تعهد الرئيس الفرنسي الجديد إيمانويل ماكرون (39 عاما) بإعادة بناء أوروبا إلى جانب التغلب على الانقسامات التي ظهرت في المجتمع الفرنسي والسعي لبناء فرنسا قوية واثقة من نفسها.ووعد الرئيس الشاب الذي تولى مهامه الرئاسية، أمس، من سلفه الاشتراكي فرانسوا هولاند بـ «إنعاش أوروبا»، ووعد الفرنسيين بعدم التخلي عن أي من الوعود التي قطعها خلال حملته الانتخابية.
وقال ماكرون خلال حفل تسليم السلطة الذي أقيم في صالة قصر الإليزيه في العاصمة باريس التي يضمن أمنها حوالي 1500 شرطي: «نحن بحاجة إلى أوروبا أكثر فاعلية وأكثر ديمقراطية وأكثر تسييسا». وأضاف أن «الفرنسيين اختاروا الأمل وروح المبادرة».وتابع: «العالم وأوروبا بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى إلى فرنسا قوية تدافع بقوة عن الحرية والتضامن». وأكد أن إدارته ستجعل سوق العمل أكثر مرونة، وسيجري تهيئة ظروف مواتية للأعمال بهدف مساعدة الشركات، كما سيكون «الابتكار» محور نشاطه كرئيس للبلاد.وأعلن رئيس المجلس الدستوري لوران فابيوس انتقال السلطة لماكرون، ثامن رئيس للجمهورية الخامسة، أمس، معبرا عن تمنياته له بـ «تهدئة الغضب وتبديد الشكوك وتجسيد الأمل».وغادر الرئيس المنتهية ولايته هولاند، الذي امتنع عن إعلان انسحابه من الحياة السياسية، الإليزيه وسط تصفيق المدعوين وحشد تجمع أمام القصر الرئاسي، بعدما سلم السلطة إلى ماكرون الذي رافقه إلى سيارته.عقب ذلك توجه الرئيس الجديد إلى قوس النصر لوضع إكليل من الزهور على نصب الجندي المجهول.ويفترض أن يعين ماكرون بسرعة رئيسا للوزراء ويشكل حكومته. وفي أغلب الأحيان، عين الرؤساء السابقون رئيس الحكومة يوم تسلمهم مهامهم.لكن مصادر في محيط الرئيس الجديد أفادت بأن ماكرون سينتظر حتى اليوم الاثنين قبل إعلان اسم رئيس الوزراء.
تقارب ألماني
وفي إشارة إلى رغبته بإحياء المحور الفرنسي - الألماني، اختار ماكرون الذي سيتوجه إلى برلين في أول رحلة له إلى الخارج اليوم، سفير فرنسا الحالي في ألمانيا فيليب إتيان (61 عاما) مستشارا دبلوماسيا له.كما عين اليكسي كولر (44 عاما) الذي كان مدير مكتبه كوزير للاقتصاد (2014-2016) ليشغل منصب الأمين العام لقصر الإليزيه. وعين إسماعيل ايميليان (30 عاما) مستشارا خاصا للرئيس.ويدرك رئيس الدولة الجديد الذي وعد بإصلاح «عميق للحياة السياسية»، التحديات الكبرى التي تنتظره في بلد يعمه الانقسام ويعاني بطالة مرتفعة (10 في المئة) ويواجه خطر التهديد الإرهابي.من جانب آخر، ينوي ماكرون، الذي مثل التيار الوسطي بالانتخابات التي جرت في السابع من مايو الجاري وتغلب فيها على منافسته اليمينية المتطرفة مارين لوبن، أن يتفقد قريبا القوات الفرنسية في الخارج، وخصوصا في إفريقيا.