واشنطن لموسكو: يجب كبح نظام الأسد وإيران

أنقرة غاضبة من قرار تسليح الأكراد... وإردوغان يدعو واشنطن إلى التراجع عنه سريعاً

نشر في 10-05-2017
آخر تحديث 10-05-2017 | 21:04
لافروف وتيلرسون في مقر الخارجية الأميركية بواشنطن أمس (أف ب)
لافروف وتيلرسون في مقر الخارجية الأميركية بواشنطن أمس (أف ب)
في أول مباحثات على هذا المستوى، ناقش الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته ريك تيلرسون مع ضيفهما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الحل في سورية ومقترح المناطق الآمنة التي تتبناه موسكو، في حين عبرت أنقرة عن غضبها من قرار واشنطن تسليح الأكراد، متوعدة بعواقب.
اجتمع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس، مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في البيت الأبيض، في أول زيارة يجريها مسؤول روسي على هذا المستوى إلى واشنطن منذ 201، الأمر الذي انعكس باستقباله في المكتب البيضاوي، الذي نادرا ما يجتمع فيه مع وزير أو أي مسؤول، باستثناء قادة الدول.

وبحث ترامب ولافروف خصوصا الأوضاع في سورية وكيفية إنهاء الأزمة هناك، وذلك قبل أن يتوجه إلى الرياض بعد نحو أسبوعين للقاء زعماء العالمين العربي والإسلامي.

ووصف ترامب اجتماعه بأول وزير في حكومة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين منذ توليه السلطة في 20 يناير الماضي، بالجيد جدا، مشددا على أن "القتل المروع في سورية يجب أن يتوقف، والكل يعمل على ذلك".

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن ترامب أكد للافروف ضرورة كبح نظام الأسد وإيران.

وفي مؤتمر صحافي بمقر السفارة الروسية، أعلن لافروف دعم واشنطن للاتفاق الموقع في أستانة لإنشاء 4 مناطق لخفض التصعيد في سورية ومواصلة الحوار لمعالجة القضايا العالقة للوصول إلى حل للأزمة، مؤكدا أنه نقل مخاوف محور الرئيس السوري بشار الأسد من التحركات الأميركية والبريطانية على الحدود الأردنية بجنوب سورية.

وإذ رحب بقرار مبعوث الامم المتحدة ستيفان ديميستورا استئناف مفاوضات جنيف منتصف الشهر الجاري، قال لافروف إن اتفاق استانة يسمح بمرور المساعدات.

«النصرة»

بعد توقيعه بأسبوع، حذرت «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) فصائل المعارضة من تطبيق اتفاق أستانة، معتبرة أن «الموافقة عليه والرضا به خيانة ومؤامرة تبغي وأد الجهاد والثورة في الشام»، داعية عناصرها إلى «مقاتلة تلك الفلول المجرمة (من هذه الفصائل) وبذل الغالي والنفيس دون قدوم هؤلاء المفسدين الى أي منطقة تحت أي ذريعة أو راية كانت».

أنقرة غاضبة

في غضون ذلك، خيّم قرار واشنطن تسليح وحدات حماية الشعب الكردية على القمة المرتقب بين الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ونظيره الأميركي دونالد ترامب بعد أيام، إذ اعتبرت أنقرة تزويد أكراد سورية بالسلاح والمعدات العسكرية غير مقبول ويشكل تهديداً مباشراً لها، متوعدة بعواقب.

ودعا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ترامب الى الإسراع في التراجع عن قرار تسليح الأكراد.

وشدد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو على «معارضة أنقرة تسليح الوحدات الكردية وتهديد أمنها»، مؤكداً أنها «تنظيم إرهابي مثله مثل حزب العمال الكردستاني المحظور والولايات المتحدة تعلم ذلك».

ودعا جاويش أوغلو واشنطن إلى عدم «اتخاد خطوات خاطئة» في سورية، مبيناً أن إردوغان سيبحث هذه القضايا مع ترامب في أول لقاء لهما بواشنطن الأسبوع المقبل.

ترحيب كردي

في المقابل، وصف المتحدث باسم «الوحدات الكردية» ريدور خيليل القرار الأميركي بـ»التاريخي»، رغم صدوره «متأخراً بعض الشيء»، مؤكداً أنه سيمكن الأكراد من «لعب دور أكثر تأثيراً في مواجهة داعش والتغلب على جميع قوى الظلام».

وقبل إعلان القوات المدعومة أميركياً السيطرة على سد الطبقة بالكامل، أكد المتحدث الرسمي باسم «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) طلال سلو أن «الأسلحة ستصل تباعاً وسيستفاد منها لاستكمال التحضيرات لمعركة الرقة التي سيعلن عنها في الوقت المناسب»، مبيناً أن «إدارة ترامب ومنذ بداية تسلمها الحكم، رفعت من مستوى دعمها لقواتنا»، ومشيراً إلى أنهم «قدموا في وقت سابق قائمة تتضمن صواريخ مضادة للدروع ودبابات ومدرعات».

ماتيس

وخلال زيارة إلى منطقة تدريب بابراديه في ليتوانيا، في ختام قمة عقدت في كوبنهاغن لمناقشة سبل التصدي لتنظيم «داعش»، قال وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس، إنه واثق من أن الولايات المتحدة ستتمكن من حل التوترات مع تركيا، قائلاً: «سنتعامل مع أي مخاوف، سنعمل عن كثب مع تركيا لدعم أمن حدودها الجنوبية. إنها الحدود الجنوبية لأوروبا وسنظل على اتصال وثيق».

مدافع روسية

في المقابل، قامت روسيا، خلال الأسبوع الماضي، بنقل ما لا يقل عن 21 مدفع «هاوتزر» من نوع «م - 30» كمساعدات حربية لحليفها الرئيس بشار الأسد، إضافة إلى طائرة تحكم واستطلاع من نوع «أ - 50» بواسطة البحر إلى مرفأ طرطوس.

الحدود الأردنية

وقبل ساعات، قصفت طائرات النظام لأول مرة مواقع لمقاتلي المعارضة قرب الحدود الأردنية، بحسب مسؤول أردني. وأكد طلاس السلامة قائد «جيش أسود الشرقية»، وهو فصيل من الجيش الحر مدعوم من الغرب يقاتل في الصحراء السورية على الحدود مع الأردن، أن «طيران النظام قصفنا بأربع غارات» أصابت منطقة حدودية تأوي أسر مقاتلين وموقع قرب مخيم الركبان الذي يضم أكثر من 80 ألف لاجئ.

اشتباكات وتهجير

وفي دمشق، تجدد الاشتباكات بين فصائل المعارضة وقوات النظام على أطراف حي القابون المشمول باتفاق وقف التصعيد الروسي.

وفي حمص، خرجت الدفعة التاسعة من المقاتلين المعارضين واسرهم من حي الوعر المحاصر إلى مدينة جرابلس في ريف حلب الشمالي. وصرح مكتب تنظيم الخروج داخل الحي أن هذه الدفعة هي الأكبر حيث تضم نحو 2500 شخص ضمن 650 عائلة، يضاف لهم نحو 200 آخرين، إلى مخيم زوغرة قرب مدينة جرابلس، موضحا أن الدفعة العاشرة والأخيرة ستنطلق 20 مايو الجاري.

«قسد» تعلن السيطرة على سد الطبقة قرب الرقة بالكامل
back to top