كوريا الشمالية تجرب «أبعد» صواريخها
• قادر على إصابة القاعدة الأميركية في غوام
• بوتين يدعو إلى وقف «تخويف» بيونغ بانغ
أكدت كوريا الشمالية أمس نجاح تجربة إطلاق صاروخ باليستي جديد قادر على حمل رأس نووي، محذرة الولايات المتحدة من أن «تخطئ في التقدير».وذكرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية أن بيونغ يانغ اختبرت بإطلاق هذا الصاروخ الذي دانته الأسرة الدولية «نموذجا جديدا لصاروخ بالستي استراتيجي» مداه «بين المتوسط والبعيد»، اطلقت عليه اسم «هواسونغ - 12»، وهو قادر على حمل رأس نووي «ضخم وثقيل»، وقطع مسافة 787 كيلومترا على ارتفاع 2111 كيلومتراً، وسقط «بدقة في المكان المحدد له».وأشارت الوكالة إلى أن الزعيم كيم جونغ اون «اشرف شخصيا على تجربة اطلاق هذا الصاروخ من النوع الجديد، وعانق مسؤولي البحث البالستي، وهو يقول لهم انهم قاموا بعمل شاق لإنجاز أمور عظيمة».
ونقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن كيم جونغ أون تأكيده ان الاستراتيجية الأميركية التي تقضي «بترهيب الدول الضعيفة التي لا تمتلك القنبلة الذرية عسكريا» لن تجدي مع الشمال.وأضاف «إذا تجرأت الولايات المتحدة على القيام باستفزاز عسكري ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية فنحن مستعدون للتصدي لها»، محذراً واشنطن من أن «تخطئ في تقدير قدرات كوريا الشمالية، وما تمتلكه من وسائل رد عسكرية انتقامية».وعملية إطلاق الصاروخ الكوري الشمالي هي الثانية خلال 15 يوما، والأولى منذ تنصيب الرئيس الكوري الجنوبي مون جاي ان المكؤيد للحوار.ويرى الخبراء أن المعلومات التي تحدثت عنها الوكالة الشمالية توحي أن مدى الصاروخ يمكن ان يبلغ 4500 كلم. وقال جيفري لويس الباحث في معهد ميدلبري للدراسات الدولية الذي يتخذ من كاليفورنيا مقراً له، إن الصاروخ الذي اطلق أمس كان «الصاروخ الأبعد مدى الذي تختبره كوريا الشمالية».أما جون شيلينغ خبير التسلح في منظمة «نورث 38» التابعة لجامعة جون هوبكينز في واشنطن، فيرى أن بيونغ يانغ اختبرت على ما يبدو صاروخاً متوسط المدى يمكنه «بالتأكيد أن يبلغ القاعدة الأميركية في غوام» في المحيط الهادئ.وأضاف أن «الأهم من كل ذلك» هو انه «يمكن ان يشكل تقدما مهما على طريق تطوير صاروخ بالستي عابر للقارات».ويشكك بعض الخبراء في قدرة الشمال على إنتاج اسلحة نووية مصغرة لوضعها على صاروخ، ولاشيء يثبت حتى الآن ان بيونغ يانغ تمتلك تكنولوجيا عودة الصواريخ الى الغلاف الجوي.وقال الخبير شيلينغ إن تمكن بيونغ يانغ من جعل «غوام»، التي تبعد 3400 كيلومتر في مرمى صواريخها، لا يغير المعطيات الجيوسياسية بشكل اساسي. لكن هذه مرحلة.وأضاف أن «ما يمكن ان يغير التوازن الاستراتيجي سيكون صاروخا بالستيا عابراً للقارات قادراً على إصابة أرض القارة الأميركية».وطلبت اليابان والولايات المتحدة اجتماعا طارئا لمجلس الامن الدولي يمكن أن يعقد بعد ظهر اليوم في نيويورك، كما قالت بعثة الأوروغواي التي تتولى رئاسة المجلس خلال مايو.وفي تطور جديد، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس التجربة الصاروخية، التي أجرتها كوريا الشمالية بأنها «خطيرة»، داعياً في الوقت نفسه الى وقف «تخويف كوريا الشمالية» والى التوصل لحل سلمي لهذه المسالة.