معركة الرقة في يونيو... والأسد يهاجم «جنيف» ويمدح «أستانة»

●«قسد» ستسلم الطبقة لمجلس مدني
● لافروف يشترط لنشر مراقبين أميركيين
● توتر بإدلب ودفعة ثانية تترك برزة

نشر في 13-05-2017
آخر تحديث 13-05-2017 | 00:05
مؤتمر صحافي لقيادة «قسد» في مدينة الطبقة أمس (أ ف ب)
مؤتمر صحافي لقيادة «قسد» في مدينة الطبقة أمس (أ ف ب)
على وقع معارك دامية على الطريق الواصل بين حلب وحماة بين قوات النظام السوري و«داعش»، حددت قوات سورية الديمقراطية (قسد) شهر يونيو المقبل موعداً لهجومها على معقل التنظيم في الرقة، في وقت استبق الرئيس بشار الأسد انطلاق الجولة السادسة من مفاوضات جنيف وقلل من أهميتها، في حين كال المديح لمحادثات أستانة، التي تقودها حليفته روسيا.
في تطور أعقب سيطرتها التامة عى مدينة الطبقة الاستراتيجية وسدها الأكبر في سورية، أعلنت قوات سورية الديمقراطية (قسد) أمس، أن الهجوم لطرد «داعش» من معقله في مدينة الرقة، سيطلق بداية شهر يونيو المقبل، بحسب القيادية في الميليشيا الكردية المدعومة أميركياً روجدا فيلات.

وأكد نائب القائد العام لـ«قسد» قهرمان حسن، أن توقيت الهجوم مرتبط بالظروف والتكتيكات العسكريةن وتلقي أسلحة نوعية ومدرعات من الولايات المتحدة خلال الفترة القريبة».

وفي وقت سابق، أعلنت «قسد» أنها ستسلم إدارة الطبقة لمجلس مدني لإدارة الأمور إلى جانب قوى الأمن الداخلي التابعة لها، بعد تأمين المدينة بشكل كامل وتطهيرها من الألغام ومخلفات العمليات، مشددة على أن سد الفرات مؤسسة وطنية سورية ستخدم جميع المناطق دون استثناء.

وقبل مغادرته إلى الصين أمس، حذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان من أن قرار تسليح الوحدات الكردية يضر بالعلاقات الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، مؤكداً أنه ليس من الصواب رؤية «حليفتنا» جنباً إلى جنب مع تنظيم إرهابي.

وخلال لقائه رئيس الوزراء بن علي يلدريم على هامش مؤتمر حول الصومال في لندن، أبدى وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، أمس الأول، ثقته من تجاوز الخلاف مع تركيا حول تسليح الأكراد وإيجاد حل للأزمة.

وقال: «نحن ندرك تماماً القلق التركي حيال حزب العمال الكردستاني، ولا نزوده بالسلاح، ولم نقم بذلك البتة ولن نقوم به أبداً».

جنيف وأستانة

وقبل انطلاق جولتها السادسة برعاية الأمم المتحدة يوم الثلاثاء، اعتبر الرئيس بشار الأسد مفاوضات جنيف «مجرد لقاء إعلامي»، في حين رأى أن لقاءات أستانة، التي ترعاها روسيا بمشاركتها حليفته إيران وأدت مؤخراً إلى إنشاء «مناطق تخفيف تصعيد»، بدأت تثمر.

وقال الأسد في مقابلة مع قناة «أو إن تي» البيلاروسية نشرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) نصها مساء أمس الأول، «بالنسبة لجنيف، لا يوجد أي شيء حقيقي في كل اللقاءات السابقة، ولا 0.1 بالمليون، حتى هذا الرقم غير موجود»، مؤكداً أن هدفها كان دفعه لتقديم تنازلات.

وأضاف الأسد: «بالنسبة لأستانة فالوضع مختلف، إذ بدأت تعطي نتائج من خلال أكثر من محاولة لوقف إطلاق النار، آخرها ما سمي مناطق تخفيف التصعيد أو تخفيف الأعمال القتالية»، معتبراً أن «مبادرة روسيا كمبدأ، صحيحة، ودعمناها».

واعتبر الأسد أن «تخفيف الأعمال القتالية في هذه المناطق فرصة له ليقوم بتسوية وضعه مع الدولة»، مشدداً على أنه لن يتنازل عن السلطة أبداً، وذلك «لسبب بسيط، لأنني لا أمتلك الوطن، وهذا بحاجة إلى قرار شعبي من خلال الاستفتاء».

دمشق- حلب

وغداة تحقيق قواته تقدماً في حي القابون في شمال شرق دمشق في محاولة للضغط على الفصائل المعارضة الموجودة فيه ودفعها للموافقة على اجلاء مقاتليها منه، استعاد الأسد بدعم جوي روسي أمس جميع النقاط التي هاجمها مسلحو تنظيم «داعش» على طريق دمشق- حلب في ريف حماة الشمالي الشرقي.

