خاص

دمشق تتخوف من تحركات عسكرية على الحدود مع الأردن

• «حزب الله»: رصدنا حشوداً في معسكر الزرقا • تيلرسون ولافروف يبحثان «المناطق الآمنة» ومصير الأسد

نشر في 10-05-2017
آخر تحديث 10-05-2017 | 00:06
سيارة متهالكة تحمل أغراض عائلة سورية نازحة في درعا الجنوبية أمس الأول     (أ ف ب)
سيارة متهالكة تحمل أغراض عائلة سورية نازحة في درعا الجنوبية أمس الأول (أ ف ب)
وسط أنباء عن تحركات عسكرية ضخمة على حدود محافظتي السويداء ودرعا تشير إلى اقتراب ساعة الصفر، حذر نظام الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه من مشروع لاجتياح واحتلال سورية تحت عنوان محاربة «داعش»، مؤكداً أنه يتابع عن كثب تحركات أميركية وعربية مشبوهة، وسيكون تدخلها بمثابة إعلان حرب.
في اليوم الثالث من فعاليات تمرين «الأسد المتأهب 2017»، أصدرت خلية الإعلام الحربي السورية بياناً، أمس، وصفت فيه المناورات الجارية في الأردن بمشاركة الولايات المتحدة و20 دولة أخرى بينها الكويت والسعودية بأنها «مشبوهة يراد منها التغطية على مشروع لاجتياح واحتلال سورية تحت عناوين محاربة داعش الذي ليس له أي وجود فعلي عند تلك الحدود».

ووفق مصدر في الخلية التابعة لميليشيا «حزب الله» اللبناني، فإن «سورية وجميع حلفائها يتابعون عن كثب ما تسعى إليه أميركا من وجودها عند الحدود الأردنية- السورية، وتراقب تحركاتها في تلك المنطقة»، مؤكداً أنه «تم رصد حشود أميركية وبريطانية وعربية في معسكر الزرقا يبلغ عدد عسكرييها أكثر من 4500 تم تدريبهم منذ فترة وإعدادهم لتحقيق مشروع الحزام الأمني حول سورية كمقدمة لعملية احتلال تتطلب خطوات وردودا حاسمة من الجيش السوري».

وهدد الحزب بأن «الأميركيين وحلفاءهم سيدفعون الثمن غالياً، وسيكونون أهدافا جراء استباحتهم الأرض السورية»، مؤكداً أن «إقدام أي جندي من هذه الحشود على تخطي الحدود، سيكون بمثابة إعلان حرب على سورية، وسيتم مقابلته بما يستحق أي غاز أو محتل للأرض».

ومنذ انطلاق النسخة السابعة من تمرين «الأسد المتأهب» يوم الأحد الماضي، بمشاركة كل من الكويت والبحرين وقطر والسعودية ومصر والعراق والإمارات ولبنان وبريطانيا وفرنسا وكينيا وإيطاليا وباكستان وأميركا وبلجيكا وبولندا وهولندا وأستراليا واليونان واليابان، بالإضافة إلى الأردن وممثلين عن حلف شمال الأطلسي، تتزايد مخاوف النظام من انطلاق عملية واسعة من الجنوب السوري.

ساعة الصفر

ولاحقاً، حذرت مصادر مطلعة، في معلومات خصت بها قناة «الميادين» التابعة لـ«حزب الله»، من تحركات عسكرية ضخمة وتشير إلى اقتراب ساعة الصفر على الحدود السورية، كاشفةً عن وجود نحو 4 آلاف مسلّح دربوا في الأردن موجودون في منطقة التنف داخل الحدود، مؤكدة أنه تم تأمين قواعد نارية أردنية لإدخالهم الى البادية عبر حشد كتائب مدفعية ثقيلة وراجمات صواريخ أميركية طراز «هيرماس»، على أن يجري تأمين الغطاء الجوي والإنزال من مجموعة جوية أميركية بقاعدة الأزرق بمرافقة طائرات هولندية وبحرينية لتغطيتهم.

وتحدثت هذه المعلومات، التي أشارت إلى عملية للنظام لتطهير الحدود العراقية، عن تجمّع حشود عسكرية أميركية وبريطانية وأردنية على حدود محافظتي السويداء ودرعا من تل شهاب إلى معبر نصيب، وإلى منطقة الرمثا وانتهاء في خربة عواد بوجود كتائب دبابات بريطانية ثقيلة من نوع «تشالنجر» مع 2300 مسلح وعدد من الطائرات المروحية من طرازي «كوبرا» و»بلاك هوك».

