بعد أن استمال عدداً كبيراً من نواب الحزب الاشتراكي الذي كان ينتمي إليه قبل أشهر من الانتخابات الرئاسية، بدا أن الرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون، يحاول استمالة اليمين، إذ كلف، أمس، اليميني المعتدل إدوار فيليب تشكيل حكومة. ويمثل تعيين فيليب النائب عن حزب «الجمهوريين»، والبالغ 46 عاماً، من خارج حركة «الجمهورية إلى الأمام»، سابقة في التاريخ السياسي المعاصر لفرنسا، إذ إنها المرة الأولى التي يعين فيها رئيس الجمهورية رئيساً للوزراء من خارج معسكره السياسي من دون أن تجبره هزيمة في الانتخابات البرلمانية على ذلك.
ورئيس الوزراء المكلف غير معروف كثيراً، وسبق أن تجاوز الخطوط السياسية التقليدية، فهو رئيس بلدية لمدينة هافر (شمال غرب)، ومقرب من رئيس الوزراء الأسبق آلان جوبيه، وناضل في شبابه ضد الاشتراكي ميشال روكار ونهجه الاشتراكي- الديمقراطي.وتشكيلة الحكومة المقبلة المتوقعة اليوم ستكون اختباراً جديداً لخلط الأوراق السياسية، الذي وعد به ماكرون، الذي انتخب على أساس مشروعه «لا يمين ولا يسار»، في ختام حملة كشفت عن انقسامات عميقة في البلاد.إلى ذلك، شهدت برلين، أمس، لقاء لم يخل من تعقيدات بين ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. وقبل وصوله إلى برلين، قالت ميركل إنها ستستقبل الرئيس الشاب بـ«انفتاح وود»، مضيفة أنها «تعتقد أن ماكرون لديه تصورات واضحة عن القرارات التي يجب اتخاذها في فرنسا وعن قرارات أخرى لا يجب اتخاذها»، في إشارة منها إلى الإصلاحات التي تطالب ألمانيا بإجرائها في فرنسا.وأعربت ميركل عن تفاؤلها بأن ماكرون سيدافع في المفاوضات التي ستجريها معه عن المصالح الفرنسية، في حين ستدافع هي عن مصالح بلادها.ولم تعط الصحف الألمانية أي مهلة للرئيس الجديد، وركزت منذ انتخابه على نقاط الخلاف المحتملة مع برلين. فقد تحدث ماكرون عن «معاهدة لإعادة بناء» الاتحاد الأوروبي، لكن فكرة تعديل الاتفاقيات الأوروبية تشكل خطاً أحمر لدى برلين منذ أن رفض الفرنسيون مشروع الدستور الأوروبي في 2002.ويطرح الرئيس الفرنسي الجديد تخصيص ميزانية وبرلمان ووزير مالية لمنطقة اليورو، وهي قضايا يمكن أن تغضب المستشارة وحزبها الاتحاد المسيحي الديمقراطي الصارمين جداً على الصعيد المالي.
أخبار الأولى
ماكرون يستميل اليمين برئيس حكومة
16-05-2017