عقد الفنان عبدالعزيز المسلم مؤتمرا صحافيا يوم الاثنين الماضي، للحديث عن تفاصيل مسرحية «جنوب إفريقيا» (من تأليفه وإخراجه) في مقر مجموعة السلام الإعلامية بمنطقة شرق، وستعرض المسرحية اعتبارا من أول أيام عيد الفطر السعيد.وفي مستهل حديثه، أكد المسلم أن المسرحية تأتي ترسيخا وتدعيما لأهداف مجموعة السلام الإعلامية، والتي تعمل على البحث عن الأفكار الفنية المتميزة التي تحمل رسائل هادفة عدة.
واستذكر المسلم مسرحية «هالو بانكوك» التي قدمها في حقبة ثمانينيات من القرن الماضي، إذ سلط فيها الضوء على مشكلة الأبناء الكويتيين المسجلين في شرق آسيا وظاهرة هجرة المتقاعدين هناك، مستعرضا مسيرة مسرح السلام عبر أعمال مسرحية حققت صدى طيبا لدى الجمهور.
تكلفة إنتاجية
وعن التكلفة الإنتاجية لأعماله المسرحية خلال 3 عقود قال: «لا أذيع سرا إذا قلت إنني قدمت 30 عملا مسرحيا بلغت إجمالي التكلفة الانتاجية لها نحو 50 مليون دولار على مدى 28 عاما، لذلك أرى أن مسرحنا يعتبر هو الأكثر حضورا جماهيريا، كما أنه يفوق المسارح الأخرى بكثير».وأضاف: «مسرحنا يستوعب أكثر من 1700 شخص، بينما أكبر مسرح في الكويت يستوعب 650 شخصا فقط، ونحن لا نقارن أنفسنا بالآخرين، رغم احترامنا لتجاربهم وأعمالهم، فخلال الموسم الأول نكسر حاجز 90 ألف شخص، وهو سقف كبير جدا، هذا الإقبال لم يأت مصادفة، بل جاء بفضل جهد العاملين في هذه المنظومة، لأننا نركز على إبراز التقنيات الحديثة في عملنا من خلال ضخامة الإنتاج، وأجزم بأن هذه الأمور لا تتحقق بأعمال توسم بجملة «سلق البيض».نمو البنية التحتية
وحول مضمون العمل الجديد، قال: «تتمحور فكرة النص حول قدرة الشعوب على التخلص من العنصرية البغيضة التي تنخر في جسد المجتمع، وكيفية التحول من الهدم إلى البناء والتعمير ونمو البنية التحتية والاقتصاد من خلال منهج وطني يحافظ على الهوية المحلية ولا يفقدها رونقها، وربما يستغرب البعض من اسم المسرحية، لكن بمجرد التعرف على مضمونها سيدرك أني أهدف إلى تسليط الضوء على التجربة الإفريقية كنموذج استطاع محاربة العنصرية ونبذها والاتجاه نحو النمو الاقتصادي، وتمت إجازة النص رقابيا، وبدأنا التحضيرات، لنتمكن من عرض المسرحية في الكويت ودول مجلس التعاون الخليجي، وأشار المسلم إلى أن يهدف إلى تقديم نوع جديد من المسرح لم يسبق تقديمه، وهو خليط بين الكوميديا السوداء والموقف والرعب والأكشن والإثارة والإبهار والمفارقات، حيث سننطلق من حيث انتهى الآخرون.وأضاف أن العمل ينطلق من أرض إفريقيا خلال قبيلة لم يسقط تعاني الجفاف، ويهاجر جزء كبير من أبنائها، ثم يعودون مجددا لإنشاء مكان حضاري في أرض الأجداد، لكن ذلك يتحول إلى صراع في طريق استرجاع أرضهم التي تحولت إلى منتجع يضم الأثرياء من الكويت ودول الخليج، ويدور كثير من المفارقات والمواقف، بينها دوران معارك وإطلاق رصاص وحيوانات مفترسة وغيرها من الإبهار المسرحي.نكون أو لا نكون
وبين المسلم أن العمل يشهد مشاركة نجوم مسرحية «البيت المسكون» عبدالعزيز المسلم، هيا الشعيبي، أحمد السلمان، سعيد الملا، إلى جانب أحلام حسن، عبدالله الباروني، أمل عباس، عبدالله المسلم، هاني الطباخ، عبدالله الرميان وآخرون، وقام بتصميم الديكور المهندس داود سليمان الشميمري، ومصممة الأزياء منيرة الصلال، الموسيقى التصويرية د. مشعل المانع، كلمات الأغاني الشيخ دعيج الخليفة، ألحان عادل الفرحان، إدارة الإنتاج عبدالله المسلم وعبدالله الوزان، إضافة إلى مشاركة فريق استعراضي أميركي مكون من 15 شخصا، إلى جانب الفرقة الاستعراضية لمجموعة السلام.وفيما يتوقعه لمشروعه الجديد قال: نرفع شعار نكون أو لا نكون في «جنوب إفريقيا» من خلال جودة المنتج وفق المعايير العالمية، بعدما حصدنا جائزة الجودة العالمية في تسع سنوات متتالية، بالتالي التحدى أكبر بالنسبة إلينا في هذه التجربة، والعمل بعيد عن الجانب السياسي، لكنه يتطرق إلى الجوانب الإنسانية وتعزيز الهوية.