تعترف مصادر سياسية وأمنية في محافظة نينوى العراقية بأن خارطة تواجد القوى الحليفة لإيران توحي بوجود طموح توسع، وبناء نفوذ داخل مدينة الموصل، التي تمثل سوقا تجاريا كبيرا مرتبطا بسورية وتركيا وإقليم كردستان في موقع جغرافي يربط عدة طرق دولية، ومناطق تتنوع فيها الطوائف والقوميات بدرجة معقدة، وتتشابك خلالها المصالح الدولية.لكن هذه المصادر تؤكد في الوقت نفسه أن القوات النظامية العراقية المدعومة أميركيا، والموالية بشكل مطلق لرئيس الحكومة حيدر العبادي، هي صاحبة النفوذ الأقوى في الموصل كما في الانبار، على عكس الوضع في تكريت، مسقط رأس الدكتاتور السابق صدام حسين، وحزام العاصمة بغداد، حيث تهيمن ميليشيات موالية لإيران على حصة مهمة من القرار الأمني والسياسي أحيانا في تلك المناطق.
وأناط العبادي بملف الموصل الأمني، بعد تحرير الجزء الشرقي من المدينة، مطلع العام الجاري، الى الجنرال رياض توفيق، وهو مصلاوي شغل منصب قائد القوة البرية، وأصبح بمنزلة حاكم عسكري للمدينة، شبيها بصيغة الأمن في الأنبار، الأمر الذي وضع قيودا كبيرة على نشاط الفصائل المسلحة الشيعية في هذه المدينة.ولاتزال المعارك متواصلة في الجزء الغربي من الموصل بعد سبعة أشهر على انطلاقها، رغم تقدم كبير تحقق خلال الشهر الأخير، وقد يؤدي إلى الحسم في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع، ويتواجد الحشد الشعبي بكثافة خارج المدينة في محور الجنوب الغربي قرب بلدة تلعفر ذات الأغلبية التركمانية، وبلدة سنجار على حدود سورية ذات الأغلبية الأيزيدية.وتشير المصادر الى ان الحشد الشعبي طلب نصب حواجز امنية على الطريق الدولي بين الموصل وبغداد، شبيهة بحواجز انشأها عند مدخل العاصمة من جهة الحدود الغربية، وهيمن من خلالها على منفذ التجارة والنقل الغربي، إلا أن الجيش العراقي رفض طلبات كثيرة بهذا الشأن، وسط فيتو أميركي يقيد حركة الفصائل الشيعية الى حد كبير في الموصل والانبار أيضا.وتوجد أقلية شيعية من طائفة الشبك وقومية التركمان في الموصل، تتنافس الأحزاب الشيعية على استخدام ورقتهما في منافسات عدة داخل المحافظة، إلا أن إيران تذهب أبعد من ذلك، ونجحت عبر فصائل موالية لها كعصائب الحق وكتائب حزب الله، في تجنيد مقاتلين من عشائر السنة وآخرين من المكون الأيزيدي يعملون مع حزب العمال الكردستاني (التركي) الموالي لدمشق وطهران، كما اخترقت بعض المقاتلين المسيحيين في سهل نينوى.وتسود علاقة هادئة بين الموصليين وأحزاب شيعية معتدلة، كالمجلس الأعلى بزعامة عمار الحكيم، وتيار مقتدى الصدر، ومرجعية السيستاني العليا في النجف، لكن المخاوف تتعلق بالميليشيات المقربة على طهران ورئيس الوزراء السابق نوري المالكي.وتذكر مصادر في الموصل ان «المجلس الأعلى» افتتح له مكتبا صغيرا في الجزء الشرقي من الموصل، لكن الميليشيات ليس لها تواجد رسمي، وهي تتحرك بنحو محدود تحت غطاء المنظمات الإغاثية أحيانا، بينما يبقى القلق يدور حول نزاعات مستقبلية قد يتورط فيها المقاتلون الشبك الموصليون وهم شيعة، أو مقاتلون سنة من الحزام العشائري للمدينة، لديهم صلات وثيقة بالميليشيات، حيث تطمح طهران في النهاية إلى تأهيل شخصيات عشائرية مغمورة في الغالب، كبديل للقادة السنة الذين خاضوا مواجهات سياسية حادة مع النفوذ الإيراني طوال أعوام.
إطلاق الناشطين الـسبعة
بعد يوم واحد من اختطاف 7 ناشطين مدنيين عراقيين من ميليشيات شيعية في العاصمة بغداد، تم اطلاق سراحهم. وقال أحد مستشاري وزير الداخلية وهاب الطائي إن "الشباب السبعة يعودون الى أهليهم سالمين"، نتيجة جهود وزير الداخلية وبعد قيام فريق خاص بتأمين عملية تحريرهم".