الأمير وإردوغان يضعان حجر الأساس لمبنى المطار الجديد
• الرئيس التركي: المنطقة محظوظة بحكمة صاحب السمو باني الكويت الحديثة
• مباحثات ثنائية تناولت تعزيز العلاقات والارتقاء بالتعاون الاقتصادي والمشاريع التنموية
وضع سمو الأمير حجر الأساس لمشروع «المطار 2» بحضور الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الذي اعتبر أن «تحقيق الازدهار والأمن في العالم مرتبط باستقرار بلادنا ومنطقتنا ومرتبط بالتعاون التركي الكويتي، الذي يعتبر بوابة مهمة لتجاوز الأزمات ومحركاً للتعاون مع سائر بلدان المنطقة».
أجرى سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مباحثات مع الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بقصر بيان، ظهر أمس، توجت بوضع حجر الأساس والبدء في عمليات إنشاء مبنى مطار الكويت الدولي الجديد (2)، الذي تنفذه شركة «ليماك» التركية.وعقدت المباحثات الرسمية بين الجانبين، إذ ترأس الجانب الكويتي صاحب السمو بحضور سمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد، ورئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، وكبار المسؤولين بالدولة، وعن الجانب التركي الرئيس اردوغان وكبار المسؤولين في الحكومة التركية.وصرح نائب وزير شؤون الديوان الأميري الشيخ علي الجراح بان المباحثات تناولت استعراض العلاقات التاريخية التي تربط الكويت بالجمهورية التركية الصديقة، والتي تميزت دائما بالتفاهم والرغبة الصادقة في تعزيز هذه العلاقات والسعي المتواصل للارتقاء بأطر التعاون المشترك في مختلف المجالات الى آفاق أرحب، لاسيما في مجال التعاون الاقتصادي والمشاريع التنموية الحيوية الكبرى للاسهام في تطوير التعاون بين البلدين الصديقين، والاستفادة من توفير الفرص المجدية للاستثمار، كما تضمنت المباحثات بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك، وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية.
وساد المباحثات جو ودي عكس روح التفاهم والصداقة التي تتميز بها العلاقات الطيبة بين البلدين في خطوة تجسد رغبة الجانبين في تعزيز التعاون القائم بينهما في كل المجالات.
حجر الأساس
وتحت رعاية صاحب السمو وبحضور اردوغان أقيم ظهر امس حفل وضع حجر الاساس والبدء في عمليات الانشاء لمبنى المطار (2) بحضور سمو ولي العهد، ورئيس مجلس الامة مزروق الغانم، بالإضافة إلى كبار الشخصيات من الحكومة وقطاع الأعمال في الكويت، وأعضاء بارزين من القطاع المصرفي التركي.وقال الرئيس التركي في كلمة بالمناسبة، ان مشروع المطار الجديد يعد «رمزا جديدا لعمق علاقات الأخوة والصداقة التي تجمع تركيا والكويت»، معربا عن أمله إنجاز أعمال هذا المشروع «بأسرع وقت ممكن ليتمكن الكويتيون من الحصول على خدمات مميزة في قطاع الطيران». وأكد أن «هذا الحدث بالغ الأهمية لدولة الكويت التي تمثل معلما في المنطقة».وأضاف «بدأنا نشاهد يوما بعد يوم ومرحلة تلو أخرى أن الكويت تحرز تقدما كبيرا ونموا وتطورا متسارعين بفضل باني هذه المشروعات وباني الكويت الحديثة الشيخ صباح الأحمد»، لافتا إلى ان «المنطقة محظوظة بوجود سموه»، مشيدا في الوقت ذاته بحكمة سموه.وأعرب عن أمله تطوير العلاقات التركية مع دول منطقة الخليج العربي وعلى رأسها الكويت، لاسيما في المجالات العسكرية والاقتصادية والتجارية بغية ازدهار المنطقة، مبينا ان هذا الأمر يستوجب أن تكون قنوات التواصل «مفتوحة» فضلا عن السعي لتطوير العلاقات الاقتصادية والإنسانية.التبادل التجاري