الحل العسكري

ورداً على مخاوف عبر عنها وزير خارجية النظام وليد المعلم من دخول قوات إلى سورية وتداعياتها، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي أمس الأول أن الحل العسكري للأزمة السورية غير ممكن، داعياً إلى حل سلمي يفضي لواقع سياسي مقبول لدى الجميع.

وقبل ساعات حذر المعلم من أن النظام سيعتبر أي قوات أردنية تدخل سورية «معادية»، لكنه ذكر أن «المواجهة مع الأردن ليست واردة».

في هذه الأثناء، تتجه الأنظار اليوم إلى ثاني لقاء بين وزير خارجية الولايات المتحدة ريكس تيلرسون ونظيره الروسي سيرغي لافروف لمناقشة جهود تخفيف حدة العنف وتقديم المساعدة الإنسانية للشعب السوري وتهيئة الظروف لتسوية سياسية للأزمة، بحسب وزارة الخارجية الأميركية، بالاضافة الى بحث مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

محادثات جنيف

وبعد أيام من توقيع اتفاق بين روسيا وتركيا وإيران في أستانة لاتفاق يقضي بإنشاء «مناطق لتخفيف التصعيد» بحضوره، أعلن مكتب المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا ليل الاثنين- الثلاثاء استئناف الجولة السادسة من محادثات جنيف في 16 مايو الجاري.

وجدد ديميستوراً دعمه لاتفاق أستانة، معتبراً أن «تنفيذه بالكامل سيخفف التصعيد العنيف بشكل كبير، ويساعد في تشكيل بيئة مواتية للمحادثات السياسية بين السوريين في جنيف».

تخفيف التصعيد

معارضة القوى الغربية لمشروع قرار قدمته إلى مجلس الأمن لتعزيز اتفاق وقعته مع إيران وتركيا في الرابع من مايو الجاري بأستانة لإنشاء «مناطق لتخفيف التصعيد» ويدعو جميع الأطراف إلى الالتزام ببنوده وكل الدول الأعضاء إلى الإسهام بحسن نية في تنفيذه.

وبعد إرفاق اتفاق أستانة بمشروع القرار الروسي وتقديمه رسمياً إلى المجلس للموافقة عليه، أعرب دبلوماسيون غربيون عن تحفظاتهم عنه، قائلين إن من السابق لأوانه إقراره قبل الاتفاق على الترتيبات النهائية لمناطق «تخفيف التصعيد» المقترحة ورؤية خرائطها.

وتزامناً مع احتفالات الروس بذكرى «النصر» على النازية في الحرب العالمية 1941-1945، نشر تنظيم «داعش» مقطع فيديو لقطع رأس شخص عرفه بأنه ضابط استخبارات روسي أسره في وقت سابق بسورية.

وذكر موقع «سايت الإلكتروني» لمراقبة نشاط المتشددين على الإنترنت أمس الفيديو باللغة الروسية ومدته 12 دقيقة ويظهر فيه رجل يرتدي ملابس سوداء راكعاً في منطقة صحراوية ويحث عملاء الاستخبارات الروس الآخرين على الاستسلام.

وقال تعليق صوتي في الفيديو، قبل أن يذبح متشدد ملتح من «داعش» الرجل بسكين، «وصدق هذا الأحمق وعود دولته بعدم التخلي عنه وإن وقع في الأسر».

ولم يتسن التحقق من صحة التسجيل ولا هوية الرجل ولم يتضح تاريخ عملية القتل، التي صادفت كلمة ألقاها الرئيس فلاديمير بوتين بمناسبة احتفالات الذكرى الـ72 للنصر على النازية، والتي شاركت فيها القوة الروسية العاملة في قاعدة حميميم السورية بعرض عسكري خاص.

ونفت وزارة الدفاع الروسية ذبح أي من عسكرييها في سورية، وقالت إن جميع أفرادها على قيد الحياة وبصحة جيدة ويؤدون مهامهم في مكافحة الإرهاب الدولي.

«داعش» يعلن ذبح ضابط استخبارات روسي... وموسكو تنفي
back to top