تمر اليوم الذكرى التاسعة لوفاة سمو الأمير الوالد الراحل الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، شيخ المراجل والمواقف والمبادرات الذي تتفاخر لأجله الأيام الشواهد على حياته ومنجزاته، فتشرق شموس وتضيء أقمار معلنة أن سعدا سيظل نبراسا ينير الحياة لغيره رغم الرحيل والفراق، هكذا هم العظماء يا أميرنا الوالد، هكذا هم الذين يتركون خلفهم أنهار الحب تروي ملايين البشر.تسع سنوات مرت على رحيل سمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله وأفعاله وإنجازاته ومآثره لا تزال حاضرة وراسخة في قلوب وعقول تأبى نسيان شخصية محورية وعظيمة في تاريخ وطن كان فيه سمو الأمير الراحل رمزا من رموزه الكبار الذين لم يتوانوا عن فداء الوطن بأنفسهم وأرواحهم في سبيل كل ما من شأنه إعلاء ورفعة اسم الكويت. فمع كل يوم سيظل هذا الرجل في ذاكرتنا ووجداننا، هذا الرجل الذي كان يبذل جهدا كبيرا من أجل الكويت، فكان له الدور الكبير في معالجة القضايا الاقتصادية والصحية والاجتماعية والمحلية، كما كان همه الأكبر هو أمن الكويت، حيث كان سموه يقف على القضايا ويتابعها بنفسه مع المختصين، وكان سموه يتلمس قضايا المواطنين من خلال جولات سموه وزياراته للدواوين.
ولا يسع كل مواطن ومقيم يتتبع سيرة الراحل في الذكرى التاسعة لوفاته إلا أن يقف إكبارا وإجلالا للجهود الجبارة التي بذلها المغفور له بإذن الله الشيخ سعد العبدالله في سبيل الذود عن الكويت وحمايتها من الأطماع الخارجية، والتأكيد على وحدة صف شعبها ولحمته. كان سموه رحمه الله أبا حنونا وأخا كريما وحاكما عادلا عشق الكويت وأهلها وسطر في حياته أسمى وأنبل وأصدق مشاعر الحب والوفاء والإخلاص والتضحية والعطاء لها ولأهلها، فبادلته المشاعر والأحاسيس نفسها، فملك القلوب وتربع على عروشها، حكم فعدل فشهدت له المحافل الدولية تلك المواقف عربيا وإسلاميا ودوليا، وكان كريما فصنيع يديه امتد ليصل كل الأمصار، فكان قريبا من المنكوبين والمحرومين والضعفاء والمساكين، وأعطى فأجزل العطاء بالسر والعلن، لا يريد جزاء ولا شكورا خالصا لوجه الله ابتغاء مرضاته. كان سموه رحمه الله طرازا فريدا من القادة يحمل في قلبه صفات إنسانية نبيلة وسامية تغلفها قوة العزيمة والحكمة، وهذه الصفات التي تميز بها أهلته لتحمل المسؤولية في أشد الفترات التي شهدتها الكويت خاصة في الغزو الآثم عام 1990 الذي تجلت خلاله صلابة موقفه وقوة إرادته، فكان بحق بطلا لتحرير الكويت وبطلا في إعادة إعمارها.لقد واجهت الحكومات التي ترأسها الشيخ سعد العبدالله، رحمه الله، على التوالي ظروفا حافلة بالتحديات والأحداث الجسام على مختلف المستويات وعلى الصعيدين الداخلي والخارجي، وتمكنت بعون الله سبحانه وتعالى ثم بدعم الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد رحمه الله وبدعم رفيق دربه صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وقوة إرادته وحرصه وجهده، وإخلاص الكويتيين جميعا من وزراء ومسؤولين ومواطنين، تمكنت من مواجهة تلك الظروف الصعبة، والتعامل معها بما جنب بلدنا العزيز العديد من المخاطر، كما حرصت الحكومات على تنفيذ برنامج عملها تحقيقا للأهداف والغايات الوطنية المرجوة، وعملت جاهدة على تعزيز قدرات البلاد الدفاعية، ورفع كفايتها البشرية والمادية بما يمكنها من صد أي عدوان خارجي يستهدف أمن الوطن وكيانه.لقد كان سعد العبدالله أعز الرجال٬ وأخلص الرجال٬ وأشجع الرجال٬ أحب الكويت وشعبها فبادلوه حبا بحب٬ عمل من أجلها عشرات السنين٬ لم يمل٬ ولم يكل٬ بل كان يزداد عطاء كل يوم٬ أسهم بدور بارز في تطويرها ونمائها٬ وكان رجل دولة من طراز فريد، فاستحق لقب "سعد المبادرات والمواقف".رحم الله سمو أمير القلوب الشيخ جابر الأحمد، وسمو الأمير الوالد الشيخ سعد العبدالله طيب الله ثراهما، وحفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه وأنعم عليها بنعمة الأمن والأمان في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الإنسانية وصمام أمن الكويت بعد الله عز وجل، وسمو ولي عهده الأمين.
مقالات - اضافات
«سعد» المواقف والمبادرات
13-05-2017