بدا أن العلاقات المصرية - السودانية لن تعرف الهدوء إلا فترات قصيرة، فبعد شهور من التوتر وتبادل الاتهامات، أعقبتها فترة قصيرة من التهدئة، عاد التوتر عنوانا رئيسيا بين دولتي مصب نهر النيل.وبعد أن قالت الخرطوم أمس الأول إن دورية مصرية أطلقت النار على مجموعة من المنقبين عن الذهب داخل الحدود السودانية، عقد أمس اجتماع طارئ للجنة القنصلية المصرية السودانية المشتركة في مقر وزارة الخارجية المصرية، لبحث عدد من الملفات العالقة بين البلدين.
ونفى مصدر أمني مصري رفيع المستوى الرواية السودانية بشأن إطلاق النار على المنقبين، موضحا أن ما حدث هو «مطاردة قوات الأمن المصرية لعناصر سودانية تقوم بالتنقيب عن الذهب بطرق غير مشروعة داخل الأراضي المصرية، وأن هذه العناصر كانت مسلحة، واطلقت النار على القوة المصرية، ما دفع الأخيرة للرد بالمثل».ونفى المصدر، لـ»الجريدة»، وقوع أي إصابة بين المنقبين، مشددا على أن «المواطنين السودانيين أشقاء، ولا يمكن استهدافهم، وأنه يجري فقط مكافحة أعمال التهريب والتنقيب غير المشروع ضمن أعمال السيادة».
سيناء والترابين
وشمالا، تصاعدت حدة الاشتباكات بين قبيلة الترابين، كبرى قبائل سيناء، وعناصر تنظيم داعش المتمركزة في شبه الجزيرة المصرية أمس، بعدما قتل التنظيم ما لا يقل عن 12 شخصا بينهم قيادي من أفراد القبيلة مساء أمس الأول، في اشتباكات مسلحة مستمرة منذ نحو أسبوعين.وأعلن أبناء القبيلة إصرارهم على الانتقام لقتلاهم، وأنهم لن يتقبلوا العزاء فيهم إلا بعد الثأر، ما ينذر بمواجهات أشد عنفا.ووسط توتر واستنفار في مناطق نفوذ الترابين، في المساحة الواقعة جنوبي مدينتي رفح والشيخ زويد، قالت مصادر قبلية لـ»الجريدة» إن القيادي بالقبيلة سالم أبولافي، ومجموعة من أتباعه، قتلوا أثناء قيامهم بحملة تمشيط في منطقة «سيالة البواطي» جنوبي الشيخ زويد.وأضافت المصادر أن أبناء القبيلة فوجئوا باقتراب سيارة عسكرية منهم، اتضح بعد ذلك أن عناصر «داعش» استولوا عليها في مواجهات سابقة مع الجيش، وأطلقوا النار على أفراد القبيلة ما أسفر عن مقتلهم.وبث أبناء قبيلة الترابين، من خلال صفحة «اتحاد قبائل سيناء»، صورا لشاحنات تحمل أبناء القبيلة وهم مسلحون، ضمن خطة النفير العام لمواصلة ملاحقة العناصر الإرهابية.وقال شهود عيان إن حالة من الحزن سيطرت على تجمعات الترابين، بعد معرفة نبأ مقتل أبولافي، الذي يكن له أبناء القبيلة احتراما خاصا لقدراته القيادية، إذ بزغ نجمه عام 2007، إثر الاحتجاجات القبلية على الانتهاكات الأمنية في سيناء، ومثل قبيلته في مفاوضات التهدئة، كما تم احتجازه أمنيا عام 2008، فضلا عن اشتراكه في مفاوضات تكللت بتحرير أحد قيادات قطاع الأمن المركزي و51 مجندا.نعي وتحذير
ونعى «اتحاد قبائل سيناء» قتلى الترابين في بيان، مؤكدا أن مقاتليه يعملون «تحت الغطاء الحكومي والشرعي للجيش المصري»، مهددا «من يساند داعش قولا أو فعلا في الميدان وخارجه، ومن يملك معلومات عن هذا التنظيم الإرهابي ولم يقدمها لنا أو للجيش سينال أقصى العقوبة ميدانيا، ولن يكون له غطاء قبلي أو عشائري أو إنساني، وسنجعل منه عبرة».وقال منسق قبائل شمال سيناء سعيد جبر لـ«الجريدة» إن الترابين طالبت القبائل السيناوية بالانضمام إليها في حربها على «داعش»، مشددا على ضرورة التنسيق بين القبائل والتخطيط بشكل جيد لمواجهة التنظيم.وأعرب وزير الدفاع المصري صدقي صبحي، خلال مشاهدته للمناورة «رعد 27» على الحدود الغربية مع ليبيا أمس الأول، عن شكره واعتزازه لدور قبائل سيناء ومطروح في تأمين حدود مصر، قائلا: «لشيوخ وعواقل المنطقة الغربية وشمالي ووسط سيناء دور كبير في التوصل إلى العناصر الإرهابية والقضاء عليهم».في غضون ذلك، ذكر المتحدث باسم القوات المسلحة أمس ان قوات إنفاذ القانون بالجيش الثالث الميداني واصلت توجيه ضرباتها للبؤر الإرهابية والإجرامية بوسط سيناء، وأن أعمال المداهمات أسفرت عن تدمير أحد الأوكار الإرهابية وسط سيناء، بالتعاون مع القوات الجوية، ما أسفر من مقتل 4 أفراد تكفيريين شديدي الخطورة، كما تم اكتشاف وتدمير كمية كبيرة من المواد المتفجرة غرب مدينة رفح.جمعية عمومية
في سياق آخر، تنعقد صباح الغد الجمعية العمومية لقضاة مجلس الدولة، للتوافق على الأعضاء الثلاثة الذين سيتم ترشيحهم للرئيس السيسي، ليختار من بينهم رئيسا لمجلس الدولة خلال العام القضائي المقبل، تنفيذا للقانون رقم 13 لسنة 2017، المعروف إعلاميا بقانون رؤساء الهيئات القضائية، بصيغته المعدلة التي أقرها البرلمان، وتسمح لرئيس الجمهورية لأول مرة باختيار رؤساء الهيئات القضائية.وبعد نجاح الحكومة المصرية في تمرير قانون العلاوة لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية في البرلمان، قال وزير شؤون مجلس النواب عمر مروان أمس إن وزارة المالية أصدرت تعليماتها إلى جميع الجهات لصرف علاوة 10 في المئة لغير المخاطبين بقانون الخدمة المدنية بأثر رجعي بداية من يوليو 2016، مع مرتب شهر مايو، نافيا ما تردد حول تقسيط قيمة العلاوة على عدة شهور.