تتجه روسيا الى تغيير سفيرها لدى واشنطن، سيرغي كيسلياك، الذي أثارت لقاءاته لشخصيات ومسؤولين على علاقة بالرئيس الأميركي دونالد ترامب قبل الانتخابات الرئاسية، أزمة كبرى في واشنطن استغلها الديمقراطيون لمهاجمة الرئيس ومحاولة إضعافه سياسيا.

وأكدت مصادر في مجلس النواب الروسي (الدوما) إحالة ملف أناتولي أنطونوف، نائب وزير الخارجية الروسي، إلى البرلمان، كمرشح لمنصب السفير الروسي في الولايات المتحدة.

Ad

وجاء هذا التأكيد بعد أن أفادت صحيفة "كوميرسانت" بأنه من المخطط أن تعقد اللجان المعنية في مجلسي البرلمان (مجلس الدوما ومجلس الاتحاد) جلسات الاستماع الضرورية، تمهيدا لإقرار تعيين أنطونوف في منصبه الجديد، بحلول نهاية الشهر الجاري.

وتوقعت الصحفية أن يتوجه أنطونوف إلى الولايات المتحدة في يوليو المقبل، بعد أول لقاء بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي دونالد ترامب، من المنتظر أن يعقد على هامش قمة العشرين في هامبورغ الألمانية.

تجدر الإشارة إلى أن مسيرة أنطونوف المهنية ليست عادية، فقد سبق له أن عاد في أواخر العام الماضي إلى وزارة الخارجية، بعد أن شغل منصب نائب وزير الدفاع سنوات عدة.

وطوال سنوات عمله المهني في وزارتي الخارجية والدفاع، تولى أنطونوف ملفات متعلقة بالأمن ونزع الأسلحة. وعمل الدبلوماسي في وزارة الخارجية الروسية لأكثر من 30 عاما.

سيرغي كيسلياك

وفي عام 2011، عين الرئيس الروسي، أنطونوف في منصب نائب وزير الدفاع. وتولى الدبلوماسي في منصبه الجديد مسائل التعاون العسكري والتقني مع الدول الأجنبية، بما في ذلك مسائل الرقابة على نزع الأسلحة النووية.

ومن اللافت أن كندا والاتحاد الأوروبي أدرجا أنطونوف على قوائم العقوبات الخاصة بهما على خلفية تدهور العلاقات بين روسيا والغرب، إثر تصعيد الأزمة الأوكرانية في عام 2014. لكن الدبلوماسي، كما يبدو، ليس مدرجا على قوائم العقوبات الأميركية.

وفيما يخص مستقبل السفير الروسي الحالي لدى واشنطن سيرغي كيسلياك، ذكرت صحيفة "كوميرسانت" أن موسكو رشحته لمنصب مدير مكتب محاربة الإرهاب، وهو مؤسسة أممية جديدة يجري تشكيلها حاليا.

وعلق الناطق باسم "الكرملين"، ديميتري بيسكوف، مؤكدا أن أي تغيير محتمل للسفير الروسي لا علاقة له بإقالة مدير الـ FBI. وأنه ليس هناك أي صفقة لإقالة كومي مقابل تغيير السفير. ورفض بيسكوف تأكيد الأنباء حول تغيير السفير، مؤكدا أن بلاده ستعلن عن أي تغيير دبلوماسي، بعد ان يوقعه الرئيس فلاديمير بوتين كما في العادة.

وأعلنت موسكو أنها تنظر بتفاؤل حذر إلى تطور علاقاتها مع واشنطن، بعد لقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف بالرئيس الأميركي ترامب، مؤكدة أن الوزير سلم ترامب رسالة من نظيره الروسي بوتين.

وقال بيسكوف إنه من السابق لأوانه التوصل إلى استنتاجات حول عودة الدفء إلى علاقات البلدين، مشيرا إلى أن "إجراء الحوار في حد ذاته هو بالطبع أمر إيجابي للغاية".

في سياق متصل، رفض مدير مكتب التحقيقات الفدرالي "FBI" السابق جيمس كومي التعليق على إقالته من قبل الرئيس ترامب، واكتفى بالقول انه سيكون "بخير"، وذلك في رسالة وداع الى زملائه نشرتها وكالة "سي إن إن" أمس الأول.

وكتب كومي في الرسالة "لطالما كنت على قناعة بأن الرئيس يحق له إقالة مدير الـ "إف بي آي" لأي سبب أو حتى بلا سبب على الإطلاق. لن أضيع الوقت حول القرار أو طريقة تنفيذه، وآمل ألا تقوموا بذلك ايضا. لقد تم الأمر، وسأكون بخير مع أنني سأفتقدكم والعمل كثيرا".

وأضاف: "في أوقات الاضطرابات، يجب أن يرى الشعب الاميركي في "إف بي آي" مثالا على الكفاءة والصدق والاستقلالية. ما يجعل ترك هذه المؤسسة صعبا هو طبيعتها ونوعية الناس فيها، وكلها عوامل تجعل منها ركيزة قوية للولايات المتحدة".

وطالب الديمقراطيون بتعيين مدع خاص لتولي التحقيق الذي يجريه "إف بي آي" حول التدخلات الروسية في حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية. إلا أن المتحدثة باسم البيت الأبيض ساره هاكابي ساندرز استبعدت الفكرة، وقالت "لا نعتقد أن الأمر ضروري".

ويتساءل نواب جمهوريون وديمقراطيون حول أسباب قرار الإقالة وتوقيته. وتشتبه المعارضة في ان الرئيس الأميركي يريد عرقلة التحقيق الذي يسيء إليه ويستهدف بعضا من المقربين منه.

وتركز التحقيقات التي بدأت الصيف الماضي على عمليات القرصنة الروسية ضد المعسكر الديمقراطي وعلى "تنسيق" محتمل بين روسيا وعدد من أعضاء حملة ترامب.

وقال مصدر بالكونغرس أمس الأول إن كومي أبلغ مشرعين قبل أيام من قرار عزله بأنه سعى لمزيد من الموارد، وبالأخص المزيد من الموظفين للتحقيق الذي يجريه المكتب في موضوع التدخل الروسي.

وقال المصدر إن كومي أبلغ المشرعين بهذا الطلب، بعد أن طلبت لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ، التي تجري تحقيقا منفصلا في الأمر، من مكتب التحقيقات الاتحادي الإسراع بإتمام تحقيقه.

وردا على تقارير إعلامية أفادت بأن كومي طلب من نائب وزير العدل رود روزنستاين الأسبوع الماضي تعزيز الموارد للتحقيق، قال المتحدث باسم وزارة العدل إيان بريور في رسالة بالبريد الإلكتروني "غير صحيح على الإطلاق".

وخلصت أجهزة المخابرات الأميركية في تقرير خلال يناير، إلى أن بوتين أمر ببذل جهود للتأثير على انتخابات 2016 شملت التسلل إلى رسائل بريد إلكتروني للحزب الديمقراطي وتسريبها، بهدف مساعدة ترامب. ونفت روسيا القيام بتدخل من هذا النوع. وتنفي إدارة ترامب المزاعم بالتواطؤ مع روسيا.

وأكد مدير مكتب التحقيقات الفدرالي بالوكالة، أندرو ماكيب، أمس أمام الكونغرس، أن التحقيق حول التدخل الروسي خلال الحملة الانتخابية مستمر بشكل طبيعي رغم إقالة كومي.