«الهيبة»... صراع نفوذ وقصة حب لا محلّ لها من الإعراب
في صراعٍ على النفوذ بين العائلات والعشائر... وسعيٍ إلى إحكام السطوة والسيطرة على تجارة السلاح والتهريب في منطقة جبلية نائية تقع على الحدود السورية اللبنانية، يتواصل الصدام بين القيم والعادات القديمة وبعض التقاليد البالية من جهة، وبين الحداثة الوافدة إلى المنطقة من جهةٍ أخرى... ذلك كله وأكثر في الدراما السورية- اللبنانية المشتركة «الهيبة» على MBC في رمضان.
تدور أحداث «الهيبة» حول ﻋﺎﺋﻠﺔ قوية ضاربة الجذور في المنطقة يترأسها «جبل»، تيم حسن، الذي يلقى دعماً مُطلقاً من العشيرة. وبعد غياب 15 عاماً في فرنسا هرباً من ثأرٍ قديم، يعود شقيق جبل إلى بلدته ولكن جثّة هامدة بعدما توفي في فرنسا ترافقه أرملته المفجوعة عليا، نادين نجيم، وابنه الصغير الذي سُمّي على اسم عمه «جبل».وفي ظلّ رفض العائلة التخلي عن الطفل وتركه مع والدته ليعيش في الخارج، ورفض رجال القانون خوض حرب مع عشيرة «شيخ الجبل» من أجل استرجاع الطفل، تجد عليا نفسها مضطرةً إلى اتخاذ قرار استثنائي من أجل العيش إلى جانب ابنها في منطقة بعيدةٍ كل البعد عن نمط الحياة الباريسي الذي اعتادته. فكيف يمكن لفتاة غربية النشأة والفكر أن تقع في عشق رجلٍ يترأس عشيرة متسلّطة ضمن أجواء يسودها العنف والسلاح والإجرام؟ وهل يمكن للحب أن يجد مكانا ًله في واقعٍ لا يعرف للحب مكاناً!
نادين نسيب نجيم
توضح نادين نجيم سبب انجذابها إلى العمل، فتقول: «أحببت القصة ووجدتُ أحداثها مشوّقة وشبيهة بواقع مجتمعنا، كذلك أعجبني الدور». وتضيف: «العمل مليء بالأحداث ويبقي أعصابك مشدودةً بانتظار ما ستتضمنه الحلقة المقبلة». وحول دور «عليا» الذي تؤديه، تقول: «عليا امرأة مثقفة ومتعلّمة عاشت في الخارج، ولاحقاً تُفاجأ بما ستتعرض له من عائلة زوجها، لا سيما الصراع بينها وبين جبل الذي يؤدي دوره تيم حسن». تتابع: «لا يجمع بين عليا وجبل أي ودّ بل جفاء. لكن الظروف تجبرهما على الاجتماع معاً على مضض. فهل هذا الاجتماع سيُغيّر من نظرتهما إلى بعضيهما بعضاً، أم أنه سيزداد عمقاً وحدّةً؟».من جانبٍ آخر، تُعرب نادين عن مدى سعادتها بوجود الممثلة الكبيرة منى واصف في العمل، وما تشكّله من إضافة إلى القصة، فتقول: «تؤدّي الفنانة القديرة منى واصف دور والدة جبل زوج عليا، وعلاقتنا خلال المسلسل يسودها التوتر حيناً والأُلفة أحياناً، ضمن مَشاهد مميزة ستجمعنا. والدة جبل معجبة بعليا وتجدها مناسبة لابنها، لكن لعليا حسابات مختلفة وتعتبر أن ثمة ما يحول دون أية قصة حب، وذلك لأسباب يكتشفها المشاهد في سياق الأحداث». أخيراً، تلفت نادين إلى الانسجام الكبير مع المخرج سامر البرقاوي بعد سلسلة أعمال ناجحة في الأعوام الماضية وآخرها «نص يوم»، وتضيف: «اعتدنا على طريقة بعضنا في العمل، وهو ما يمنحني راحة نفسية خلال التصوير».المخرج سامر البرقاوي
يُعرب سامر البرقاوي عن سعادته بالعمل مع النجميْن تيم حسن ونادين نسيب نجيم للعام الثالث على التوالي، ويُضيف: «السبب في نجاح هذه التركيبة يكمُن في ثقتي الكبيرة بالممثلين النابعة من صداقتنا. وطبعاً، نجاح هذه الشراكة، إذا صح التعبير، جاء نتيجة لحسن النوايا والثقة المتبادلة والعطاء إلى أقصى حد، إلى جانب قدرة كل من تيم ونادين على إقناع المشاهدين كل عام بالتجدّد في الأدوار التي يقدمانها.. باختصار، يكفي القول إن دليل نجاح هذه الشراكة هو استمراريتها».وحول عدم الوقوع في مطبّ النمطية نظراً إلى تكرار ثنائية نادين وتيم، إلى جانب المخرج سامر البرقاوي نفسه، يقول الأخير: «نحن بعيدون عن النمطية بسبب اختلاف المعالجة الدرامية في كل عمل نقدمه، فضلاً عن تقديم الممثلين بطريقة مختلفة لجهة الشكل والأداء والأبعاد النفسية للشخصيات، وصولاً إلى اللغة البصرية التي نسعى عبرها إلى تقديم كل ما هو جديد». أما أهمية الخط الدرامي الذي تؤديه الممثلة الكبيرة منى واصف في المسلسل، فيوضح البرقاوي: «منى واصف ركن أساسي في العمل هذا العام. ووجود قامة كبيرة في دور رئيس يُعتبر أحد العوامل الإيجابية، وهو من حسن حظنا!». ويختم: «لا يمكن اعتبار أن «الهيبة» يحمل إسقاطات سياسية بكل ما تعنيه الكلمة، فهو يعبّر عن مجتمع قريب وبعيد في الوقت نفسه، تفصلنا عنه مسافة قصيرة ولا نعرف عنه سوى القليل. لذا حاولنا دخول كواليس عالم الجريمة والعلاقة بين السلطة والنفوذ، وهو ما أتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين».الكاتب هوزان عكو
في إجابته عن سؤالٍ يتطرّق إلى رسالة العمل، يقول عكو: «ثمة ثوابت معينة في الحياة تتعرّض لاهتزازات أحياناً، ذلك لأسباب مختلفة. فإلى أي مدى تستطيع الصمود ومواجهة الاهتزازات والتغلّب عليها؟! يُقال «يا جبل ما تهزّك ريح»... ولكننا سنكتشف خلال المسلسل أن الأمر يُمكن أن يكون عكس ذلك، فكيف سيواجه جبل تلك الريح العاتية؟». وحول إذا ما كان العمل مقتبساً عن نصٍّ أو رواية عالمية، يقول عكو: «العمل من تأليفي ولا يعتمد على الاقتباس. كتبنا أفكاراً في جلسات عمل ونقاش لنصل إلى أفضل نتيجة لنصٍّ من تأليفي بالكامل».وحول العلاقة بين جبل وعليا في المسلسل يذكر عكو: «لن يرى المشاهد قصة حب تقليدية بينهما، لكن هذا الثنائي موجود في قلب العمل وسياقه... ومع تطوّر الأحداث، يُمكن للحب أن يصبح جزءاً من الحكاية، ولكنه سيكون حتماً مختلفاً عمّا عهده المشاهدون».
العمل مليء بالأحداث ويبقي أعصابك مشدودةً دائماً بانتظار الحلقة المقبلة نادين نسيب نجيم