السيسي إلى الصعيد... واتفاق مع السودان على «الدخول»
«التموين» تستعد لرمضان بسلع مخفضة ومراقبة الأسواق... وتناشد المواطنين سرعة تحديث 4.5 ملايين بطاقة
في خطوة على طريق طي صفحة الخلافات بين مصر والسودان، أعلنت اللجنة القنصلية المشتركة اعتماد إجراءات خاصة بدخول مواطني البلدين والإقامة فيهما، بما يضمن التيسير على رعايا دولتين يجمعهما نهر النيل وحدود وتاريخ مشترك، في وقت يبدأ الرئيس عبدالفتاح السيسي جولة داخلية في مدن الصعيد غداً لافتتاح عدد من المشاريع التنموية.
في خطوة تشكل انفراجة على صعيد العلاقات المصرية- السودانية، أعلنت الدولتان اتخاذ عدد من الإجراءات الخاصة بدخول مواطني البلدين والإقامة فيهما، وذلك بعد الاجتماع الطارئ للجنة القنصلية المشتركة في القاهرة أمس الأول. وقالت الخارجية المصرية إنه تم خلال الاجتماع مناقشة عدد من الموضوعات ذات الأولوية، وبحث موقف تسليم ممتلكات المُعدنين السودانيين الذين تم الإفراج عنهم وفق العفو الرئاسي الصادر في أغسطس 2015.واتفق الجانبان على الاستمرار في إعفاء حملة الجوازات الدبلوماسية والخاصة من تأشيرة الدخول، وإصدار التأشيرة بالمجان لمدة أقصاها ستة أشهر لحملة الجوازات العادية يمكن تجديدها بإقامة مدة أخرى مثلها، كما اتفقا على إعفاء السيدات من البلدين من شرط الحصول على تأشيرة الدخول، وكذا جميع الذكور فوق سن الخمسين وتحت سن السادسة عشرة، ومواطني البلدين المقيمين بدول الخليج العربي والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والدول الأوروبية، وذلك في منافذ حدود البلدين في حال وجود إقامة سارية.واستعرض الجانبان المصري والسوداني التسهيلات المقدمة لرعايا السودانيين من إعفاء إجراءات التسجيل، والإعفاء من رسوم التأشيرة والإقامة، وجرى بحث تسريع حركة الشاحنات المصرية المتوجهة إلى السودان عبر المنافذ المشتركة، حيث أكد الجانب السوداني استعداده لتقديم كل ما يلزم لتسهيل دخولها إلى الأراضي السودانية، كما تم الاتفاق على عقد الدورة الثانية للجنة القنصلية المشتركة في الخرطوم في أغسطس المقبل.
خطوة إيجابية
ورأى مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الإفريقية معصوم مرزوق، أن نتائج اللجنة القنصلية المشتركة تمثل "خطوة على الطريق الصحيح"، مضيفا لـ "الجريدة" أن "الإجراءات المتخذة كان لابد منها، ويجب أن تتبعها خطوات أخرى في سبيل إنهاء جذور الأزمة بين البلدين، وإيجاد إطار مناسب لمناقشة بعض الأمور العالقة والتي رفعت وتيرة التوتر في الأسابيع الماضية"، داعياً إلى تشكيل مجموعة أزمة من خبراء في الجانبين للعمل وفق أجندة متفق عليها، مع ضرورة وقف الحملات الإعلامية من الجانبين.وذهبت الصحافية المتخصصة في الشأن السوداني أسماء الحسيني، إلى أن الاجتماع القنصلي وما خلص إليه من اتفاق على قواعد الدخول بين البلدين يشكل خطوة إيجابية مهمة لتسهيل حياة المواطنين في البلدين من إقامة وتأشيرات الدخول ونقل البضائع والسلع، مشيرة إلى أن العلاقات بين البلدين يجب أن تخضع لخطوات مدروسة ومعايير موضوعية ولا تكون عرضة للأهواء والتقلبات السياسية التي تضر بمصالح مواطني البلدين.زيارة الصعيد
