فرنسا: ماكرون يتسلم مهام الإليزيه غداً ويستهل جولاته بلقاء «ميركل المنقذة»
فريق الرئيس الشاب يغازل الجمهوريين بعد ضم اشتراكيين لخوض «البرلمانية»
يتسلّم الرئيس الفرنسي المنتخب إيمانويل ماكرون «39 عاماً» مقاليد السلطة خلال مراسم تنصيب تقام غداً بقصر الإليزيه وسط باريس، فيما أعلنت الحكومة الألمانية أن الرئيس الشاب سيحل ضيفاً على المستشارة آنجيلا ميركل بعد غد لتكون برلين محطته الخارجية الأولى بعد توليه مهام منصبه خلفاً للرئيس المنتهية ولايته فرنسوا هولاند.وتأتي زيارة ماكرون المقررة لألمانيا، بعد أن أعربت ميركل عن رغبتها في التعاون معه لتعزيز منطقة اليورو، ودفع الإصلاحات فيها قدماً حتى يتحسن سوق العمل في الأجل القريب.وقالت ميركل، التي ترغب في انتشال الاقتصاد الفرنسي من عثرته الحالية، مساء أمس الأول، إنها تقدر حجم المهام الجسام، التي يواجهها ماكرون.
وأضافت ميركل، أن تطور الاقتصاد في ألمانيا وتصدعه في الأعوام الأخيرة في فرنسا لا يرجع إلى أن «الألمان أفضل من الفرنسيين»، موضحة أنها تجد من الحرج ما يمنعها من أن تقول إن «على ألمانيا أن تساعد فرنسا».وتابعت ميركل أمام اجتماع حضره 550 ضيفاً من الأوساط الاقتصادية والسياسية والإعلامية: «أنا أرحب بأن أعد مع ماكرون خططاً تعطي العاطلين عن العمل بصورة عاجلة أملاً في التحسن». واعتبرت أن من الواضح «أن ألمانيا لن تسير أحوالها دائماً بصورة جيدة إلا إذا كانت أحوال أوروبا كذلك»، وقالت: «أفكر منذ عام 2013 في إنشاء ميزانية داخل منطقة اليورو يمكننا من خلالها مساعدة الدول التي تهدف إلى الإصلاح. يمكننا في تلك الميزانية استخدام المزيد من المخصصات المالية، بخلاف مخصصات الصناديق، التي لدينا بالفعل، لمساعدة الدول في هذا المجال لفترة مؤقتة».ويعتزم ماكرون جعل بلاده أكثر قدرة على المنافسة من خلال إجراء إصلاحات على سوق العمل وتقليص عدد الوظائف في القطاع الخدمي، كما يخطط لتعميق أنشطة الاقتصاد بمنطقة اليورو.في موازاة ذلك، قال آرنو لوروا، أحد أكبر مساعدي ماكرون والمتحدث باسمه، أمس، إن «الرئيس الوسطي الجديد مستعد لإجراء محادثات مع التجمع المحافظ الرئيسي في البلاد»، وذلك بعد يوم من إقدام حزبه على ضم مجموعة من «الاشتراكيين» ضمن مرشحيه للانتخابات البرلمانية المقبلة.وأضاف لوروا: «هناك مجموعة بين الجمهوريين المحافظين تقول: نريد أن نحقق نفعاً لبلدنا، لكننا لا نريد أن نمكرن (نسبة إلى ماكرون) أنفسنا». وتابع: «نحن كأناس مسؤولين منفتحون أمام النقاش. لا أغلق أي باب».وكان ماكرون قد نسف الحدود التقليدية للسياسة الفرنسية عندما فاز بانتخابات الرئاسة الأحد الماضي تحت لواء حزب (الجمهورية إلى الأمام)، الذي تشكل منذ عام واحد، لينهي بذلك هيمنة الحزب «الجمهوري» والحزب «الاشتراكي» التي استمرت قرابة 60 عاماً على منصب رئيس الجمهورية.