تتضمّن الدورة الثانية من مهرجانات بيروت الثقافية مشهديتين، فكرة المدير التنفيذي لشركة Its communication داني الجرّ وإخراجه. تمتدُّ الأولى بعنوان «بيروت رحلة عبر الزمن» خمسة أيام، من 28 يونيو إلى 2 يوليو، وهي جزءٌ ثان لعرض رواية بيروت، «بالروحية نفسها ولكن مع تركيز على فصول أخرى من قصة المدينة»، بحسب الجر، موضحاً أنها «رحلةُ شخص منْ أصول لبنانيّة يُحقّق أمنية والده بزيارة بلده الأم، حيث يكتشفُ الروائع التي شكّلت بيروت عبر العصور».

تأخذ هذه المشهديةُ الجمهور في رحلة إلى أجمل الحقبات التي عاشتْها بيروت، والمراحل التي مرّتْ بها، سيُرافقُها الفنان غي مانوكيان عزفاً وجورج خبّاز نصّاً وتعليقاً، إضافة إلى نحو 30 راقصاً، وأوركسترا سمفونيّة تضمُّ أكثر من 70 عازفاً».

Ad

أما المشهديّة الثانية «ألوان بيروت»، فتمتدّ أربعة أيام، من 3 إلى 6 يوليو، ووصفها الجرّ بأنها من النوع التحريكي، الموجّهٌ إلى الأولاد منْ الأعمار كافة، أطفالاً ومراهقين وحتى للكبار، تعرّفُهُم إلى تاريخ بلدهم بطريقة سهلة وبسيطة ومُبتكرة تُناسبُ أعمارهُم، وتأخذُهُم في رحلة ومغامرة تعليميّة يكتشفون منْ خلالها روائع بلدهم الجميل».

ولفت الجر إلى أن «رواية بيروت»ُ أبهرت اللبنانيين واستحوذت على اهتمام الإعلام العالميّ عام 2016، «وسنستكملُها هذه السنة بعرضين فنيين، على شاشة تفاعلية عملاقة هي واحدةٌ من الأكبر في العالم، ستُقام في قلب ميدان سباق الخيل».

ثقافة وفن وإبداع

أشارت لمى سلام إلى أن «مهرجانات بيروت الثقافية تهدف إلى ضخ الفرح في شوارع المدينة وأحيائها»، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الذي عقد في ميدان سباق الخيل، وشارك فيه إضافة إلى لمى سلام، وزير الثقافة في لبنان د. غطاس خوري، والمديرة العامة لوزارة السياحة ندى السردوك ممثلةً الوزير أفيديس كيدانيان، ورئيس جمعية حماية وتحسين نسل الجواد العربي النائب نبيل دو فريج، ورئيس المجلس البلدي لمدينة بيروت المهندس جمال عيتاني.

وأوضحت أن برنامجُ مهرجانات هذه السنة التي تتولى تنظيمها شركة Q Events برئاسة وضّاح الصادق، يُركّزُ على استكمال ما بدأته مهرجانات بيروت الثقافية العام المنصرم، «وهو كتابةُ تاريخ بيروت وقصتها الجميلة بالتقنيات الحديثة». وتابعت: «مجدداً، وكما في الدورة الأولى، أردْنا هذه السنة التركيز في البرنامج على عملين لبنانيين بامتياز، صُمّما ونُفذا بجهود مواهب لبنانية من مختلف الاختصاصات، ويساهم في إعدادهما وتنفيذهما عدد كبير من اللبنانيّين. إنهما عرضان مُميزان وفريدان وغير اعتياديين يشكّلان مفخرةً لأهل بيروت وللبنانيين عموماً».

وشرحت أن «المشهديةُ التي أبهرت اللبنانيين واستحوذت على اهتمام الإعلام العالميّ عام 2016، ستستكمل هذه السنة بعرضين فنيين بالروحية نفسها، يُشكّلان قمّةً في الإبداع».

وأشارت إلى أن «برنامج هذه السنة يتضمن، على هامش هذين العرضين المحْوريين، نشاطات ترفيهيةً مصاحبة، لتكونُ مهرجانات بيروت الثقافية، كما في العام الفائت، مُتنفساً ومُلتقًى للبيروتيين واللبنانيين عموماً، منْ الفئات والأعمار كافة».

واعتبرت أن «المهرجان استقطب العام الماضي أكثر من 70 ألف شخص على مدى أسبوع، وأنعش وسط العاصمة، ووفّر العمل لمئات الأشخاص من مهن عدة». وشددت على أن مهرجاناتُ بيروت الثقافية عام 2016 «اعطت صورة حقيقية جميلة عن بيروت الثقافة والفن والإبداع، ووضعتْها في واجهة الأخبار في العالم، في وقت كان لبنان يمرُّ في ظروف صعبة ومُحبطة، وكانت سمعتُهُ مشوهّةً لغير سبب وسبب». واستشهدت بعنوانُ قناة CNN العالمية «مهرجانات بيروت الثقافية تعيد بصيص الأمل الى الشرق الأوسط».

استثمار سياحي

أكد الوزير غطاس خوري في كلمته أن وزارة الثقافة «لن تألو جهداً لدعم هذا المهرجان»، شاكراً بلدية بيروت ومُحافظ العاصمة «لدعمهما كل الأنشطة الثقافيّة التي تقوم بها الجمعيّات والأندية والمؤسّسات الخاصة، كذلك التي تقوم بها وزارة الثقافة».

وأبدى المهندس جمال عيتاني سعادته بمشاركة بلدية بيروت للسنة الثانية مع مهرجانات بيروت الثقافيّة. ولاحظ أن هذه المهرجانات «أثبتت نجاحها في السنة الأولى ودعمتها بلديّة بيروت في السنة الأولى والسنة الثانية، وستستمر في دعم هذه المهرجانات إذ هي استثمار ثقافي وسياحي بامتياز لمدينة بيروت، وتساهم في توفير فرص العمل وفي تنشيط الصناعة، وهما موضوعان أساسيان لبلديّة بيروت».

بصفته رئيس جمعيّة حماية وتحسين نسل الجواد العربي، ذكّر النائب نبيل دو فريج بأن الطيران الإسرائيلي قصف الميدان في العام 1982 ودمّرت المدرجات التي بنيت في الحقبة العثمانية، وقال: «مذّاك ونحن نطالب بلديّة بيروت بأن تنظر إلى إعادة بناء المدرجات، ولو أخذت البلديّة بالدراسات التي أجريناها وأجراها الفرنسيّون لكان الميدان اليوم بألف خير ولما كان تقدم أي ميدان سباق خيل في المنطقة».

شاشة تفاعلية عملاقة

أكّدت ندى السردوك دعم وزارة السياحة في لبنان المهرجانات السياحيّة في البلد التي تخطى عددها العام المنصرم الـ170 مهرجاناً، وهي تتميّز وتتمايز بنوعيّة البرامج وبالمكان».

بدوره، عرض الأمين العام لجمعية مهرجانات بيروت الثقافية عزت قريطم برنامج المهرجانات، موضحاً أن مسرحاً ضخماً سيقام للمناسبة، يتضمّن شاشة تفاعلية عملاقة هي من الأكبر في العالم. وأشار إلى أن الأنشطة الترفيهية المرافقة للمهرجانات تتضمن إقامة مساحة لأكشاك المطاعم والمأكولات على مدى الأيام العشرة للمهرجانات، إضافة إلى مساحة مخصصة لألعاب الأولاد.