وقال مصدر عسكري سوري، إن «داعش شنّ عند الساعة الرابعة فجراً هجوماً من منطقة عقيربات، الواقعة بين قرية الشيخ هلال وبلدة خناصر وبعد معارك استمرت أربع ساعات قتل خلالها 15 عنصراً من التنظيم، وضابط وأصيب 14 عنصراً من الجيش تم فتح الطريق، الذي قطع لمدة ست ساعات.

واستكمالاً لعملية توقفت ثلاثة أيام نتيجة عدة عقبات، خرجت الدفعة الثانية من مسلحي حي برزة الدمشقي وبعض أفراد عائلاتهم أمس، باتجاه الشمال في إطار تنفيذ اتفاق لتفريغ المناطق الواقعة تحت سيطرت المعارضة حول العاصمة من خلال عمليات تضييق ممنهج وحصار تنتهجها قوات النظام لإرغام المدنيين على قبول اتفاقيات التهجير.

في الأثناء، ساد التوتر الريف الشمالي لإدلب قرب الحدود التركية إثر اعتقال حركة «أحرار الشام» قائد تجمع «فاستقم كما أمرت» وتطويقها مقراته، واستيلائها على أسلحته في بابسقا، وفق نشطاء، أشار إلى حصول «تحرير الشام» على معلومات حول تحضير فصائل لعملية عسكرية ضدها بدعم إقليمي.

وتصاعد التوتر خلال الـ48 ساعة الأخيرة إثر قيام الهيئة باعتقال مقاتلين من الجيش الحر في معرة النعمان بتهمة «القتال ضمن عملية درع الفرات»، واعتقال آخرين من فصيل «أبناء الشام» الذي شارك في معارك ريف حماة الشمالي، إضافة لمصادرة أسلحة وعتاد المجموعة التي اعتقلتها من «أبناء الشام».

مراقبون أميركيون

بدوره، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن روسيا تجري اتصالات مع دول قد ترسل مراقبين إلى مناطق تخفيف التصعيد في سورية، مشدداً على أن يكون نشرهم مقبولاً لدى دمشق.

وقال لافروف، على هامش مشاركته في فعاليات المجلس القطبي في آلاسكا، إنه خلال زيارته إلى واشنطن في 10 مايو، لم يبحث إمكانية نشر مراقبين أميركيين في سورية، مضيفاً: «لكننا قلنا إننا سنرحب بأي مساهمة أميركية في تخفيف التوتر، لاسيما أن الرئيس دونالد ترامب تحدث بنفسه عن ضرورة إقامة بؤر آمنة، حيث سيتنفس السكان الصعداء».

واستطرد: «نجري حالياً اتصالات بالمشاركين المحتملين في هذه العملية (الرقابة على وقف إطلاق النار في مناطق تخفيف التوتر)، وآمل في أننا سنتمكن بعد قليل من مناقشة هذا الموضوع مع الشركاء بشكل موضوعي بقدر أكبر»، معيداً إلى الأذهان أن المذكرة الموقعة في أستانة تجيز إشراك مراقبين من «دول أخرى» للعمل في تلك المناطق، وذلك بالتنسيق مع كافة الأطراف المعنية ومقبولاً من حكومة الأسد.

وتوقع أن تعقد الدول الضامنة للهدنة، روسيا وتركيا وإيران، بعد 10-12 يوماً لقاء على مستوى الخبراء لتنسيق كافة تفاصيل نظام عمل المناطق، بما في ذلك إقامة أسوار آمنة حولها ونشر نقاط للرقابة وحواجز تديرها الدول الثالثة وتتولى الرقابة على وقف إطلاق النار، بما في ذلك استحداث آلية للرد على الخروقات، بحسب المذكرة التي وقعت عليها الدول الضامنة.

مفاوضات مباشرة

في غضون ذلك، عبرت المفوضة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن الاهتمام بإيجاد تسوية سياسية في سورية يقودها السوريون أنفسهم بدعم من الأطراف الإقليمية، مبينة أن إنهاء الحرب من أهم أولويات الاتحاد، وأن التسوية السياسة أمر ضروري لضمان السلام والاستقرار في البلاد والمنطقة بأسرها.

وطالب عضو ائتلاف المعارضة هادي البحرة المبعوث الأممي ستيفان ديميستورا بتحديد مسار تفاوضي واضح في جنيف يجلس فيه وفدا النظام والمعارضة بشكل مباشر، معتبراً أن الأسد يضيع الوقت دون الانخراط في عملية تفاوضية جدية.

«الائتلاف» يريد مفاوضات مباشرة وماتيس لتجاوز الخلاف مع أنقرة
back to top