في إحدى مسرحيات الفنان القدير والمبدع عبدالحسين عبدالرضا "أبو عدنان" الرائعة عبارة "لا زال السيف في غمده... لا تحدوني أسل السيف من غمده!"، ما أروعك "بو عدنان" وكأنك تقرأ المستقبل، فتنبأت بالوصول إلى لحظات نتوقع فيها أن نرى السيف وقد سُل من غمده، ولكن ليس كما سُل من قبل، ففي هذه المرة سيبقى مسلولا على مدى سنوات أربع، وذلك باتخاذ قرار بوقف العمل ببعض مواد الدستور وتعليقها.

بمعنى أننا سنعيش فترة أربع سنوات بدون مجلس أمة، خصوصاً في فترة شهدت فيضاً من الاستجوابات الموجهة لسمو رئيس مجلس الوزراء والوزراء أدت بالضرورة لأن يتساءل المواطن عما إذا كانت تلك الاستجوابات لمصلحة الوطن والمواطن أم أنها من أجل أهداف ومآرب أخرى بعيدة كل البعد عن مصلحة الوطن وأهله، فأين السادة الأعضاء من طلب عقد جلسة مع الحكومة مع الاستعانة بخبراء عالميين لوضع خطة "تقر" فورا لإعادة الحياة إلى شوارع البلاد بعد أن شابت، وحفر الزمن فيها أخاديد عميقة؟

Ad

ما الذي يمنع الإخوة الأعضاء من القيام بجولات في مستشفيات الكويت للاطلاع على ما وصلت إليه من تردٍّ؟ وأين السادة النواب عن... وعن... وعن...؟ لا نريد أن نعيد ونكرر. أليس هذا أجدى للوطن وأهله بدل الجدل العقيم والتخوين، خصوصاً ونحن نعيش في منطقة لم تعد تعرف معنى الأمن والاستقرار، بل غدونا في مهب تلك العواصف، وبدأ المواطن يتساءل متى سنرى ذلك السيف وقد "سل" من غمده؟

كم نحن بحاجة لفترة لالتقاط الأنفاس والانطلاق نحو البناء والتنمية، فلم يعد هناك متسع من الوقت لإضاعته بالصراخ والعويل والدفع بالوطن إلى مزالق ندعو المولى القدير أن يبعد بلادنا عنها، فليس هناك صكوك للوطنية تمنح للبعض وتمنع عن الآخرين.

لعل فترة تعليق العمل ببعض مواد الدستور الخاصة بالانتخابات مثيرة للاهتمام، وفيها الكثير من التحدى، أولها موجهة لسمو رئيس مجلس الوزراء وتشكيل الوزارة بعيدا عن الضغوط، فالاختيار سيكون حسب الكفاءة والمقدرة على الإنجاز واتخاذ قرارات بهدوء وقناعة، فليس هناك سيوف مسلطة وتهديد بالصعود للمنصة.

ستكون قرارات من أجل الكويت لا إرضاء لذلك النائب أو خوفا من ذاك، ترى كيف ستكون الكويت خلال السنوات الأربع؟ ترى هل سنشتاق لرؤية السادة الأعضاء من خلال شاشات المحطات التلفزيونية والصحف والتصريحات والندوات وغيرها؟ لا نريد أن نرسم تلك الصورة بدل المواطن فلنعط العنان للخيال.

حفظ الله الكويت وقيادتها وأهلها من كل سوء ومكروه.