مون جاي-ان رئيساً لكوريا الجنوبية

نشر في 09-05-2017 | 17:08
آخر تحديث 09-05-2017 | 17:08
مون جاي-ان
مون جاي-ان
حقق المحامي المدافع عن حقوق الإنسان مون جاي-ان فوزاً ساحقاً في الانتخابات الرئاسية في كوريا الجنوبية وفق استطلاعات للرأي لدى الخروج من مكاتب الاقتراع نشرت بعد انتهاء التصويت الثلاثاء.

وأفاد المسح المشترك الذي أجرته ثلاث محطات تلفزيون أن مون المنتمي إلى الحزب الديموقراطي حصل على 41.4% من الأصوات، تبعه المحافظ هونغ جون-بيو من حزب الرئيسة المقالة مع 23.3% والوسطي آن شيول-سو مع 21.8%.

ويأمل الكوريون الجنوبيون من خلال هذه الانتخابات طي صفحة فضيحة الفساد المدوية التي كلفت الرئيسة السابقة بارك غوين-هي منصبها، في أجواء من التوتر مع كوريا الشمالية.

وشارك الناخبون بكثافة في الاقتراع تعبيراً عن غضبهم من الفساد وغلاء المعيشة وارتفاع معدل البطالة مع تباطؤ النمو الاقتصادي.

وقال مون (64 عاماً) بعدما أدلى بصوته في غرب سيول «ألمس إرادة قوية لدى الشعب لتغيير الحكم».

أغلقت مراكز الاقتراع عند الساعة 20,00 (11,00 ت غ)، وبلغت نسبة المشاركة قبل ذلك بساعة 75.1% وهي قريبة من النسبة المسجلة قبل خمس سنوات.

ويتوقع البدء بإعلان النتائج على الفور.

وقال كيم سون-تشول (59 عاماً) أنه صوّت لصالح مون لأن «البلاد بحاجة لإعادة الديموقراطية التي قوضها حكم بارك».

وركزت الحملة إلى حد كبير على الاقتصاد، في حين كان الملف الكوري الشمالي أقل حضوراً، ولكن فوز مون ينهي عشر سنوات من حكم المحافظين، وقد يؤدي إلى تغيير كبير في السياسة حيال بيونغ يانغ وكذلك حيال الحليف والحامي الأميركي.

من هو مون جاي-إن؟

حظي مون بشعبية كبيرة نظراً لمشاركته في تظاهرات 2016 العارمة ضد الرئيسة المعزولة بارك غوين-هاي التي ستحاكم قريباً بتهمة الفساد واساءة استغلال السلطة في الفضيحة التي تورطت فيها صديقتها التي ابتزت عشرات ملايين الدولارات من كبرى شركات البلاد.

ومون البالغ من العمر 64 عاماً محسوب على اليسار كان صديق ومدير مكتب الرئيس رو مو-هيون الذي انتحر العام 2009 بعد فتح تحقيق في قضية فساد استهدفت مقربين منه وأقرباء له.

ويقول روبرت كيلي، من جامعة بوسان الوطنية أن «الفساد يطغى على المشهد السياسي في كوريا الجنوبية، كل الرؤساء تورطوا سواء من قريب أو من بعيد في قضايا فساد أو رشى».

حتى أن الرئيسين السابقين تشون دون-هوان ورو تاي-وو أمضوا عقوبات بالسجن في قضايا مماثلة في تسعينات القرن الماضي.

لكن مون يتمتع بسمعة رجل نزيه وفق كيم نونغ-غو من موقع «بولينيوز» الذي يضيف أنه "ركب موجة التظاهرات المعادية لبارك».

ولد مون خلال الحرب الكورية في جزيرة جوجي في جنوب البلاد في عائلة فقيرة من اللاجئين الذين فروا من الشمال. ويقول في كتاب سيرته الذاتية إن أمه كانت تبيع البيض في مرفأ بوسان وهي تحمله على ظهرها.

بدأ دراسة الحقوق العام 1972 لكنه أوقف وأبعد من الكلية بعد أن قاد تظاهرة طلابية ضد نظام بارك تشونغ-هي الدكتاتوري، والد الرئيسة المعزولة.

وربطته علاقة صداقة العام 1982 مع الرئيس المقبل رو وفتحا في بوسان مكتب محاماة مختصاً بقضايا حقوق الإنسان والحقوق المدنية وأصبحا شخصيتين رئيسيتين في الحركة المؤيدة للديموقراطية التي غيرت وجه البلاد وقادت إلى تنظيم أول انتخابات حرة في كوريا الجنوبية.

انخرط بعدها رو في السياسة وواصل مون عمله في المحاماة.

وعندما فاز رو بشكل مفاجئ في انتخابات 2002، انضم إليه مون كمستشار ومن ثم كرئيس لمكتبه وشارك في تنظيم القمة الثانية لقادة الشمال والجنوب بين رو وكيم جونغ-ايل العام 2007.

وعد مون بتقليص سطوة كبرى الشركات العائلية على الاقتصاد التي يطلق عليها اسم «تشايبول» والتي أعادت فضيحة بارك تسليط الضوء على علاقاتها بالسلطة.

ولكن معارضيه يتهمونه بأنه محدود وضيق الأفق ويحيط نفسه بمستشارين أسهمت طموحاتهم في شق صفوف المعارضة.

ويتهم مون خصوصاً بأنه يتعامل بليونة مع بيونغ يانغ في فترة يسودها التوتر بسبب طموحات كوريا الشمالية النووية.

ويدعو مون إلى الحوار والمصالحة مع الشمال لتهدئة الوضع وإعادة بيونغ يانغ إلى طاولة المفاوضات.

وأكد في ديسمبر، إنه بعد انتخابه سيزور كوريا الشمالية قبل الولايات المتحدة التي تعد حامية لكوريا الجنوبية.

ورداً على سؤال حول موقفه المستغرب قال أن ما يريد قوله هو إنه يولي أهمية أكبر لخفض التوتر مع بيونغ يانغ.

وبدا مون أقل ارتياحاً ازاء نشر منظومة «ثاد» الأميركية المضادة للصواريخ في كوريا الجنوبية والتي أثارت غضب الصين.

وفي كتاب نشره حديثاً كتب مون أن على سيول أن تتعلم أن تقول «لا» لواشنطن داعياً إلى علاقات «أكثر إنصافاً وأكثر توازناً» مع الولايات المتحدة.

back to top