وأشار إلى الأهمية الكبرى التي توليها تركيا للتعاون مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في الميادين كافة، فضلا عن السعي لزيادة حجم التبادل التجاري الذي سجل نحو 17.4 مليار دولار العام الماضي، وهو «دون مستوى الطموح مقارنة بحجم الطاقات والإمكانات التي تملكها دول المجلس وتركيا».وأفاد بأن الشركات التركية قامت على مدار 14 عاما بتنفيذ جملة من المشروعات في الكويت تقدر قيمتها بنحو 51 مليار دولار، موضحا ان اتفاقية التجارة الحرة المزمع توقيعها بين البلدين من شأنها أن تسهم في تطوير العلاقات وتفتح آفاقا جديدة للتعاون.وأوضح ان «العلاقات الاقتصادية الثنائية تنمو بالتوازي مع العلاقات السياسية»، مؤكدا في الوقت ذاته أهمية العلاقات الثقافية والتاريخية.وبين أن الزيارة التي قام بها صاحب السمو أمير البلاد إلى تركيا في مارس الماضي شكلت دفعة حقيقية لمستقبل واعد في العلاقات الثنائية بين البلدين، مؤكدا الأهمية الكبرى التي توليها بلاده لموضوع الاستقرار والأمن لكلا البلدين.وذكر أن حجم التبادل التجاري بين الكويت وتركيا بلغ نحو 1.3 مليار دولار في العام الماضي في حين بلغ عدد الزوار الكويتيين لتركيا 180 ألفا، معربا عن شكره لسمو أمير البلاد على «الاهتمام الذي يوليه سموه لتطوير العلاقات» لاسيما بعد قيام شركة تركية بتنفذ مشروع مبنى المطار الجديد الوارد ضمن مشاريع (خطة الكويت 2035) «بما يشكل مثالا واضحا على هذا الاهتمام».وأوضح انه بتدشين أعمال مشروع مبنى المطار الجديد الذي تقدر تكلفته بنحو 4.4 مليارات دولار يكون حجم المشروعات التي تقوم شركات تركيا بتنفيذها في الكويت حوالي 6.5 مليارات دولار «وهو تطور كبير»، لاسيما ان حجم مثل هذه المشروعات في عام 2013 كان 500 مليون دولار.وأكد إردوغان ان شركة ليماك من الشركات المميزة في مجال بناء وتشييد المطارات، مبينا ان الشركات التركية ستبذل قصارى جهودها للاسهام في تنمية الكويت في الوقت الذي يتم العمل فيه على زيادة حجم الاستثمارات الكويتية في تركيا البالغة نحو 1.5 مليار دولار عبر تقديم كل التسهيلات والضمانات للمستثمرين الكويتيين.وشدد على أن «تحقيق الازدهار والأمن في العالم مرتبط باستقرار بلادنا ومنطقتنا ومرتبط بالتعاون التركي الكويتي الذي يعد بوابة مهمة لتجاوز الأزمات ومحركا للتعاون مع سائر بلدان المنطقة».تحفة معمارية
بدوره، قال وزير الأشغال العامة عبدالرحمن المطوع: «إن مشروع المطار الجديد مصمم لخدمة 25 مليون راكب سنوياً، وهو قابل للتوسعة المستقبلية لخدمة 25 مليونا آخرين، كما أن تصميم هذا المبنى يحقق أعلى مستويات الجودة العالمية، فتصنيفه هو Class A، وهو المستوى الأعلى للمطارات، وهو صديق للبيئة، وموفر للطاقة، ويعاد فيه تدوير المياه لاستخدامها في أعمال الري والزراعة التجميلية، وبه لوحات ضوئية لتوليد الطاقة الكهربائية عن طريق الأشعة الشمسية لتغذية ما مقداره 10 في المئة