ماكرون يواجه معضلة التحالفات

فالس ينحاز إلى الرئاسة... و«إلى الأمام» تستقبله ببرودة

نشر في 09-05-2017
آخر تحديث 09-05-2017 | 20:16
شابة تلتقط سيلفي مع ماكرون لدى خروجه من صالون الحلاقة اليوم في باريس (أ ف ب)
شابة تلتقط سيلفي مع ماكرون لدى خروجه من صالون الحلاقة اليوم في باريس (أ ف ب)
بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، يواصل الرئيس المنتخب إيمانويل ماكرون المشاورات لتشكيل حكومته المقبلة، فيما تستعد البلاد المنقسمة لمعركة حاسمة مع الانتخابات التشريعية المرتقبة في يونيو.

وفي خضم هذه المشاورات، كسب ماكرون، أمس، دعم رئيس الوزراء الاشتراكي السابق مانويل فالس الذي انضم الى معسكره.

واستُقبل انضمام فالس ببعض الإحراج. وقال المتحدث باسم ماكرون، كريستوف كاستانير: «أولا عليه تقديم طلب انتساب»، مضيفا أن صلاحية اختيار المرشحين منوطة بهيئات الحركة.

ويعي الرئيس الوسطي المؤيد لأوروبا حاجته إلى جذب شخصيات منبثقة من اليمين واليسار المعتدل، إن أراد تشكيل أكثرية برلمانية وتطبيق إصلاحاته بلا عراقيل، وهذا يشكل «معضلة».

ولدى الرئيس الجديد أولوية تكمن في اختيار رئيس وزراء جامع قادر على توحيد البلاد. وسيعلن ماكرون خياره بعد تسلم السلطة من سلفه فرانسوا هولاند في مراسم تجرى صباح الأحد في قصر الإليزيه.

وتبدو قرارات اختيار المرشحين من قبل حركة «الجمهورية إلى الأمام!» التي أسسها ماكرون دقيقة، إذ عليها الجمع بين وعود التجديد باختيار 50 في المئة من المرشحين من المجتمع المدني وهاجس الأداء والفعالية.

وفي الوقت نفسه ينتظر الحزب الاشتراكي وحزب الجمهوريين اليميني اللذان منيا بهزيمة غير مسبوقة بخروجهما من الدورة الأولى، بفارغ الصبر الانتخابات التشريعية في 11 و18 يونيو لرد اعتبارهما.

وعقد الحزبان، كل على حدة، مؤتمرا أمس، لتحديد استراتيجيته إزاء الرئيس الجديد والاختيار بين التحالف معه بشروط أو التعاون الآني او المعارضة الصريحة. كما يسعيان إلى رص الصفوف فيما يبدو الانضمام الى المعسكر الرئاسي مغريا لعدد من أعضائهما.

وأثار الاشتراكي فالس صدمة بإعلان انضمامه الكامل الى معسكر الرئيس المنتخب، هو الذي تولى رئاسة الوزراء من 2014 الى 2016، عندما كان ماكرون وزيرا للاقتصاد.

وقال فالس المنبثق من التيار اليميني في الحزب الاشتراكي، والذي دعم ماكرون بدلا من المرشح الاشتراكي الذي ينتمي الى الجناح اليساري بنوا آمون، إن «هذا الحزب الاشتراكي مات، وأمسى خلفنا». وأضاف أنه يريد أن يكون «مرشح الغالبية الرئاسية» في الانتخابات التشريعية المقبلة، مشددا في آن على أنه لايزال «اشتراكيا» و»يساريا».

على طرفين متقابلين، يسعى كل من حزب «الجبهة الوطنية» اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبن الذي نال 34 في المئة تقريبا وحزب «فرنسا المتمردة» بقيادة صوت اليسار المتطرف جان لوك ميلونشون (19.5 في المئة بالدورة الأولى) إلى البناء على التقدم الذي أحرزاه في الصناديق.

ورحب أرباب العمل بانتخاب ماكرون رئيسا لفرنسا، لكنهم لايزالون ينتظرون منه القيام بإصلاحات، لاسيما لقانون العمل وهو موضوع يشكل خطا أحمر بالنسبة الى عدد كبير من النقابات التي اتخذت منذ أمس الأول موقفا معارضا للرئيس.

وبعد التهنئات المتوالية لعدد كبير من القادة الأوروبيين والعالميين، تلقى الرئيس المنتخب تحذيرا من المفوضية الأوروبية التي طالبت باحترام فرنسا التزاماتها على مستوى تقليص عجز الميزانية.

وقال المفوض الأوروبي، بيار موسكوفيسي، اثناء زيارة الى باريس إن «فرنسا يترتب عليها مجهود بسيط» لإبقاء عجزها دون عتبة 3 في المئة من إجمالي الناتج الداخلي، مضيفا انه يتوقع من ماكرون «الإيفاء بالتزامات حملته» القاضية باحترام المعايير الأوروبية.

أما رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر فقد طالب ماكرون مباشرة بتقليص النفقات العامة بعد تسلمه السلطة، معتبرا أن مستواها سيفوق الاحتمال بعد فترة.

وصرح يونكر في برلين: «نحن نواجه مع فرنسا مشكلة خاصة، فالفرنسيون يفرطون في إنفاق المال، ويفعلون ذلك في الموضع الخطأ». ونال ماكرون أمس تنهنئة نادرة من كوريا الشمالية.

back to top