ماكرون وأوباما: ..أين يلتقيان وأين يختلفان !

شاب مثقف غير متكلف برباطة جأش في كل الظروف

نشر في 14-05-2017 | 10:26
آخر تحديث 14-05-2017 | 10:26
No Image Caption
ايمانويل ماكرون شاب مثقف غير متكلف، اسلوبه قد لا يكون بعيدا عن اسلوب باراك اوباما المميز برباطة جأشه في كل الظروف، الا ان هذه المقارنة لها حدودها ايضا، بحسب ما يقول خبراء في كل من الولايات المتحدة وفرنسا.

على غرار اوباما الذي كانت المصورة الشهيرة بيت سوزا كانت تلاحقه اينما يذهب، هناك مصورة لم تفارق ايمانويل ماكرون منذ عشرة اشهر.

صوره متنوعة، تارة وهو يقبل زوجته بريجيت، وتارة اخرى وهو يضع قدميه على مكتبه بعد يوم متعب، او وهو يحدق بجدية بهاتفه المحمول.. والواضح ان هناك نقاط تشابه في هذه الصور بين ماكرون والرئيس الاميركي السابق.

ومن نقاط التشابه الاخرى : ماكرون ينشد المارسياز وهو يضع يده على صدره "على الطريقة الاميركية". وعندما ذكر في تجمع انتخابي اسم المرشحة الخصم من اليمين المتطرف مارين لوبن وقوبل بالصفير، قال لمناصريه "لا تصفروا لها، اهزموها"، مذكرا بكلمة اوباما ضد ترامب "لا فائدة من الصفير، اقترعوا".

وفي منتصف ابريل الماضي كتب ماكرون تغريدة في حسابه على تويتر قال فيها انه تلقى اتصالا هاتفيا من اوباما الذي يحظى بشعبية في فرنسا، واعلن تضامنه معه. اما الدعم الرسمي من اوباما لماكرون فجاء قبيل الدورة الثانية الحاسمة من الانتخابات.

ويبدو ان حملة ماكرون تأثرت بحملة أوباما للعام 2008، اي الاعتماد على العمل الميداني المباشر ولقاء الناس حتى في منازلهم.

وقبل نحو عام وقعت حركة ماكرون "الى الامام" عقدا مع شركة ليجي مولر بونس المتخصصة في وضع "الاستراتيجيات الانتخابية" واستخدام احدث التكنولوجيات. وبعد ثلاثة اشهر كانت تمت زيارة نحو 300 الف مسكن في احياء منتقاة لاجراء مسح حول المشاكل التي يعانيها الفرنسيون.

وكان ثلاثة فرنسيين انشأوا شركة "ليجي مولر بونس" بعدما عملوا معا كمتطوعين في اطار حملة اوباما الانتخابية عام 2008 عندما كانوا لا يزالون طلابا. وتقول الشركة عن الثلاثة "لقد شاهدوا التكنولوجيا تعمل، وعرفوا اي ابواب يطرقون، فنقلوا الفكرة الى فرنسا".

وفي ابريل الماضي، كتبت مجلة "ذي اتلانتيك" الأميركية: في حال نجاح ايمانويل ماكرون "فسيكون ذلك خصوصا بسبب التعبئة الاستثنائية للمتطوعين الذين يعملون بتقنيات تنظيمية على الطريقة الاميركية، الامر الذي يشبه اسلوب حملات اوباما".

وتشير غيوميت فور التي عملت طويلا مراسلة لوسائل اعلام فرنسية في نيويورك، الى الجانب الايجابي من رسالة المرشح ماكرون الى الناخبين.

تقول فور "عندما يعمل ماكرون على اجراء مصالحة في البلاد انما يذكر بخطاب لاوباما امام مؤتمر الحزب الديموقراطي عام 2004 عندما تكلم عن الانشقاقات في المجتمع الاميركي".

ووصفت صحيفة كلاران زوجة ماكرون بانها "ميشيل اوباما الفرنسية" خصوصا بسبب "عفويتها وقربها من الناس".

تقول صوفي دي ديزير التي تعمل في مجلة "فانيتي فير" وتراقب من كثب كيفية تعاطي ماكرون وزوجته مع الجمهور "اول نصيحة قدمتها لورانس حاييم (مراسلة اخبار سابقة في الولايات المتحدة اصبحت بعدها متحدثة باسم حركة "الى الامام") الى ماكرون هي الاقتداء باسرة اوباما. وقد اخذا بهذه النصيحة تماما وطبقاها بالكامل".

وتقول لورانس حاييم "لقد انضممت اليه لان حملته ذكرتني بحملة اوباما: ديموقراطية تشاركية، رغبة في التجديد، طاقة دائمة.. الا ان هذا لا يعني نسخا اعمى".

والواقع ان الاختلاف قائم بين اوباما الدخيل على الطبقة السياسية من والد كيني ووالدة من كنساس، وماكرون الذي يتحدر من اسرة ميسورة وتلقى دروسه في كبرى الجامعات وعمل سنوات عدة في المصارف.

وعندما فاز ماكرون في السابع من مايو وصل سيرا الى مكان تجمع مناصريه أمام متحف اللوفر على وقع موسيقى نشيد الفرح من السمفونية التاسعة لبيتهوفن الذي بات نشيد الاتحاد الاوروبي.

يقول الباحث دنيس لاكورن بهذا الصدد "ما كان بالامكان تصور قيام رئيس اميركي بالاحتفال بانتصاره على وقع نشيد الفرح الذي يخرج من الاطار الوطني الى الاطار الاوروبي والدولي".

اما الاميركي بروس كراملي الذي يعمل مع مجلة تايم منذ 25 عاما فيشير الى فارق اساسي بين اوباما وماكرون.

يقول "اوباما انتخب لطي الصفحة الخلافية لرئاسة بوش، وايضا لاصلاح الاضرار المالية والاجتماعية التي تسببت بها سياسة بيل كلينتون المفرطة في ليبراليتها. اما ماكرون فهو لا يريد اصلاح اضرار الفوضى بل يريد ان يكون (نيو بيل كيلنتون)".

back to top