تفاعل في أروقة اجتماعات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في المنامة، اليوم ، استبعاد مسؤولين بارزين في لجنة الأخلاق، وتحذيرات من تأثيره على مكافحة الفساد، وذلك عشية كونغرس الاتحاد، الذي يرأسه السويسري جاني إنفانتينو.

وكان مجلس الفيفا (اللجنة التنفيذية سابقا) أوصى بعد اجتماع الثلاثاء في العاصمة البحرينية، بعدم التجديد لرئيس غرفة التحقيق في اللجنة المستقلة السويسري كورنل بوربيلي ورئيس الغرفة القضائية الألماني هانس-يواكيم إيكرت، واستبدالهما، رافعا ذلك إلى الجمعية العمومية التي تعقد اليوم اجتماعها في العاصمة البحرينية.

Ad

وكان بوربيلي وايكرت اللذان أتم كل منهما ولاية من أربع سنوات، الدافعين الأساسيين خلف التحقيقات في فضائح الفساد التي هزت المنظمة الكروية الأعلى عالميا منذ عام 2015، والعقوبات التي نتجت عنها، لاسيما إيقاف الرئيس السابق للفيفا السويسري جوزيف بلاتر والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني.

استقالة أحمد الفهد

من جانب آخر، كان الشيخ أحمد الفهد استقال من مهامه الكروية، وسحب ترشحه لعضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، بسبب مزاعم الفساد والارتباط برشوة بقيمة مليون دولار.

وكان الفهد، رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اتحاد اللجان الوطنية (أنوك) والعضو الحالي في مجلس الفيفا (اللجنة التنفيذية سابقا) واللجنة الأولمبية الدولية، نفى السبت أي علاقة له برشوة بقيمة نحو مليون دولار، أقر رئيس اتحاد غوام ريتشارد لاي بالحصول عليها أمام القضاء الأميركي.

وفي بيان مستقل، قال الفهد: "فيما يتعلق بالدفعات غير القانونية المزعومة لريتشارد لاي، لا يمكنني سوى الإحالة إلى بياني السابق والنفي بشدة"، مؤكدا عزمه "العمل مع كل السلطات المعنية، لدحض هذه الادعاءات التي اعتبرها مفاجئة".

وتابع الفهد: "لذلك، وبعد تفكير بعناية، قررت أنه من الأنسب لمصلحة الفيفا والاتحاد الآسيوي أن أسحب ترشحي لانتخابات مجلس الفيفا وأستقيل من مهامي الحالية في كرة القدم".

وفي تعليق على خطوة الفهد، الذي شغل سابقا منصب وزير النفط في بلاده، اعتبر رئيس الاتحاد الدولي السويسري جاني إنفانتينو، أن الاستقالة تأتي "لمصلحة" الفيفا.

وفيما يخص قضية الفهد وباقي القضايا العالقة لن يكون بوربيلي وإيكرت موجودين لمتابعة التحقيقات والإجراءات اللازمة، وذلك بعد أن تم استبدالهما بالمحامية الكولومبية ماريا كلوديا روخاس والقاضي اليوناني فاسيليوس سكوريس.

وقال بوربيلي تعليقا على ذلك، إن "عدة مئات من القضايا لا تزال عالقة" في الفيفا، مضيفا: "لدينا العديد من التحقيقات الجارية ماذا سيكون مصيرها؟ إن عملية تولي قيادة جديدة مسؤولية للجنة القيم لم تشهد مرحلة انتقالية، وهو ما يعد انتكاسة في عملية الإصلاح".

واعتبر أن أداء اللجنة بقيادته وايكرت كان شأنه "إعادة بعض الثقة بالفيفا، لجنة الأخلاق كانت النموذج لكل عالم الرياضة".

ورد السويسري والألماني في بيان مساء اليوم على الخطوة، معتبرين أنها تعني عمليا "نهاية جهود الإصلاح في الفيفا".