من استهلاك المبنى من الطاقة، وحال الانتهاء من تنفيذ هذا المشروع سيكون أحد أفضل مطارات العالم». وأضاف المطوع، في كلمة له خلال الحفل، ان وزارة الأشغال العامة حرصت على أن يساهم هذا المشروع الحيوي المهم في خلق العديد من الوظائف المختلفة للشباب الكويتيين وللشركات الوطنية «فهناك 40 مهندساً كويتياً يعملون في هذا المشروع، بالإضافة إلى مجموعة من الفنيين والكوادر الإدارية والمحاسبية، كما حرصت الوزارة على أن يتم نقل التكنولوجيا والمعرفة المتطورة المستخدمة في هذا المشروع إلى شبابنا وشركاتنا الوطنية خاصة في ظل ندرة مثل تلك المشاريع العملاقة تصميماً وتنفيذاً وإشرافاً».وتابع «نعاهدكم يا صاحب السمو على تنفيذ هذا المشروع طبقاً لتصميمه الهندسي المعتمد، وميزاته الفنية المتطورة، وجمالياته المعمارية الراقية، وذلك بالجودة المطلوبة وفي أقل فترة زمنية ممكنة، حتى نقدم لكويتنا الحبيبة تلك التحفة المعمارية المتميزة التي تعكس واقعاً لاقتصاد يتنوع موارد، ويزدهر تطوراً وتقدماً ونمواً». وأكد وزير الأشغال العامة عبدالرحمن المطوع أن مبنى الركاب الجديد بمطار الكويت الدولي يعد جزءا مكملا لمشاريع البنية التحتية، التي تحرص عليها البلاد ضمن رؤية الكويت 2035.وقال المطوع، لـ»كونا» أمس، إن «مطار الكويت الجديد سيكون ميناء ونقطة اتصال الدولة بالعالم»، مضيفا ان المطار سيكون بمستوى أهمية دور الكويت خليجيا وعالميا، لذلك «كان للمشروع أهمية خاصة فأولاه سمو امير البلاد حرصه واهتمامه، حيث قام برعاية ومتابعة خطوات الإنجاز».واوضح ان رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ جابر المبارك امر بتشكيل لجنة عليا، وهي لجنة الخدمات، لمتابعة تنفيذ المشروع بشكل دوري، للمساهمة في تذليل كل العقبات امامه.وأكد حرص الكويت على التوسع في مطاراتها المختلفة، حيث سيقوم الطيران المدني بتسلم مطاره المساند الذي هو تحت البناء حاليا بعد سنة تقريبا، كما ستكون هناك توسعات لمرافق البنية التحتية والاتصال في الكويت بما يليق بمكانتها وسمعتها.وحول المدة الزمنية لبناء المطار الجديد، قال المطوع إن المقاول وضع خطة تتيح باختصار المدة الزمنية من 6 سنوات الى 4، مع وجوب تغيير بعض البرامج للتوافق مع الإطار الزمني، مشيرا الى تلبية تلك المتطلبات حتى يتسنى التسليم المبكر للمشروع.وفيما يتعلق بوضع المطار القديم اضاف ان هناك عددا من الخطط التي وضعها الطيران المدني، للاستفادة من المبنى القديم، منها تخصيصه أو إغلاق جزء منه، مشيرا الى ان تلك الخطوة لن تتم فعليا إلا بعد التشغيل الفعلي لمبنى المطار الجديد.تعزيز مكانة الكويت
ومن جانبه، قال رئيس الإدارة العامة للطيران المدني الشيخ سلمان الحمود: «إن هذا المشروع الحيوي والهام سوف يلبي تطلعات جمهور المسافرين من حيث الأنظمة المتطورة والتقنيات المستخدمة والخدمات المتميزة والمستويات العالية للسلامة والأمن إلى جانب كونه مشروعاً صديقاً للبيئة».وتابع الحمود «أن حركة النقل الجوي ازدادت في السنوات العشر الأخيرة بمعدل 10 في المئة سنوياً، حيث بلغ عدد الركاب المستخدمين لمطار الكويت الدولي في عام 2016 اثني عشر مليون مسافر، ومن المتوقع وحسب المؤشرات الإحصائية أن يتجاوز عدد الركاب عام 2027 ثلاثة وعشرين مليون مسافر».