شهدت بطولات كرة القدم للمراحل السنية، الشباب والناشئين والبراعم، في السنوات الأخيرة أحداثا مؤسفة جدا، تمثلت في الخروج عن الروح الرياضية، سواء باللفظ أو الاشتباك بالأيدي.

وللأسف الشديد لم يلتفت إلى هذه الوقائع المخجلة، ولم يقف أحد أمام ما يقترفه هؤلاء الصغار من أفعال مشينة لتمر كل «هوشة» مرور الكرام تباعا، دون أن يكلف أحد من القائمين على الرياضة الكويتية نفسه بالبحث والتنقيب عن الأسباب وراء مثل هذا الأمر.

Ad

الغريب في الأمر أن لجان الانضباط أصدرت العديد من القرارات الرادعة بحق من تسببوا في هذه الاشتباكات، ابتداء من توقيع العقوبات المالية، مرورا بالإيقاف، وصولا إلى حد الشطب، لكن يبدو أن الأمر أكبر بكثير من هذه العقوبات حتى لو جاءت مغلظة.

واللافت للنظر ان ما تشهده بطولات الشباب والناشئين والأشبال من معارك حامية الوطيس لم يكن لاعبو الفرق هم الطرف الوحيد المتسببون في وقوع هذه المعارك، بل كان للأجهزة الفنية والإدارية دور كبير، والتي تسببت في نزيف الدماء على الملاعب الخضراء!

أحداث سابقة

على سبيل المثال شهدت مباراة الفحيحيل والكويت، التي أقيمت على ملعب الاول في دوري الناشئين، في أول مارس 2014، معركة دامية سالت على أثرها دماء عدد من لاعبي الفريقين، ولولا تدخل بعض مسؤولي الفريقين لحدث ما لم تحمد عقباه.

كما شهد نهائي كأس الاتحاد تحت 17، الذي جمع فريقي كاظمة والعربي 7 مايو 2015 معركة حامية الوطيس بين لاعبي الفريقين، والغريب أن المعركة اندلعت من لعبة عادية، بعد أن سدد أحد لاعبي كاظمة الكرة خارج الملعب، بعد أن كانت في حوزة أحد لاعبي العربي، الذي كان يستعد لتسديد ركلة حرة في منتصف الملعب، ليشتبك اللاعبون معا ويختلط الحابل بالنابل.

اعتداءات واعتراضات على الحكام

واستكملت معارك المراحل السنية نشاطها في الموسم الجاري، فعلى سبيل المثال شهدت مباراة العربي مع الكويت في دوري الأشبال خروج عدد من لاعبي الأبيض عن النص، ودخلوا في مشادة كلامية ساخنة مع لاعبي الأخضر، لتقرر لجنة الانضباط بناء على هذه الأحداث إيقاف الشقيقين عبدالرحمن وإبراهيم فهد كميل 4 مباريات، وتغريم كل منهما 400 دينار، فيما أوقفت زملاءهم حسين المحيبس وعبدالله الفضلي ومحمد المطيري 3 مباريات، وغرمت كل منهم 300 دينار، وفهد المطيري وعبدالعزيز مهران مباراتين وغرمت كل منهما 200 دينار.

وفي البطولة ذاتها، شهدت مباراة الفحيحيل والساحل العديد من الأحداث الساخنة التي ليس لها علاقة بالطبع بفنيات الكرة ومتعتها وإثارتها، وإنما جاءت الإثارة من لاعبي الفحيحيل خالد الفضلي وحمود راشد ويوسف العنزي والذين أوقعت لجنة الانضباط عليهم عقوبات مالية وإيقاف، لمشاركتهم في الأحداث والاحتجاج القوي على الحكام، علما أن مصلط منع الحكام من إشهار البطاقة الحمراء لها.

وقررت «الانضباط» حرمان مدرب الفحيحيل محمد العزب من مرافقة فريقه حتى نهاية الموسم بسبب تلفظه على الحكم! كما شهدت البطولة نفسها اعتداء لاعب النصر أحمد خيون في لقاء فريقه مع السالمية على حكم اللقاء والتلفظ عليه، ليتم إيقافه عاما مع تغريمه 1500 دينار.

مدرب يستخدم بطاقة إداري

وفي دوري الشباب، شهدت مباراة الصليبيخات واليرموك أحداثا مؤسفة تمثلت في قيام لاعبي الصليبيخات خالد الشمري وعبدالرحمن هلال بإلقاء الكراسي والأحذية وزجاجات المياه على لاعبي الفريق المنافس، لتتم معاقبتهم بالإيقاف 4 مباريات، فيما قام زميلهم ناصر العتال بالتلفظ على الحكام ليتم إيقافه 4 مباريات أيضا.

وفي البطولة نفسها، وقعت في مباراة القادسية والعربي أحداث غريبة جدا، تمثلت في دخول مساعد مدرب الأصفر محمد الفيلكاوي أرض الملعب والتواجد في المنطقة الفنية ببطاقة أحد الإداريين، وهو الفعل الذي استحق عليه العقوبة من لجنة الانضباط، بحرمانه من مرافقة فريقه 6 مباريات، وتغريمه 3000 دينار، كما وقعت اللجنة العقوبة نفسها على إداري الفريق فهد الشمري كونه المسؤول عن «الاسكور شيت».

«هوشة» في «البراعم»

وبالطبع، كان لدوري البراعم نصيب في هذه المعارك، وأبرزها تلك التي وقعت في مباراة كاظمة والنصر، حيث تعرض حارس النصر للإصابة بسبب قذفه من قبل أحد لاعبي كاظمة بحجر، لتتطور الأحداث وتصل إلى مشرفي الفريقين خلال اللقاء، ثم تجددت مرة أخرى عقب إطلاق الحكم صافرة النهاية، لكن العقلاء في الفريقين تدخلوا في الوقت المناسب.