يقال إن السياسة "فن الممكن"، يعني بالعربي المشرمح محاكاة الواقع ومجاراته، حيث لا قيمة لمبدأ أو رأي أو حتى حق وباطل، فالواقع هو من يحدد اللعبة السياسية بين الفرقاء، لذلك لا غرابة في السياسة حين تتغير المبادئ والقناعات من أجل تحقيق هدف ما، الأمر الذي يجعل الانصياع للواقع والتنازل عن المبادئ أمراً مطلوباً رغم مرارته بسبب خضوعه لفن الممكن واللعبة السياسية القذرة التي تجعل ممارسها في صراع بينه وبين ضميره ومبادئه، وهي أبجديات اللعبة القذرة التي لا يعيها الكثير منا حتى من يمارسها في حياته.معظم ساستنا يطبقون بيت الشعر القائل:
صلى المصلي لأمر كان يطلبـهلما انقضى الأمر لا صلى ولا صاما حيث لا دين للسياسة ولا مذهب للساسة، بل مصالح وأحياناً تكون ضيقة ومحدودة لا تتجاوز لاعبيها، لذلك نجد من يمارس السياسة في وقتنا هذا يرى أنها حرب يباح فيها كل أنواع الأسلحة، ولا تحكمها أخلاق أو قيم، ولاعلاقة لها بالمصلحة العامة والوطنية، حتى أصبحت خصومتنا فاجرة. لذلك اختفى من العمل السياسي أهم مبدأ وهو الأخلاق وشرف المهنة والروح الوطنية والمسؤولية العامة، ولأنهم أسموها اللعبة فمدى نظافتها وقذارتها مرتبط بلاعبيها لا بها، فإن نظفوا نظفت وإن كانوا قذرين فحتماً ستكون قذرة.لذلك فإن الكثير من الساسة يحاولون مجاراة الواقع في سبيل التغيير المنشود، ولكن ما يعوق عملهم هو اختلاط المفاهيم والأسس التي تقوم عليها العملية السياسية، خصوصاً فيما يتعلق بالشأن العام، حيث فقدت المصداقية وضاعت الحقيقة، فأصبح عقد الصفقات على حساب الوطن شطارة، والمتاجرة بآمال وآلام المواطن وسيلة للنجاح والوصول إلى الهدف، فاتسخت العملية السياسية لوساخة لاعبيها الذين غيروا شروط اللعبة من الخدمة العامة لتخدم مصالحهم وأهدافهم، فأصبح واقعنا السياسي في قمة القذارة كما نراه اليوم.يعني بالعربي المشرمح:وصف اللعبة السياسية بالقذرة مرتبط بفقدان لاعبيها القيم والأخلاق وروح المسؤولية، فقذارتها بقذارة لاعبيها ونظافتها بنظافتهم، لذلك علينا أن نعي وصفها بالقذارة دون لاعبيها، فنستغل هذا الوصف كسبب لنحقق مكاسب شخصية بحجة قذارة اللعبة على حساب الوطن ومبادئنا.
مقالات - اضافات
بالعربي المشرمح: قذارة السياسة!!
13-05-2017