نظام الأسد يقترب من إحكام قبضته على دمشق

خروج مقاتلي المعارضة من القابون بعد برزة وتشرين... و«قسد» على بعد 5 كلم من الرقة

نشر في 14-05-2017
آخر تحديث 14-05-2017 | 21:50
بعد تحول معظمه إلى أنقاض، لتعرضه لمئات الغارات الجوية والصاروخية على مدى 3 أشهر، شهد حي القابون الدمشقي عملية تهجير واسعة شملت خروج جميع مقاتلي المعارضة وعائلاتهم، في إطار سلسلة اتفاقات مع نظام الرئيس بشار الأسد مكنته من حيي برزة وتشرين، ومهدت الطريق لإحكام قبضته على العاصمة بالكامل.
على وقع اتفاق مشابه لإخلاء مناطق مجاورة في حيي برزة وتشرين الدمشقيين، اللذين تسيطر عليهما الفصائل منذ 2012، بدأت عملية إخلاء حي القابون الواقع في شمال شرق دمشق من مسلحي المعارضة، ما يمهد لتحقيق هدف نظام الرئيس بشار الأسد بالقضاء على أي وجود مسلح في مركز ثقله بالعاصمة.

وبعد حملة عسكرية غير مسبوقة لقوات الرئيس السوري بشار الأسد وميليشيات حليفته إيران استمرت نحو 3 أشهر، توصلت لجنة التفاوض عن حي القابون الدمشقي إلى اتفاق مع النظام يقضي بإخلاء الحي من جميع مقاتلي فصائل المعارضة منه.

وفي سياق تنفيذ الاتفاق، وصلت إلى محيط حي القابون عشرات الحافلات لنقل المسلحين من الحي باتجاه إدلب، في حين سيتم نقل العديد منهم باتجاه منطقة حرجلة في منطقة الكسوة جنوب العاصمة دمشق لتسوية أوضاعهم.

ونقل التلفزيون السوري أمس عن محافظ دمشق بشر الصبان «بدء خروج أول دفعة من مسلحي القابون». وذكرت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) أنه تم إيقاف العمليات العسكرية في حي القابون بعيد إعلان «التنظيمات الإرهابية» قبولها باتفاق يقضي برحيل عناصرها من الحي.

وفي وقت مبكر أمس الأول تقدمت القوات الحكومية داخل القابون، لتبسط سيطرتها على ثمانين في المئة من الحي، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.

وأحرزت القوات النظامية منذ الأربعاء تقدماً في حي القابون، وتمكنت السبت من إكمال طوق دائري حول العشرات من العناصر المسلحة داخله، ما أجبرهم على الاستسلام وتسليم سلاحهم»، بحسب مصدر في قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام.

وفي إطار سلسلة من الاتفاقات مع الحكومة لتوفير ممر آمن للمسلحين مقابل رحيلهم بدون قتال، غادر الجمعة أكثر من 1200 شخص، نصفهم مقاتلون، برزة وتشرين باتجاه إدلب، بينما لايزال مسلحو الفصائل موجودين في أحياء ثلاثة من العاصمة هي جوبر والتضامن واليرموك.

ضربة وتهديد

وتمثل خسارة القابون بعد برزة وتشرين، ضربة قوية أخرى لقوات المعارضة، التي تقاتل من أجل الحفاظ على موطئ قدم لها بالعاصمة، وتواجه القوات الحكومية المدعومة بقوة جوية روسية وفصائل تدعمها إيران.

وفي وقت سابق، أكد عبدالله القابوني من المجلس المحلي للمنطقة أن النظام هدد بتدمير ما تبقى في القابون، ولن يقبل أي شيء سوى حل عسكري.

وتقع القابون عند البوابة الشرقية لدمشق، وشهدت تلك المناطق في مارس معارك مثلت أول توغل داخل العاصمة بمثل هذا النطاق الواسع منذ أكثر من أربع سنوات. وتمكن الجيش من صد الهجوم بعد قصف جوي عنيف أجبر مقاتلي المعارضة على التراجع.

وتمكّن الجيش من تحقيق هذا التقدم، بعد قطع الأنفاق بين القابون وبرزة وعزله المنطقتين عن باقي الجيب الرئيسي لقوات المعارضة في الغوطة الشرقية.

وأدى تشديد حصار المنطقتين اللتين يعيش فيهما عشرات الآلاف من السكان إلى إجبار مقاتلي المعارضة على الموافقة على اتفاقيات تجبرهم على الانسحاب إلى شمال سورية.

حصار خانق

وتفرض قوات النظام حصاراً على الغوطة الشرقية، وهي منطقة ريفية كثيفة السكان تضم مزارع وبلدات منذ عام 2013. وهي المعقل الرئيسي الوحيد للمعارضة قرب دمشق.

ويقول مقاتلو المعارضة إنه بخسارة القابون وبرزة سقط خط الدفاع الأساسي عن الغوطة الشرقية.

وأفادت مصادر إعلامية مقربة من القوات الحكومية بـ«عملية عسكرية محدودة على مواقع انتشار فصائل مسلحة باتجاه شركة الكهرباء في حي القابون، بعد رفضها الاتفاق الذي تم التوصل إليه»، مشيرة إلى أن العملية لاتزال مستمرة ضد فصائل المعارضة الرافضة للاتفاق للضغط عليها، والرضوخ للأمر الواقع. وسيطرت على حي القابون 3 فصائل رئيسية هي «جيش الإسلام»، و«فيلق الرحمن»، و«أحرار الشام» منذ أواخر 2011، ودخلت في هدنة مع القوات الحكومية عام 2014، إلى جانب حيي تشرين وبرزة المجاورين.

تهجير وتعليق

واعتبر رئيس ائتلاف المعارضة الجديج رياض سيف، أن عمليات التهجير القسري والتغيير الديمغرافي، التي يقوم بها النظام في دمشق، هي جرائم حرب، مطالباً الأمم المتحدة بمنعها ومحاسبة المسؤولين عنها.

وفي تطور لافت، علّق المكتب الطبي الموحد في الغوطة الشرقية التابع للفصائل العمل في عياداته ومراكز الرعاية الأولية التابعة له في الغوطة، اعتباراً من يوم أمس، رداً على اعتداء عناصر «فيلق الرحمن» في بلدة مديرا على مسؤول مجلس الإدارة واعتقال عدد من الأطباء بالضرب ومنعهم من الدخول إلى بلدة مسرابا.

إلى ذلك، استولت قوات سورية الديمقراطية (قسد)، بدعم أميركي، على مناطق جديدة انسحب تنظيم «داعش» منها لتصبح على بعد نحو 5 كلم من مدينة الرقة، مبينة أنها امت بدخول قرية الأنصار مركز اتحاد الفلاحين وسجن ومعمل غزل القطن بريف المحافظة الشمالي.

back to top