وأضاف ان «هذا المشروع سيدعم تطوير البنية الاقتصادية والسياحية للدولة ويعزّز صورة ومكانة الكويت عالمياً، من خلال مواكبة التطور المستمر لزيادة الحركة الجوية وتوفير عدد كبير من الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص تضمن العوائد المالية المُجدية لخزينة الدولة، وتخلق الفرص الوظيفية للشباب الكويتيين بمختلف التخصصات».ضيف الكويت يغادر البلاد
أقام صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، بقصر بيان ظهر أمس، مأدبة غداء على شرف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان والوفد الرسمي المرافق له، وذلك بمناسبة زيارته الرسمية للبلاد. وغادر إردوغان البلاد أمس، وكان على رأس مودعيه على أرض المطار صاحب السمو وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الأمة وسمو رئيس مجلس الوزراء، والنائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، ونائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ محمد الخالد، ونائب وزير شؤون الديوان الأميري وكبار القادة في الجيش والشرطة والحرس الوطني والإدارة العامة للإطفاء. 25 مليون مسافر و51 بوابة ومنصة للطائرات
تصل قدرة مبنى مطار الكويت الجديد إلى 25 مليون مسافر سنويا، ويقع على مساحة 708.000 م2، والفترة الزمنية لتنفيذه تصل إلى 6 سنوات.وبلغت قيمة العقد مع وزارة الاشغال 1.312 مليار دينار، حيث يعتبر أقل عطاء مقدم، علما بأن الشركة التي تعمل على التصميم هي شركة «فوسترز آند بارتنرز» بالتعاون من «دار مستشارو الخليج» للاستشارات الهندسية.وتمتاز القدرة الاستيعابية في مبنى 2 الجديد بالنسبة للطائرات بأنها كبيرة، حيث تتكون السعة الأولية من 51 بوابة ومنصة مع القدرة على خدمة 21 طائرة من طراز (A380) الضخمة في وقت واحد، ومن شأن المشروع أن يضع المطار في أوائل المطارات بالعالم التي تحصل على شهادة اليد الذهبية للقيادة في الطاقة والتصميم البيئي. رابط مهم بأبعاد اقتصادية واجتماعية
قال رئيس مجلس إدارة مجموعة شركات «ليماك» القابضة نيهات أوز دامير «إنه لشرف كبير أن يتم وضع حجر الأساس لمبنى المطار الجديد تحت رعاية وحضور سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ورئيس الجمهورية التركية رجب طيب أردوغان معلنين عن بدء الأعمال الإنشائية الثقيلة للمشروع وانطلاق مسيرة تعمير البوابة الجديدة للكويت للسنوات الست المقبلة وما بعدها حتى يرى هذا المشروع النور، ويكون معلماً من معالم الحضارة والثقافة والرقي بروعته وبهائه».وأضاف نيهات انه «بالنسبة لنا فإنه ليس مجرد مشروع إنشاء مطار جديد فحسب، بل إنه رابط مهم بين الكويت وتركيا له أبعاد اقتصادية واجتماعية ستتوطد وتزدهر بفضل هذا المشروع، بالإضافة إلى التكنولوجيا الجديدة التي نعتزم إدخالها في المشروع، فإنّنا حريصون أيضاً في شركة ليماك للإنشاءات على نقل المعرفة المتعلقة بها وتوفير فرص عمل جديدة للشباب الكويتيين». وتابع «ونحرص على الاعتماد على الموردين المحليين لمواد الخام، وذلك لاستثمار مئات الملايين من الدولارات في البلاد، ولتعزيز عجلة الاقتصاد المحلي وازدهار الشركات المحلية».