في غضون ذلك، يترأس الرئيس عبدالفتاح السيسي اليوم الاجتماع السنوي الثامن عشر لمجلس أمناء مكتبة الإسكندرية، بحضور مديرها الجديد مصطفى الفقي، ومن المقرر أن يلقي كلمة يعقبها الاستماع إلى عدد من مداخلات أعضاء مجلس أمناء المكتبة، الذي يضم في عضويته مجموعة من الشخصيات الدولية البارزة.وعلمت "الجريدة" أن السيسي سيقوم بزيارة تفقدية لمحافظتي قنا وسوهاج بصعيد مصر، وتشمل افتتاح مشروعات تنموية بالمحافظتين، بما فيها مساحات مزروعة بالقمح والشعير ومحاصيل أخرى بالمنطقة الصحراوية بمركز "الوقف" التابع لمحافظة قنا، ضمن مشروع زراعة المليون ونصف مليون فدان، كما يتابع خلال الجولة مراحل تنفيذ مشروع المثلث الذهبي بجنوب مصر، والمقرر صدور قرار بتشكيل هيئة مستقلة لإدارته، ويفتتح عبر تقنية الفيديو كونفرانس، عددا من المشروعات التنموية الأخرى بمحافظة سوهاج. وبينما أبدى رئيس لجنة الإسكان بالبرلمان علاء والي، تفاؤله بجولة السيسي في الصعيد، مؤكدا لـ"الجريدة" أنها تعكس اهتماما رئاسيا كان غائبا في فترات سابقة، قالت عضو اللجنة الاقتصادية بالمجلس بسنت فهمي، إن الزيارة تعد خطوة على طريق رسم خريطة للاستثمار في مصر، مشددة على أن التنمية في مدن الصعيد تعني وقف الهجرة من الجنوب إلى الشمال، ما يعني احتفاظ الصعيد بكفاءاته للنهوض بمحافظاته اقتصاديا. وفي إطار مساعي السيطرة على الأسعار قبل حلول شهر رمضان الكريم نهاية مايو الجاري، بالعمل على توفير السلع المختلفة في منافذ البيع، قال وزير التموين والتجارة الداخلية علي المصيلحي لـ"الجريدة"، إن الوزارة انتهت من خطة متكاملة استعدادا لشهر رمضان، تتضمن السيطرة على الأسعار، وتكثيف الرقابة على الأسواق لضمان توافر السلع بشكل مستمر، مشيراً إلى أن معارض السلع التي تفتتح في المحافظات المختلفة بدءًا من الجمعة المقبل، ستعمل على توفير السلع بأسعار الجملة سعيا لتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين. وبينما قال المصيلحي إن الحكومة أقرت إضافة 14 جنيها لكل مواطن على البطاقة للمساعدة في تأمين السلع خلال شهر الصوم، جددت الحكومة المصرية دعوتها للمواطنين الذين تحتاج بطاقاتهم التموينية لتحديث بياناتها، بسرعة التوجه لمكاتب التموين والبريد، فضلاً عن الموقع الإلكتروني لوزارة التموين لتحديث بياناتهم قبل نهاية الشهر الجاري. وأكدت الحكومة عدم صحة الشائعات التي تقول إن المواطنين الذين تحتاج بطاقاتهم إلى تحديث لن يحصلوا على مخصصاتهم التموينية الخاصة بشهر رمضان المعظم، مناشدة المواطنين استمرار التعاون لدعم جهود الدولة لتطوير منظومة الدعم، من خلال الإسراع في تحديث البيانات الخاصة بالبطاقات التموينية، بما يخدم الفئات المستحقة لخدمات تلك المنظومة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن عملية تحديث البيانات ستشمل حوالي 19 مليون مواطن مقيدين في 4.5 ملايين بطاقة تحتاج بياناتهم إلى تحديث.دعوة وترحيب
في شأن منفصل، استقبل الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد، رئيس الحكومة شريف إسماعيل عقب انتهاء فعاليات مؤتمر لندن حول الصومال، وسلمه دعوة السيسي لزيارة مصر لبحث العلاقات الثنائية، مؤكداً أن القاهرة مستعدة لتقديم أوجه الدعم لمقديشيو في مجال التنمية ومكافحة الإرهاب.
إسماعيل يدعو الرئيس الصومالي إلى زيارة مصر