زبدة الهرج: ملزمة البحرين وملازمنا

نشر في 13-05-2017
آخر تحديث 13-05-2017 | 00:08
 حمد الهزاع كلما شعرت بالإرهاق وضغط العمل سافرت للراحة والاستجمام في البلد الذي أعشقه، وأعشق أهله وعفويتهم وطيبتهم ولهجتهم المحببة إلى قلبي، يا سادة إنها البحرين، لقد كبرت وأصبحت عروسا جميلة ممشوقة القوام، وبدون عمليات تجميل، وأما سر رشاقتها وأناقتها فيكمن في التخطيط السليم الذي تقوده الحكومة بصمت وبلا ضجة إعلامية.

لذلك عندما أرسل لي صديقي البحريني رابطا صوتيا لامرأة بحرينية اسمها "أم بنين"، وهي تهدد صديقات ابنتها اللاتي معها في الفصل الثامن برسالة صوتية من خلال "قروب ابنتها" وتتوعدهن "بالويل والثبور وعظائم الأمور" إن لم يرجعن "ملزمة ابنتها"، وقد منحتهن أيّاما معدودة قبل أن تبلغ الشرطة.

تفاعلت وتعاطفت معها، وقررت أن أتصل بصديقي في البحرين، وقلت له: أكيد الملزمة سعرها غالي خصوصاً أن الذهب هذه الأيام أسعاره مرتفعة؟ فرد علي بلهجة أهل البحرين التي أعشقها: "أي ذهب يا ريال، وأنت ما تعرف الملزمة؟"، قلت: أعرف. قال: "وشو لا تطنز"!! فضحكت من أعماق قلبي حتى سقط "عقالي" على الأرض.

فقلت له: لا ولكن كل يغني على ليلاه! لو تدري يالحبيب أن أبناءنا الطلبة في الكويت لا يستخدمون "الملزمة"، بل يتجهون مباشرة إلى الدروس الخصوصية تطبيقاً للمثل الذي يقول من "علمني حرفاً صرت له عبداً"، وما زالت وزارة التربية كل عام دراسي وهي تفكر وتبصر كثيراً، بل "ناقص قراءة الفنجان" لإيجاد حل للقضاء على آفة الدروس الخصوصية التي أرهقت كاهل أولياء أمور الطلبة.

وإذا كانت ملزمة "أم بنين" حديث الشارع البحريني، فنحن لدينا "سوالف" كثيرة لا تنتهي عن ضياع عشرات "الملازم"، ولا نعلم كيف وأين ضاعت "والمتسبب فص ملح وذاب".

ولأن العالم أصبح قرية صغيرة، ففِي ثاني يوم اتصل بي أحد الأصدقاء الإعلاميين المصريين، وهو يسألني عن الموضوع ذاته وعن "الولية بتاعة الملزمة.. وإيه حكايتها؟"، وبعد أن أصبحت ذا علم بالموضوع وضّحت له المقصود

فقال لي: "وهي خلصت قضاياكم يا الخليجيين، ما تدّونا الملزمة، وندّيكم حتت مشكلة من المشاكل المتلتله عندنا، عليّ النعمة لابعت لك أجدع ملزمة، ومن جامعة عين شمس كمان!".

ثم أما بعد:

لله دركم يا أهل البحرين عسى ألا تتعدى مشاككلم ملزمة أم بنين، وحفظ الله البحرين، وشعبها، وملكها من كل مكروه.

back to top