«شكراً... مشكور»
«شكرا، مشكور»... كلمتان رقيقتان معناهما كبير، لكن مثل هذه الكلمات تبقى قليلة في حق ملايين الأشخاص الذين قضوا أجمل سنوات عمرهم في خدمة الكويت، حملة نحن بأمس الحاجة إليها وسط الموجة المتصاعدة ضد المقيمين والخطاب السياسي المخزي والمشحون ضدهم.
"شكراً، مشكور". لوحات رائعة ظهرت مؤخراً في شوارع الكويت، تبين علاقة الكويتي بأخيه المقيم مصحوبة بعبارات التقدير الجميلة تلك، وهي جزء من حملة "المادة 29" "@ article29_kwt" التي أقامتها شركة السينما الكويتية الوطنية. مقيمون وكويتيون من مختلف الأعراق والأطياف يقفون جنباً إلى جنب ملتفين بعلم الكويت في رمزية تؤكد المادة 29 من الدستور: "الناس سواسية في الكرامة الإنسانية، وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين".
مساحات إعلانية كان من الممكن استخدامها لبيعنا المزيد من السلع الاستهلاكية والمنتجات التي لسنا بحاجة إليها، لكن شركة السينما الكويتية الوطنية وظفتها مشكورة بشكل مميز لتساهم في غرس الصورة الإيجابية في أذهان الأشخاص الذين سيقودون سياراتهم يومياً في تلك الشوارع، فلا بد أنها ستغير شيئاً في بواطنهم، وشكراً لتمثيلنا نحن، الكويتيين الإنسانيين الذين يدركون لعبة تجار الإقامات، ويقدرون المجهود الذي يبذله المقيم في العمل وإعمار بلدنا الكويت. عطاء بلا توقف واستقبال لشتى أنواع الإهانات- اللفظي منها والجسدي أيضاً- بشكل يومي، والعمل المضني بين وظيفتين في الكثير من الأحيان لمواكبة غلاء المعيشة، أقل ما يمكننا عمله هو إشعار المقيمين بأنهم مرحب بهم على أرض بنوها وعاشوا معظم حيواتهم عليها، بدلاً من المعاملة القاسية لهم، فمتى أصبحنا بهذه القسوة؟ فقد احتلت الكويت المرتبة الأخيرة خليجياً، وكذلك عالمياً كأسوأ وجهة لإقامة الوافدين للعام الثالث على التوالي، وذلك وفق دراسة أقامتها مؤسسة "إنترنيشنز" الدولية. (جريدة الراي - 26 أغسطس 2016)، فكم قائمة أخرى سنتذيل كي نغير من أنفسنا، وكم نحتاج من الإحصاءات المخيفة كي نستيقظ؟"شكرا، مشكور"... كلمتان رقيقتان معناهما كبير، لكن مثل هذه الكلمات تبقى قليلة في حق ملايين الأشخاص الذين قضوا أجمل سنوات عمرهم في خدمة الكويت، حملة نحن بأمس الحاجة إليها وسط الموجة المتصاعدة ضد المقيمين والخطاب السياسي المخزي والمشحون ضدهم، فشكراً من جديد.