسم.

كما أن فريق "السيدة العجوز"، الباحث عن الثلاثية هذا الموسم، لم يذق طعم الهزيمة في مبارياته الـ22 الأخيرة التي خاضها في المسابقة القارية، ولم يسبق لأي فريق أن خسر في نصف نهائي دوري الأبطال بفارق هدفين ذهابا وبلغ النهائي.

ويبدو أن موناكو نفسه مدرك لصعوبة المهمة التي تنتظره، واستنادا الى ذلك حدد مدربه البرتغالي ليوناردو جارديم أولوياته بإشراكه تشكيلة أساسية في المباراة التي فاز بها نادي الإمارة خارج ملعبه على نانسي 3-صفر السبت الماضي في الدوري المحلي، ما جعله على بعد فوز واحد من أصل ثلاث مباريات متبقية له من إحراز اللقب للمرة الأولى منذ 17 عاما.

وخلافا لموناكو، لعب يوفنتوس، المرشح لمواجهة ريال مدريد في النهائي (فاز الأخير ذهابا على جاره اتلتيكو 3-صفر) ومحاولة تكرار سيناريو 1985 و1996 حين توج بلقبيه على حساب حاملي اللقب ليفربول الإنكليزي واياكس امستردام على التوالي، بتشكيلة احتياطية ضد جاره تورينو السبت الماضي، رغم أن فوزه بالمباراة كان سيضمن له اللقب "منطقيا"، وكاد يدفع الثمن لولا هيغواين الذي نزل احتياطيا في الشوط الثاني وأدرك له التعادل 1-1 في الوقت بدل الضائع.

ورغم الإحصائيات وسجل يوفنتوس في المسابقة هذا الموسم والذي يتضمن محافظته على نظافة شباكه في سبع من مبارياته التسع الأخيرة، شدد غارديم على ضرورة "مواصلة الإيمان. الأمر الأفضل هو مواصلة الإيمان بأن الأمر ممكن حتى إن كانت فرصنا لا تتجاوز الخمسة في المئة".

أداء أفضل

وشدد ظهير يوفنتوس البرازيلي اليكس ساندرو على ضرورة أن يقدم فريقه اداء أفضل من ذلك الذي ظهر به ضد تورينو "رغم أن نقطة أفضل من لا شيء"، مضيفا "هذه المجموعة مركزة تماما. ندرك أنه باستطاعتنا الفوز بكل شيء هذا الموسم. نريد القيام بعملنا والتحسن من مباراة الى أخرى".

وواصل "ضد موناكو، نحتاج الى اللعب بشكل أفضل من مباراة الديربي. نحن بحاجة الى تقديم مستوى رائع، ونحن مركزون على الفوز دون أن نفكر لحظة بأن نكتفي بالتعادل".

وأشاد ساندرو (26 عاما) الذي انضم الى يوفنتوس عام 2015 من بورتو البرتغالي، بزميله هيغواين الذي "ندرك أنه في كل مرة يحصل فيها على الكرة، نحن نقطع نصف الطريق نحو تسجيل هدف. انه لاعب يحب الفوز وقوته الأساسية في ذهنيته. إنه أقوى ما يمكن أن يكون المرء في هذه الناحية".

اليوفي عقدة تاريخية للفرنسيين

تفوقت كرة القدم الفرنسية في محطات عدة على نظيرتها الإيطالية، سواء على صعيد المنتخبين الوطنيين أو بعض الأندية، لكن القصة تختلف مع نادي يوفنتوس، الذي عجزت الفرق الفرنسية عن تخطيه في الأدوار الإقصائية للمسابقات القارية.

وفرض المنتخب الفرنسي نفسه بقوة أمام نظيره الإيطالي، مثلما حصل في مونديالي 1986 و1998 حين فاز الأول في الدورين ثمن النهائي وربع النهائي، أو نهائي كأس أوروبا 2000 حين توج باللقب بالهدف الذهبي.

كما عرف الفرنسيون نجاحات لافتة على صعيد الأندية، أبرزها فوز مرسيليا على ميلان في ربع نهائي كأس الأندية الأوروبية البطلة (4-1 بمجموع المباراتين) ونهائي دوري الأبطال 1993 (1-صفر)، وبوردو على الفريق ذاته في ربع نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 1996 (3-2 بمجمل المباراتين).

لكن يوفنتوس، الذي يواجه اليوم، على أرضه، موناكو في إياب الدور نصف النهائي لدوري الأبطال (تقدم 2-صفر ذهابا)، عجز الفرنسيون تاريخيا عن تخطيه في الأدوار الإقصائية، ما يجعل نادي الإمارة أمام مهمة بالغة الصعوبة في تورينو.

12 مواجهة جمعت عملاق تورينو بالفرنسيين في الأدوار الإقصائية المكونة من مباراتين (ذهابا وايابا)، وخرج يوفنتوس منتصرا بها جميعا، سواء في دوري الأبطال او الدوري الأوروبي (يوروبا ليغ) أو كأس الاتحاد الأوروبي سابقا، أو كأس السوبر الأوروبية، أو كأس انترتوتو المؤهلة سابقا لكأس الاتحاد، وغيرها.

واختبرت الأندية الفرنسية الكبرى حظوظها أمام فريق "السيدة العجوز"، من مرسيليا الى ليون وموناكو وبوردو وباريس سان جرمان، والفرق الأقل شأنا مثل رين أو حتى فرق لم تعد موجودة مثل استاد فرانسيه عام 1965، لكن الجميع سقط أمام عقبة يوفنتوس.

وفي المواجهات الـ12، لم ينجح أي فريق فرنسي في إسقاط يوفنتوس بين جماهيره، سواء في ملعبيه السابقين "ديلي البي" والأولمبي، أو الحالي "يوفنتوس ستاديوم".

بوفون: الفوز بـ «الأبطال» يعني لي الكثير

قال حارس المرمى الإيطالي، جيانلويجي بوفون، في مقابلة مع موقع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا)، إن التتويج بالتشامبيونز ليغ مع ناديه يوفنتوس، اللقب الوحيد الذي ينقصه، "يعني أنه سيعيش اللحظات الأكثر سعادة" في مشواره، جنباً إلى جنب مع التتويج بلقب كأس العالم مع "الآزوري" في 2006 بألمانيا.

ووضع فريق "السيدة العجوز" قدما في نهائي النسخة الحالية من دوري الأبطال بعد فوزه في ذهاب نصف النهائي على ملعب موناكو بهدفين نظيفين سجلهما الأرجنتيني جونزالو إيجواين، ليقترب أكثر من النهائي وحلم التتويج باللقب.

ورغم ذلك، فقد حذر الحارس العملاق (39 عاما)، من خطورة مباراة الإياب في تورينو، قائلا إن "موناكو يلعب كرة قدم مليئة بالطاقة، كرة إيجابية جدا. هو فريق رائع سواء في الأداء أو المجهود البدني".

وعن مشواره الطويل وتألقه في لقاء الذهاب عندما حرم كيليان مبابي من التسجيل في أكثر من فرصة خطرة، قال: "عندما ولد مبابي (في ديسمبر 1998) كنت أنا قد شاركت في كأس العالم بفرنسا. هذا هو الأمر الجميل في أن تحظى بمشوار طويل".

وأضاف: "عندما بدأت مشواري كنت أواجه لاعبي كرة ولدوا أواخر الـ50 والـ60. الآن أشارك في مباريات مع شباب مواليد عام 2000 هذا فارق كبير، رغم أنه من الجيد أن ألعب حاليا مع نيمار وميسي وكريستيانو الجدد".