في وقت يحتدم الصراع السياسي بين التيارين الإصلاحي والمحافظ قبل 10 أيام من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، أصر المرشح الأصولي، رئيس بلدية العاصمة طهران، محمد باقر قاليباف، على مواصلة ترشحه، ما يعني أن اصوات التيار المحافظ ستنقسم بينه وبين رجل الدين النافذ ابراهيم رئيسي الذي يتم التعريف به على نطاق واسع على أنه مرشح محتمل لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي.

وردا على سؤال عن انسحابه من الانتخابات، قال قاليباف خلال لقاء مع علماء دين وائمة في طهران: «لم اترشح لكي انسحب. لقد جئت بقوة لكي أشكل حكومة تستخدم مدراء من الجيل الرابع وتنقذ البلاد من الأزمة الاقتصادية الموجودة».

Ad

وأشار الى رمزه الانتخابي وهو الساعة، قائلا: «نظموا ساعاتكم لأننا سنكون عند موعدنا».

وأضاف أنه في حال فوزه بالانتخابات، سينصب «عداداً في طهران لإيجاد 5 ملايين فرصة عمل».

وجاءت تصريحات قاليباف لتبدد امكانية توحيد صفوف التيار المحافظ بالجولة الأولى من الاقتراع الذي يجرى في 19 مايو الحالي، وبعد أن أظهر استطلاع حكومي لم ينشر، وحصلت «الجريدة» على نسخة منه، أن بإمكان التيار حسم المعركة لصالحه في مواجهة التيار المعتدل المؤيد للرئيس الحالي حسن روحاني من الجولة الأولى، إذا اتحد خلف مرشح واحد.

تبادل اتهامات

في هذه الأثناء، اشتدت حدة المعركة السياسية بين أنصار التيارين على مواقع التواصل الاجتماعي وتصاعدت حدة الاتهامات بعد يوم من اتهام روحاني للتيار المتشدد بالعمل على بناء السجون وإصدار أحكام الإعدام بحق المعارضين والتفنن في أساليب التعذيب وعزل إيران عن دول العالم.

ونشر معارضون لروحاني صورة تعود لثمانينيات القرن الماضي من صحيفة إيرانية، يؤيد فيها الرئيس الحالي إعدام معارضي النظام في ساحة مقر صلاة الجمعة وسط العاصمة طهران عندما كان رئيساً للحكومة.

وكانت الإيرانية شيرين عبادي، الحاصلة على جائزة نوبل للسلام سنة 2003، قد أعلنت أن ملفات حقوق الإنسان لجميع مرشحي الرئاسة الإيرانية الستة، ومن بينهم روحاني ورئيسي «سلبية وغير مقبولة».

الصواريخ

واستمر الجدل حول اختبارات الصواريخ وتهديد دول المنطقة بها، حيث اتهم المرشح الرئاسي المحافظ ووزير الثقافة الأسبق، مصطفى مير سليم «الدبلوماسيين الإيرانيين الذين قادوا المفاوضات النووية بأنهم طلبوا من وزارة الدفاع إطلاق الصواريخ عندما فشلوا ووصلت المفاوضات إلى طريق مسدود مع الأميركيين».

تخريب

وهاجم شبان مؤيدون لروحاني، مساء أمس الأول، مقرات لحملة رئيسي، زنجان غرب طهران، وقاموا بإضرام النار فيها. وأقدم عمال بلدية ترافقهم قوات الشرطة في مدينة تبريز، على إزالة لافتات وصور للمرشح لرئيسي، بعد ايام من قيام مناصرين لرئيسي على تمزيق صور لروحاني.

في غضون ذلك، أعلن وزير الأمن محمود علوي، أمس الأول، ضبط عناصر «خلية تخريبية» وعبوات ناسفة مصنعة يدويا في محافظة البرز كانت تستهدف «الاخلال بسير الانتخابات الرئاسية المقبلة».

وقال علوي: «لقد ضبطنا كذلك قمصانا مكتوبا عليها شعارات مثل وداعاً حكومة فلان»، في إشارة إلى روحاني. وأضاف: «كانت خطتهم أن يقوموا بإنزال آلاف الشباب الذين يرتدون هذه القمصان إلى الشوارع، ومن ثم يوعزون لشبان آخرين للهجوم عليهم لإحداث مشاهد فوضى». وأشار إلى مصادرة كاميرات كانت معدة بغرض تصوير مشاهد الاشتباكات وبثها.

من جانب آخر، قال رئيس لجنة الانتخابات التابعة لوزارة الداخلية علي أصغر أحمدي أمس إن اكثر من 56 مليون ناخب يحق لهم التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

ونقل عن احمدي قوله إن عدد الناخبين الذين يحق لهم المشاركة في الانتخابات الرئاسية والدورة الخامسة للمجالس البلدية والقروية والانتخابات التكميلية لمجلس الشورى الاسلامي يبلغ 56 مليونا و410 آلاف و234 شخصا.

وأوضح أن مليونا و350 الفا و294 شخصا من مجمل الناخبين الايرانيين هم من الذين سيدلون بأصواتهم للمرة الأولى بعد بلوغهم السن القانونية للتصويت.

زلزال ومنجم

من جهة أخرى، ضرب زلزال بقوة 4.7 درجات على مقياس ريختر مدينة راور في محافظة كرمان جنوب شرق البلاد صباح أمس.

في سياق آخر، أفادت حصيلة نهائية بقتل 43 عاملا ايرانيا في كارثة منجم آزاد شهر التي وقعت الأربعاء الماضي. وكان المسؤولون يتحدثون من قبل عن سقوط 26 قتيلا وفقدان تسعة اشخاص.