لماذا لا توجد معارضة كويتية في الخارج؟
![د. عبدالله محمد الصالح](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1477062485728137100/1477062498000/1280x960.jpg)
والمراقب للمعارضين من الدول الشقيقة يلاحظ أنهم مروا بثلاث مراحل، أولها الانقلاب المسلح على نظام الحكم كما حدث مثلا في حادثة جهيمان العتيبي من اقتحام الحرم المكي سنة 1979، وأيضا الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين سنة 1981 ، كلها محاولات لم تؤتِ أكلها. ومن ثم انتقلت المعارضة من مسلحة إلى ناعمة في مطلع التسعينيات بتسخير أدوات الإعلام والاتصال من التلفاز والإنترنت والمدونات، حتى وصلوا اليوم إلى المرحلة الثالثة وهي مواقع التواصل الاجتماعي ذات المفعول البالغ على الأنظمة الحاكمة. وعلى صعيد النضال السلمي نشرت دراسة في مجلة "Foreign Affairs" عن 323 حركة سلمية وغير سلمية من 1900 إلى 2006 توصلوا فيها إلى أن النضال السلمي أنجح بكثير، ويحقق مكاسب جلية مع مرور الزمن، والباعث في ذلك يرجع الى أمرين: المشاركة الشعبية الواسعة، وتبيان مكامن أرجاس النظام على الملأ، وهي من دواعي التغيير في المجتمع.آخر القصيدة، لكي تتفادى الأنظمة وجود معارضين لها في الخارج لا بد أن تعبد الطريق نحو الديمقراطية وتعزيز الحريات، وإلا فالنتيجة الحتمية هروب المعارضين إلى الخارج، فيناضلون سلميا عبر تضخيم المفاسد وتهويلها والعزف على أوتار تلهب الشعب، ويخسر النظام شعبيته، فيتهاوى من الأعين ثم من الكراسي!