حركت إرهاصات معركة الانتخابات الرئاسية المقررة في مارس المقبل، مياه شارع السياسة المصرية الراكد، إذ بدا أمس الأول أن التيار المدني منقسم حول فكرة طرح اسم مرشح واحد يعبر عن قوى التيار المدني (اليسار والليبراليين والقوميين) في الانتخابات الرئاسية المقبلة، حيث بدأت بورصة طرح أسماء من التيار المدني للترشح على منصب الرئيس في أكبر دولة عربية، في وقت لمح الرئيس عبدالفتاح السيسي لنيته الترشح لولاية رئاسية ثانية (2018-2022).

وجاءت تصريحات المرشح الرئاسي السابق، وأبرز قيادات التيار الناصري، حمدين صباحي، لتزيد الجدل حول هوية المرشح الذي قد يحظى بتوافق قوى التيار المدني، إذ دعا صباحي، خلال مؤتمر صحافي لإعلان دمج التيار الشعبي وحزب "الكرامة" في كيان واحد، الجمعة الماضي، القوى السياسية في مصر إلى تأسيس جبهة وطنية موحدة، بهدف اختيار مرشح للدفع به في الانتخابات الرئاسية المقررة مارس 2018، بهدف استكمال أهداف ثورة "يناير 2011" والتفكير والإعداد للانتخابات الرئاسية المقبلة.

Ad

وهاجم صباحي نظام السيسي، قائلا: "آن اوان التغيير ومواجهة سلطة فاشلة عاجزة، نظام السيسي بات خطرا على الدولة المصرية"، في حين قال الرئيس السابق للجهاز المركزي للمحاسبات، هشام جنينة، خلال المؤتمر ذاته، إن "الانتخابات الرئاسية المقبلة ستكون فرصة لتصحيح مسار الثورة"، قبل أن يصرح أمس، معلنا عدم ترشحه لرئاسية 2018.

تصريحات صباحي أججت حملة معارضة ضده قادها إعلاميون محسوبون على النظام، وبعض المعارضين من تيار اليسار والليبراليين، ما عزز من فرضية انقسام التيار المدني في الانتخابات الرئاسية المقبلة، والدخول بأكثر من مرشح ما يقلل من فرصهم القليلة في حشد أصواتهم في مواجهة السيسي، وخاصة أن الكتلة الرئيسية في التيار الإسلامي خارج دائرة العمل السياسي منذ 30 يونيو 2013.

من جانبه، قال القيادي بحزب "تيار الكرامة"، حامد جبر، لـ"الجريدة"، إن دعوة صباحي هدفها الأساسي توحيد القوى المدنية على قلب واحد، لا الدعوة لانتخاب صباحي كما حاول أن يروج البعض زورا وبهتانا. في المقابل، شدد القيادي اليساري، عبدالغفار شكر، على أن الانتخابات الرئاسية يجب أن تكون تنافسية، لذلك على القوى المدنية أن تتفق على مرشح وحيد لكي يتمكن من الحشد في مواجهة السيسي الذي لا يزال يحظى بشعبية في الشارع رغم انخفاضها.

ويميل قطاع كبير من تيار اليسار إلى ترشيح المحامي اليساري والمرشح الرئاسي الأسبق، خالد علي، وهو ما عبر عنه بوضوح الأمين العام السابق للحزب المصري الديمقراطي، أحمد فوزي، قائلا بصفحته في "فيسبوك"، إنه يحترم حق أي شخص في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة سواء كان صباحي أو غيره، لكنه شدد على أنه في حال توفرت ضمانات لخوض انتخابات نزيهة فإن مرشحه سيكون خالد علي.