بعد نحو 157 عاماً من انطلاق أول رحلة له في شوارع مدينة الإسكندرية الساحلية، تعتزم الحكومة المصرية إعادة تأهيل "الترام" بتكلفة 360 مليون يورو، عبر مكتب تطوير فرنسي، مختص بتطوير حافلات طرق النقل، وتقليل زمن الرحلة به إلى 30 دقيقة فقط.يمثل "الترام" جانباً حياً من ذاكرة المدينة، وشاهداً على التحولات التي مرت بها منذ انطلاق أولى رحلات الترام عام 1860 في عهد الخديو محمد سعيد باشا، حيث يعتبر الترام أول وسيلة نقل جماعية في مصر وإفريقيا، ويمثل في جانب آخر، نزهة ترفيهية لسكان المدينة والسائحين.
يقول الباحث السكندري، مكرم سلامة، لـ"الجريدة": الترام في بداية تدشينه عام 1860 كان يتم تشغيله بواسطة "خيول" تجر المركبات، ثم تحولت إلى مركبات تُدار بالبخار، وفي عام 1903 عقب بناء "كلية فيكتوريا" في المنطقة التي تحمل اسمها حتى الآن، وكان يقطنها عدد كبير من المشاهير، أنشئ خط "محطة الرمل- فيكتوريا"، الذي يربط وسط المدينة بشرقها، لنقل طلبة الكلية من أحيائهم الراقية إلى مقر الكلية.وتابع مكرم: "تحملت الكلية التي كانت إدارتها إنكليزية وقتذاك، تكلفة إنشاء الخط الجديد، وبدأ استخدام الكهرباء في تشغيل الترام، وخُصصت لطلاب الكلية عربات محددة، ينتهي خط سيرها داخل حرم الكلية، وهو ما تكشفه صور نادرة.وفي نفس التوقيت تمت زيادة عدد خطوط الترام، لربط أحياء المدينة، خصوصاً أحياء الطبقة الوسطى والشعبية، وحتى منتصف خمسينيات القرن الماضي، وكان ضمن عربات "الترام الأزرق"، الذي يخترق الأحياء الراقية، عربة خاصة لنقل الموتى، توضع أعلاها إشارة سوداء.
أخر كلام
«ترام» إسكندرية... رحلة عمرها 157 عاماً
13-05-2017