وأدى بوربيلي وايكرت الدور الأبرز في حملة مكافحة الفساد التي شهدها الاتحاد الدولي خلال العامين الماضيين، وينظر اليهما على انهما يقفان خلف عقوبة الايقاف بحق الرئيس السابق للاتحاد السويسري جوزيف بلاتر، والرئيس السابق للاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني، على خلفية تهم بالفساد ودفعات غير قانونية.

وكانت لجنة الاخلاق أوقفت في ديسمبر 2015 بلاتر الذي اضطر إلى الاستقالة من رئاسة الفيفا، لمدة 8 أعوام عن ممارسة اي نشاط مرتبط بكرة القدم، بسبب الدفعة المشبوهة بقيمة 1.8 مليون يورو إلى بلاتيني الذي تم إيقافه للمدة ذاتها.

وثبتت محكمة التحكيم الرياضي هذه العقوبة بحق بلاتر نهاية 2016، إلا أن عقوبة بلاتيني تقلصت بعد الاستئناف إلى ستة أعوام، ثم إلى أربعة من قبل محكمة التحكيم الرياضي.

وترجح مصادر مقربة من الاتحاد الدولي، أن أحد أسباب عدم التجديد لإيكرت وبوربيلي، هي العلاقة المتوترة التي جمعت بين إنفانتينو ولجنة الأخلاق، التي فتحت تحقيقا بشأن بعض ممارسات السويسري الذي انتخب رئيسا في فبراير 2016.

ولم يتم استكمال هذا التحقيق أو التوصل إلى خلاصات بشأنه.

وألمح بوربيلي مواربة إلى إنفانتينو، بقوله: "كما يبدو، ان عمل لجنة الأخلاق كان غير ملائم لموظفين، لمسؤولي الفيفا".

وفي المؤتمر نفسه الذي نظم على عجل ولم يكن ضمن جدول الاجتماعات، قال إيكرت ان ما جرى "ليس يوما جيدا للفيفا".

وأكد المسؤولان أنهما لم يبلغا رسميا، بل علما بالتوصية "عبر الهواتف الخليوية" ووسائل الإعلام لدى وصولهما إلى البحرين مساء الثلاثاء.

واعتبر بوربيلي ان "رحيلنا لم يكن ضروريا وسببه سياسي حصرا".

وبعيد اجتماع الثلاثاء، آثر المسؤولون في الفيفا والمشاركون في اجتماع مجلسه عدم التعليق بشكل مباشر على توصية الاستبعاد. واكتفى مصدر شارك في الاجتماع بالقول إن مجلس الفيفا رأى ثمة حاجة إلى "نفس جديد" في لجنة الأخلاق.

ويتوقع أن يهيمن استبعاد بوربيلي وإيكرت على اجتماع الجمعية الـ 67 للاتحاد التي يشارك فيها مندوبو 211 اتحادا.

استضافة مونديال 2026

وفي قرارات أخرى اتخذت الثلاثاء، قرر المجلس فتح باب الترشيح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026 أمام دول تنتمي إلى اتحادات قارية من خارج منطقة الكونكاكاف (اميركا الشمالية والوسطى والبحر الكاريبي)، مستثنيا الاتحادين الأوروبي والآسيوي.

وكانت الولايات المتحدة وكندا والمكسيك (كونكاكاف) أعلنت أنها ستتقدم بطلب مشترك لاستضافة المونديال الذي سيشارك فيه للمرة الأولى 48 منتخبا بدلا من 32 (العدد الحالي). وسيتم اختيار مجموعة من البلدان المرشحة للاستضافة في الجمعية العمومية الـ 68 للاتحاد الدولي بعد سنة.

كما أعلن الاتحاد السماح للعراق باستضافة المباريات الدولية الودية، شرط أن يظل الوضع الأمني مستقرا، مخففا بذلك الحظر المفروض منذ أعوام على إقامة مباريات كرة القدم الرسمية (باستثناء المحلية منها) في العراق، بسبب الوضع الأمني وظروف الملاعب.