الرومي: لكل دولة خليجية مدرستها في فن «النهمة»

الصقر يرجع الاختلافات إلى السرعات و«التنازيل» و«المد»

نشر في 13-05-2017
آخر تحديث 13-05-2017 | 00:05
فن «النهمة» أحد الفنون الشعبية البحرية القديمة في دول منطقة الخليج العربي، غير أن هناك اختلافات عدة بين تلك الدول في أداء هذا الفن وطريقة تناوله.
"النهمة" أحد الفنون الشعبية البحرية القديمة في الخليج، وهي كلمة تعني بلوغ الهمة أو صوت الزجر، لكن هناك بعض الاختلافات، التي رصدت، في تناول هذا الفن بين الكويت والبحرين وقطر.

في هذا الصدد، قال الباحث والفنان فتحي الصقر، إن "فن النهمة متشابه في الخليج لا اختلافات فيه إلا في التنازيل (أي الأغنية) أو الشيلات إذ تكثر الشيلات في قطر والبحرين والإمارات وعُمان مقارنة بالكويت"، مشيراً إلى أن الاختلاف أيضاً في السرعات وفي أداء الغناء (المد) ونوعية الغناء.

وذكر الصقر، أن الاختلاف يكون أيضاً في طريقة العزف، وفي أداء (الخطفة)، فرغم أنها من نفس الميزان لكنها تختلف في الأداء، إذ إن أهل البحرين أسرع في أدائها كما يعرف عنهم أنهم يمدون في غنائها، أما أهل الكويت فإنهم يأخذون الطابع الثقيل والسهل الممتنع في أداء الفنون البحرية، ولا تغلب عليهم السرعة في أداء الأغاني البحرية، بل إن سرعتهم تعد متوسطة.

وأوضح أن "أهل الكويت تميزوا بفن (الصفقة) الذي يعد قوياً وكانوا

لا يفضلون السرعة فيه، في حين إن أهل البحرين مثلاً وفي فن (الحدادي) (من أغاني الترفيه والسمر والترويح عن النفس) يدخلون الصفقة في أي وقت وتستمر للحظات وتنتهي"، وغناؤهم دائماً يكون سريع الوتيرة حتى في الفنون الأخرى مثل (الخماري).

كما انفرد أهل الكويت عن سائر دول المنطقة بفن (السنكِني) نتيجة لأسفارهم خلافاً لأهل البحرين وقطر الذين كانوا يمارسون الغوص فقط.

ومن خلال ما سمعوه في أسفارهم من إيقاعات وأصوات لأجراس الكنائس خرج الكويتيون بفن (السنكني) وهي كلمة تعني (ثقيل) فكأن اسمه الفن الثقيل، وهو فن يحتوي على أجزاء كبيرة ومعقدة في الإيقاعات والأداء والرقص، وهو الوحيد الذي يحتوي على آلة (الصرناي).

بدوره، قال الباحث والنوخذة علي صالح الرومي: "إن كل دولة في الخليج لها مدرسة مختلفة في أداء النهمة، بحسب الأغاني الخاصة بالعمل فالبحرين تميزت بـ(اليحلة) كإيقاع ثم أخذها أهل الكويت منهم".

ولكون البحرينيين والقطريين من أهل الغوص فقط، فإنهم يقضون فترة أقل في البحر لذا انتشرت فنون الترفيه والسمر عندهم فتميزوا بـ(الدور) المنتشر على ساحل البحر حيث يتجمع فيه البحارة لأداء جلسات يطلق عليها اسم (الأنس) يتسامرون فيها ويغنون العديد من الفنون مثل (الحدادي) و(الفجري)، والأخير من الفنون، التي انطلقت أساساً من أهل البحرين ويقدم في حال وجدت معه عدة آلات.

أما فن (الحدادي) الذي وصل للكويت من البحرين أيضاً، فهو من (الحداي) ويبدأ بـ(الزهيرية) قبل بداية الغناء، ويطلق عليه أهل الكويت اسم (اجراحان) وتعني (اشرح) وقيل (اجرح) وذلك قبل الغناء (التنزيلة) والحدادي دائماً يبدأ بزهيرية لا بموال.

وتميز أهل عُمان والإمارات بالشيلات ويعتمدون عليها أكثر من (النهمة) وغلب عليهم هذا الطابع لعدم توفر الوقت الكافي للسمر لأن منطقتهم أقسى من باقي دول المنطقة، وذلك لبعد مغاصات اللؤلؤ.

ويعد (النهام) الركيزة والمحور، الذي يقوم عليه الغناء وهو الاسم الذي يطلق على مغني السفينة ويتجاوب البحارة مع ما يصدر عنه من أغانٍ، ومن أبرز صفاته قوة الصوت وطبقاتها، كي يزود البحارة والغواصين بالطاقة والتي كانت تبدأ دائماً بذكر الله وتعد مهمة النهام أساسية في أي رحلة ولا تكاد تخلو سفينة من نهام إلى ثلاثة نهامين يتقاضون أضعاف ما يتقاضاه "الغاصة".

back to top